عرف بآرائه المتشددة ضد المشاركة في حكومة القاعدة العريضة بالرغم من انه من المقربين الي السيد محمد عثمان الميرغني ويؤمن تماماً أنه لا بديل لقيادة الحزب غير الميرغني لكنه أكد ان المؤتمر العام المزمع عقده في يناير القادم سيفرز قيادة صلبة تعيد للاتحادي الديمقراطي مجده وتاريخه مشيرًا الي ان المشاركين في الحكومة فيهم رأي من قبل الاتحاديين مبيناً إنهم لم يقدموا شيئاً لأنفسهم ولجماهير الاتحادي، وكشف عن الإعداد للمؤتمر العام للحزب الاتحادي الذي سيعقد لاول مرةٍ منذ العام1967م ونوه إلي ان الخطر القادم للسودان لا يفرق بين اتحادي وحزب امة ومؤتمر وطني .. أين أنت الآن من الحركة الاتحادية ؟ الحركة الاتحادية للأسف منذ أن انقسمت إلي ستة تيارات حدث خلل في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل فهو كان يسير في الاتجاه الصحيح . ومن الذي حرفه عن الاتجاه الصحيح هل هي سياسات السيد محمد عثمان الميرغني كما صرح الكثيرون من الاتحاديين أن الحزب الاتحادي أصبح حزب الرجل الواحد ؟ لا يوجد من رفض سياسات مولانا محمد عثمان الميرغني فنحن جميعا مجمعون علي رئاسة مولانا الميرغني لأنه لا بديل له وتحديدًا في هذا الوقت، لكن الخلل الذي حدث وجعلنا نتخذ موقفاً أننا ضد مشاركة الحزب في الحكومة و قد كنت في لجنة التفاوض مع المؤتمر الوطني وقلنا إن البلاد معرضة إلي استهداف كبير جدًا والوطني قال يريد حكومة وحدة أو قاعدة عريضة، ووضح أنها حكومة المؤتمر الوطني فقط !! وما يسمى بأحزاب التوالي وهي جزء من الوطني ولكن الجديد دخول الاتحادي الأصل وطالبنا بمشاركة فاعلة وقدمنا الورقة الاقتصادية للوطني واجمعوا بأنها ورقة من أجود الأوراق الاقتصادية، وأنهم لا يملكون ورقةً بهذا المستوى ثم قدمنا ورقة المشاركة، وكانت هي «القشة التي قصمت ظهر البعير» ولكن قواعدنا حتى الآن رافضة رفضاً تاماً للمشاركة . لنعد إلي سؤالنا أين أنت الآن من الحركة الاتحادية ؟ قدمت استقالتي كعضو في الهيئة القيادية ولم أقدم استقالتي من الحزب الاتحادي فنحن من الستينيات أعضاء في الاتحادي بعد أن خرجت من الحركة الإسلامية عندما كانت حركة إسلامية، وكان الإسلاميون إسلاميين . ماذا تعني وماذا عن الإسلاميين والحركة الإسلامية الموجودة الآن ؟ الإسلاميون الموجودين في الحركة الإسلامية الآن هم (شماسة) الحركة الإسلامية فالحركة أهلها ذهبوا . الحركة الإسلامية الآن تستعد إلي عقد مؤتمرها وأكدوا أن أعضاء الوطني هم أعضاء الحركة الإسلامية ؟ هذا رأيهم ولكن الحركة الإسلامية إنتهت والموجودة الآن ما معروفة هل هي حركة أم حزب المؤتمر الوطني لكن ما نعرفه نحن فإن الحركة الإسلامية تأسست سنة 1949م وكان المسئول عنها الرشيد الطاهر بكر وحدث انشقاق في الستينات خرج الصادق عبد الله ومعه مجموعة واستمروا باسم الأخوان المسلمين، وخرج الترابي وأحمد عبد الرحمن ومحمد يوسف محمد وعبد الرحيم حمدي ويس عمر الإمام وكونوا جبهة الميثاق التي كونت الجبهة الإسلامية لاحقاً وخرج مرغني النصري وبابكر كرار وآخرين وسموا أنفسهم الجماعة الإسلامية، وخرج الرشيد الطاهر و أبو سبيب وعلي محمود حسنين فهو كان إسلامي فذ، وحسن شبو، وتاج الدين منوفلي، وجلال عبد الرحمن، و توجهنا إلي الاتحادي برئاسة الزعيم الأزهري ومنذ ذلك الوقت تفككت الحركة الإسلامية وانتهت من زمان . يقال بأنك علي خلاف مع مولانا الميرغني ؟ أبداً أنا أقرب الناس إليه! وأؤمن تماماً انه لا بديل لقيادته أبدًا!! لكن اختلفت معه في المشاركة فأنا ضدها جملةً وتفصيلاً ولعل هذا يكون محسوباً عليَّ . هل يمكن ان نراك في صفٍ واحدٍ مع جلال يوسف الدقير في الاتحادي المسجل ؟ لا لن أدخل في أي فصيل آخر، و سأظل في الاتحادي الأصل مهما اختلفنا سوى كان مع مولانا أو أي شخصٍ أخر . ü أنت تؤكد أن لا بديل لمولانا الميرغني وغيرك يرى ان مولانا يهيئ أبنائه لتولي قيادة الحزب وربما يورثه لأحدهم ؟ حتى الآن لم يخطو مولانا خطوة توريث الحزب، واللجنة العليا الآن تتكون، ولكل مؤتمر رئيسه، وهنالك نواباً للرئيس ليسوا من أبناء مولانا، وليس له إبن متقدماً للرئاسة . كيف تنظر للاجتماعات التي تعقد بمنزل السيد الميرغني بمصر بينه وبين إبنه محمد الحسن ؟ محمد الحسن ضد المشاركة، وقد قال رأيه بوضوح، ونحن علي اتصال به، وكان هو أمين التنظيم في الحزب، لذلك هو رأيه مع القواعد تماماً والاجتماعات هي من أجل التشاور حول قيام المؤتمر فقط، وكونت لجنة أوراق يرأسها دكتور بخاري الجعلي، ولجنة أخرى يرأسها الفريق عبد الرحمن سعيد . هل يسير الإعداد للمؤتمر العام في الاتجاه الصحيح حتى الآن ؟ هنالك إعداد بالخارج و الداخل، و حتى الآن كونت لجان عليا و تعقد حالياً اجتماعات للمؤتمرات القاعدية والوسيطة التي تُصَعْد إلي المؤتمر العام، ونتوقع أن تأتي بقيادات حقيقية، وهنالك كتاب المرشد للوصول إلي المؤتمر وهو محدد لكل الخطوات، ونريد أن يكون هذا المؤتمر مؤتمراً حقيقياً نابع من القواعد، ويسير بالتصعيد، و يجب أن يفرز قيادة صلبة تعيد للاتحادي الديمقراطي مجده وتاريخه . هل تتوقع أن يطيح المؤتمر بقيادات الاتحادي ؟ قطعاً المؤتمر سيكون فيه انتخاب مكتباً سياسياً وأمانات وسيفرز قيادة، لأن القيادات التي شاركت في الحكومة فيهم رأي من قبل الاتحاديين . هل تتوقع أن يوحد المؤتمر الاتحاديين ؟ إحتمال كبير . هل تم وضع تصور لتحقيق الوحدة ؟ الناس تريد مؤسسات ديمقراطية، ولا يمكن أن تتم هذه المؤسسات إلا عن طريق مؤتمر عام، والمؤتمر العام هو صاحب القرارات، وان كان مؤتمراً صحيحاً فإنه ملزم لكل الناس وسيكون مؤتمر المفاجآت . من وراء تأخير وحدة الاتحاديين بالرغم من أن هنالك تحركات كثيرة من بعض الاتحاديين لتحقيق الوحدة ؟ اختلاف رؤى !! فكل مجموعة ترى أن الوحدة يجب ان تتم علي أسس معينة، وهذه الأسس عليها الاختلاف، لأن كل شخص يتمسك بنهج معين، وأسلوب معين، فعلى سبيل المثال الاتحادي الديمقراطي الأصل قال إن الحزب موحد منذ ان انشق ووحده إسماعيل الأزهري والسيد علي أصبح واحداً ومن خرجوا يجب ان يرجعوا الي حزب أصلاً موحد . من الذي يتحمل مسئولية الانشقاقات في الحركة الاتحادية ؟ الحركة الاتحادية هي مجموعات والخلاف الذي أدى إلي الانشقاقات ليس خلافاً فكرياً أو خلافاً علي مباديء،إنما هو خلاف (كيف تدار المؤسسة الديمقراطية الاتحادية) فالحزب لم يعقد مؤتمراً منذ 1967م وهي مسئولية قياديات، ولا يتحملها شخص واحد، فالآن الجميع يحملوها لمولانا، ولكن لا يتحمل المسئولية شخص واحد فمن انشق وكون مجموعة هم أيضا انشقوا . هل يمكن ان يطالب المؤتمر بالانسحاب من المشاركة في حكومة القاعدة العريضة ؟ أتوقع أن تتم توصيات من جميع أنحاء السودان من المؤتمرات واللجان المركزية والمصعدين والقادمين للاشتراك في المؤتمر بالمطالبة بالانسحاب من المشاركة لأن المشاركة كانت كارثة ! لأنها بالتأكيد أضرت بالحزب الضرر البليغ فجعلت بعض أعضاء الحزب يخرجون من الاتحادي وبعض آخر انضم الي الوطني . من هم الذين دفعوا الحزب إلي المشاركة ؟ هم قيادات كانوا في الأقاليم والداخل وكانت حجتهم واهية جدًا فقد كان رأيهم ان لديهم جماهير، وقالوا نريد ان نخدم جماهيرنا، ونقدم لهم خدمات أفضل من أن نكون بالخارج وقلنا لهم ناس الوطني لن يتركونكم تخدموا جماهيركم لأنهم سينزلوا انتخابات . وهل تخوف الاتحاديين من الانتخابات لذلك عجلوا بالمشاركة ؟ نحن لا نتخوف من الانتخابات فالعاصمة كانت جميعها للاتحاديين، وما كان في راجل برشح نفسه في العاصمة وحزب الأمة كان رئيسه السيد الصديق يترشح في كوستي وحتى الصادق في آخر انتخابات ترشح في الجزيرة أبا وفي النهاية يصبح الحزب الاتحادي ذيل للمؤتمر الوطني، والمحليات التي فيها خدمة الجماهير لم يتكلف المؤتمر الوطني بمنح الاتحادي معتمدية واحدة والمشاركين الآن ليسوا في موضع اتخاذ قرار، فالوطني الآن يفاوض في قضية كبرى تخص السودان لم يتكرم ان يشرك الاتحادي بعضوٍ واحدٍ في هذه المفاوضات. حديثك رشح عن نية الاتحاديين المشاركين في الحكومة بتقديم استقالاتهم بحجة أنهم ليس لديهم صلاحيات هل هذه الأنباء صحيحة أم أنكم مارستم عليهم ضغوط ؟ نعم ليس لديهم صلاحيات، ونحن عملنا مذكرة لمولانا وقعنا عليها كقياديين طالبنا فيها بسحب الوزراء لأنهم ليس لديهم صلاحيات فمحمد سعد عمر وزير بمجلس الوزراء يحضر للاجتماعات ويقوم بعمل سكرتارية أما عثمان عمر فقد أصدر قراراً بفتح استيراد العربات المستعملة وفي نفس اليوم ألغى الرئيس قراره . هل استطاع المشاركون تقديم الخدمات لجماهير الاتحادي التي من أجلها تمت المشاركة ؟ ليسوا في موقع تقديم خدمات لذلك لم يقدموا خدمات و ناس الوطني أذكياء وشطار جدًا استطاعوا أن يحققوا ما يريدون . كيف تقرأ الواقع السياسي في السودان ؟ السودان الآن يتعرض إلي مشاكل كبيرة جدًا، والمشاكل أوقعته فيها الاتفاقيات الثنائية منها اتفاقية نيفاشا فقد كانت وبالاً علي السودان و«حسنتها الوحيدة» إنها أوقفت الحرب وأتت بالجنوبيين لكي يشاركوا في حكومة إنتقالية لفترةٍ ولكن وضح أن هذه الاتفاقية عندما جاءوا لتطبيقها اكتشفوا خللها ولذلك السودان الآن في وضع مؤلم، وما يحدث في المفاوضات الآن غير مبشر. ولكن ليس هنالك حلول سوى المفاوضات خاصةً في الوقت الحالي ؟ الحل الوحيد أن يكون هنالك مؤتمر جامع يجمع كل القوى السياسية يركز في القضايا المصيرية للسودان، و يكون حلها والرأي حولها متفق عليه من كل القوى السياسية فقد ثبت بعد الآن أن أي حزب لن يستطيع أن يحكم السودان كحزب منفرد لذلك لابد من التوافق علي ميثاق من أجل القضايا الكبرى المصيرية، أما برنامج الأحزاب فلكل حزب برنامجه لذلك يجب الانتباه فالخطر القادم للسودان لا يفرق بين اتحادي وحزب امة ومؤتمر وطني والوضع يستوجب أن تكون نظرة الناس أكبر من النظرة الحزبية الضيقة ويجب أن يبحثوا عن حل لمواجهة المصير القادم لأن المؤتمر الوطني بمفرده لن يستطيع أن مواجهه ما هو قادم . sوما هو القادم ؟ أجزاء السودان معرضة للانفصال خاصةً بعد أن حدث مبدأ تقسيم السودان إلي دويلات وانقسم الجنوب . إذًا كيف تنظر لمستقبل العلاقات بين الشمال والجنوب ؟ العلاقات بين الشمال والجنوب للأسف الشديد هي قضية كبيرة جدًا والآن يقال لن يسمح لعرمان ومالك عقار للدخول في تفاوض ولكننا نجدهم يدخلون المفاوضات وينسحبوا وهنالك «خلط عجيب» والرؤية حتى الآن غير واضحة !! والمفاوضات الآن يكتنفها ضبابٌ من ناحية الدولتين . ألم تطالبوا بالمشاركة في المفاوضات ؟ الحكومة هي التي فاوضت في نيفاشا وحدها، والآن تجاهلت حتى المشاركين معها ولا تريد أن يشارك معها أحد وحتى المجموعة التي شاركت من الحزب الاتحادي لم تتم دعوتها و قاعدين ساكت(فراجه) مثل الذي يحمل إبرة كي يشرب بها مياه البحر . هل الاتحادي خرج من دائرة المعارضة ! فهنالك حديث بأنه يعمل لمساعدة المعارضة من داخل الحكومة ؟ الحزب الاتحادي ليس جزءاً من المعارضة وإذا كان جزء منها لما شاركوا في الحكومة، والمشاركين لا يستطيعون أن يساعدوا أنفسهم فكيف يساعدون المعارضة.