لازالت جامعة (الرِّباط الوطني) تقدم الدرس تلو الدرس! وتُعيد للأذهان سيرة التعليم الأولى.. حين كانت الجامعات مناراتٍ للعلم والمعرفة والثقافة.. والسلوك وحسن الخلق...! وكان الطالب الجامعي المثل الذي يحتذى به.. في الإلتزام والهندام.. والكلام.. أعادت جامعة الرِّباط.. لتلك الِحقبة بريقها الذي خبأ و أعادت للتعليم هيبته.. بعد أن كادت تضيع وسط الهجمة الشرسة من التقاليع والعادات الوافدة.. التي جعلت الجامعات سوحا لعرض الأزياء.. ومزادا للمتاجرة باستقرار الأسر التي تلتهب بسياط الطلبات وضرورة اللهث خلف المواكبة والموضة!! أوقفتْ جامعة الرباط بمبادرة حاسمة، وقرار شجاع كل ذلك.. وأصدرت قرارها بتوحيد الزَّي.. والإنضباط والسلوك، وتلك بادرة تحسب لها.. وعادت لتسمعنا الدرس الثاني نحن وكل الجامعات التي ضيعت (حلاوة التخريج).. بتلك الطرق الرخيصة المبتذلة..! فنظمت (جامعة الرباط الوطني العريقة والعراقة ليست بطول المدة إنما بما يُقدم من عطاء).. أقول نظمت حفل تخريج بهيج ومحترم لم يخل من الموسيقى والألحان.. ولم يعدم الطرفة والنكتة ولا الأناشيد والأغنيات الوطنية ولكنه كان بعيداً عن الإسفاف والهرج والتقاليع الغريبة التي ما عرفناها من قبل.. (حنة التخريج.. رسوم التخريج أحياناً أكثر من مليون جنيهاً.. أغنية التخريج.. وأما عن فناني التخريج فحدث ولا حرج.. لا يبقى حرامي إلا ويتلب.. ومسدس إلا ويخرج من الجيب.. ورصاص وطلقات.. وهجيج حد فقدان الهيبة والإتزان..! درسٌ بليغٌ يؤكد كل يوم أن جامعة الرِّباط الوطني تعي تماماً الدور الرِّسالي للجامعات والتعليم... تُعيد السيرة الأولى.. وتجعلنا نتمنى أن تكون هي الجامعة التي ينتمي إليها أبناؤنا.. وهذا أن دل إنما يدل على (وعي القائمين بأمرها... وإصرارهم على المثالية في زمن أضحى الإستسهال هو السبيل لترسيخ العادات السيئة التي أصبحت كالبصمة التي لا نستطيع أن نموحها.).!! زاوية أخيرة: للشرطة السودانية في كل مكان.. عطرٌ من رحيق.. ومددٌ من الأمنيات.. وألف تعظيم سلام..!!