أكد الأستاذ علي كرتي وزير الخارجية أنه بعد الاتفاق الأخير مع جوبا وجد أن هناك ضرورة لتواصل القيادات وتواصل اللجان الثنائية المشتركة للعمل على تنفيذ ما اتفق عليه وهو الاتفاقات المعروفة التي أبرمت في السابع والعشرين من سبتمبر الماضي في أديس أبابا، مشيراً إلى أن بداية هذه اللقاءات ستكون بلقاء وزيري الدفاع. واوضح كرتي في تصريحات إذاعية أمس أن الانسحاب الجزئي من الحدود الشمالية لدولة جنوب السودان تم ونحن ننتظر حتى الآن أن تنسحب القوات الجنوبية من مواقع كان ينبغي أن يتم الانسحاب منها خلال فترة الخريف. وقال كرتي تلقينا اعتذاراً من جوبا يفيد بأن هذه المواقع لايمكن سحب الآليات منها بسبب الأمطار حتى الآن وأضاف «نحن نرى أن المسائل الأمنية يجب أن تنجز الآن وهذا هو الذي دفع بالسودان إلى دعوة جنوب السودان والوسيط للاجتماع من أجل تنفيذ الاتفاقيات الأمنية». وقال إن وزارته قامت بإنجاز كبير بالتوضيح والإبانة والإفصاح عن موقف السودان في كل المجالات وهو المسرح الذي تعمل فيه الخارجية. ولفت النظر لهذا التداعي المتدفق والقوي جداً و«أحياناً بصورة تلقائية منذ حدوث العدوان الصهيوني على مجمع اليرموك الصناعي»، مشيراً إلى أنه في الساعات الأولى تلقينا مواقف من الجامعة العربية ومن الاتحاد الأفريقي ومن المحيط الإسلامي. «منظمة التعاون الإسلامى» ومنظمةعدم الانحياز وعشرات الدول انهالت منها الإدانات على إسرائيل وعلى رأس كل ساعة تأتينا المعلومات بأن هناك مواقف جديدة أعلنت وأخرى بصدد الإعلان عنها.وحول ردود الفعل وما صدر حتى الآن من مواقف أوضح كرتي أن ماجاء حتى الآن يشكل بالنسبة للسودان دفعاً قوياً جداً يمكن أن يساعد في أي إجراءات يمكن أن تقوم بها حكومة السودان لأن هذه الحملة لم تنتهِ بعد ونعمل على تصعيدها إلى منتهاها.وأكد كرتي رسوخ العلاقات السودانية النمساوية والتي استطاعت بها أن تحدث تغييراً في الموقف الأوربي تجاه الخرطوم، وقال «النمسا دولة أوروبية ملتزمة بسياسة الاتحاد الأوربي إلا أنها فتحت أبوابها للعلاقة مع السودان واستطعنا أن نطور هذه العلاقة وقد بدأت بالحرص على السلام بين الشمال والجنوب قبل انفصال جنوب السودان وبالحرص على سودان واحد وكانت هذه السياسة الرسمية للنمسا ووجدنا منها هذا التوافق فى سياستنا الداخلية أن يكون هناك سودان واحد بعد التوقيع على اتفاقية نيفاشا وجلب الدعم لهذه الاتفاقية. وأشار كرتي إلى أن فيينا تأكدت تماماً أن جوبا تريد الانفصال وتصر عليه وكانت في غاية الأسف لأن مجهوداتهم مع جنوب السودان لم تثمر بأن يظل جنوب السودان في السودان.وأضاف وزير الخارجية أنه وبهذه الروح التوافقية بدأنا مع النمسا الحديث في كيفية الاستفادة من انفصال جنوب السودان بأن تظل العلاقة معه علاقة جوار آمن ومسالم فيه فوائد اقتصادية للبلدين. وبين الأستاذ كرتي أن السودان استطاع من خلال علاقاته الجيدة مع النمسا أن يجلب الاهتمام الأوربي الذي بلغ 12 دولة اشتركت في المنتدى الأخير بفيينا إضافة إلى عدد من المنظمات الأوربية وكان الاتحاد الأوربي حاضراً في هذا المنتدى وقدم نصائحه وشارك في مائدة مستديرة مع ممثل جنوب السودان في كيفية تمويل المشروعات الثنائية بين البلدين.