ظلت أزمة المواصلات تمثل في الفترة الأخيرة هاجساً كبيراً بالنسبة للمواطنين والمسألة ليست فقط في أن المواطن يتضرر ويعاني نفسياً وبدنياً من الجري واللهث خلف الحافلات والبصات في الأماكن المخصصة لها من مواقف أو محطات لكن بنظرة اقتصادية بحتة فإن أزمة المواصلات تنعكس سلباً على إنتاج الفرد ومقدار عطائه لعمله وضياع ساعات في المواصلات يعني ضياع ساعات من الإنتاج وتحريك دولاب العمل في المصالح والمؤسسات ولا أظن أن موظفاً وصل مكتبه بعد ساعتين من التنقل ذهاباً وإياباً وساعة(مصارعة حرة) ليجد له مقعد في المواصلات حيكون عنده (نفس) أن يؤدي عمله كما يكون (والغريب والعجيب) أن أزمة المواصلات أطلت برأسها في الخرطوم بعد ما سمعنا عن سلسلة من المعالجات لمشكلة المواصلات(المافي) في الماضي مقارنة بما يحدث الآن وقامت الولاية باستجلاب بصات مكندشة تلك التي أطلق عليها بصات الوالي وبالفعل بدأنا نشاهدها تجوب طرقات العاصمة ومعها أطلت أزمة المواصلات وبرأيي أن هناك تناقصاً محيراً بين هذا الكم الهائل من البصات وهذه الأزمة الطاحنة !! لكن ما أزعجني أكثر من (تلتلة) المواصلات التبرير الذي سمعناه بأن عدداً من بصات الوالي (معطلة) وهو لعمري أمر غريب ومعيب لبصات لا يتعدى عمرها شهور في شوارع الخرطوم فإن صح هذا الخبر فهذا معناه «حاجة من إثنين» إما أن هذه البصات «مضروبة» وجاتنا منتهية الصلاحية ! وعمرها انتهى عندنا!! أو أنها استوردت من غير أن تكون معها الورش وقطع الغيار تحسباً لأي أعطال تحدث فيها وفي كلا الحالتين ينبغي ألا يمر الأمر دون محاسبة أو مساءلة للكيفية التي استوردت بها هذه البصات لتصبح «خُرده» بمثل هذه السرعة ليكون حظ المواطن السوداني مربوطاً (بالخُرد) جواً وبراً. في كل الأحوال إن أزمة المواصلات في ولاية الخرطوم بدأت تنافس أزمة النظافة وأزمة الطرق وهي أزمات فشلت حكومة الولاية في إيجاد الحلول لها ولا ينفع السكوت عليها، لأنها مرتبطة بحياة المواطن يومياً، وتؤثر سلباً على مزاجه العام، وعلى مستوى أدائه المهني!! فالإخوة في ولاية الخرطوم أنتم أمام ثلاثة تحديات عصيبة ! استمرار الفشل في أي منها يضعكم في(حتة) صعبة أمام مواطني الولاية العاصمة التي يفترض أن تكون الولاية الأنظف والأجمل والأرقى!!. كلمة عزيزة: في ذات الوقت الذي كان يتحدث فيه وزير الإعلام على فضائية الشروق كان يتحدث السيد وزير الخارجية على فضائية النيل الأزرق ورغم أن حديث الرجلين كان ينصب حول موضوع واحد وهو الضربة الإسرائيلية لمصنع اليرموك إلاّ شكل المحاور والطرح للأسئلة وذكاء الطاهر حسن التوم جعل حديث وزير الخارجية هو الأكثر أهمية وأكثر صدقاً خاصة فيما يتعلق بهارمونية الأداء داخل الحكومة وعن كيف يُتخذ القرار حيث(أنكر) وزير الإعلام تماماً أن يكون هناك تضارباً في المواقف داخل الحكومة وأن الجميع يعمل برؤية واضحة إلا أن السيد كرتي(فت) الحكاية وقال: إن وزارته لم تستشر في موضوع الباخرتين الإيرانيتين وأنه علم عنهما كما علم المواطن من خلال الإعلام !!! بالمناسبة لحدي الآن محيراني حكاية النشيد الوطني في نهاية برنامج المحطة الوسطى التي يبدو أن طاقم الإعداد أراد أن يعمل(حركة)لكن يا أخوانا ما بلعبوها كده!!. كلمة أعز: شكراً لكل من شاركنا أمس عقد قران دكتورة لينا ربيع ذهب والتي أحتفت بها الأسرة وهي تضع أقدامها على أعتاب حياة زوجية سعيدة وزوجها دكتور محمد أبشر التهنئة لوالدها ولوالدتها الأخت الصديقة سعاد محمد عثمان كوري.