_ كانت الحافلة تمضي هادئة.. لا تسمع سوى الأنفاس.. وبين الفينة والأخرى يطالب أحدهم الكمساري بإرجاع الباقي فيشير ذاك بأصابع يده بما يعني.. أصبر شويه فجأةً صاح الشاب الثلاثيني.. موبايلي.. ياخوانا.. هسه كنت ماسكو.. ألله.. يتلفت الناس في خشية أن يطالهم الإتهام.. يتطوع أحدهم ليشارك: أنت متأكد مانسيتو قبل ماتركب؟.. ياخي كنت بتكلم بيهو أول ماركبت.. آخر يقترح: كدي عاين تحت الكنب إمكن وقع جاي ولا جاي.. الجميع ينظرون تحت الكنب.. لم يعثر عليه أحدهم.. يتطوع آخر.. أسمع نمرتك كم.. يمليها له.. يرن موبايل.. يصيح الشاب: بس ياها نغمتي ذاتا!! لكن وين الموبايل البضرب ذاته _ إنتبه الشاب.. إنه في حقيبة الفتاة التي تبدو طالبة في الجامعه حسبما تحمل من دفاتر.. فترة صمت.. يقول الشاب: لوسمحتي يا أخت.. طلعي الموبايل ده.. الفتاة في حسم: لأ مابطلعوا ده موبايلي وأنا ماقاعده أرد عليهو في المواصلات.. لكين دي نغمتي ذاتا.. تقول الفتاة في مكابره: ياسلام نغمتك دي حقتك براك.. أنا برضو دي نغمتي.. طيب رُدي.. إنتي يظهر حراميه.. إحترم نفسك.. يازوله ماتعملي فيها شريفة.. طلعي الموبايل _ يتطوع رجل كان مشغولاً بسبحته الطويلة ياخي ماممكن تكون البت دي سرقت موبايلك.. ظاهر عليها بت ناس!! ياخوانا موبايلي ذاتو كدى أقفل.. أها شايفين وقف.. ماقلت ليكم.. يصمت الناس.. طيب أضرب تاني لو سمحت.. تعاود النغمة الصياح.. أها شايفين.. يله أقفل تصمت النغمة.. أخيراً: لو سمحت أقيف لينا قدام بسط الأمن الشامل ده! _ تقف الحافلة يضطر رجل الشرطة إلى إنزال الفتاة.. تنزل وقد شرعت في البكاء.. _ رجل تبدو عليه الحكمة.. يخاطب الشرطي.. ياجنابو لو سمحت خليهم يركبوا أنحنه بنحل المشكلة.. الشرطي لا المشكله بعد وصلتنا خلاص: القانون يآخد مجراه.. السائق: خلونا نمشي نشوف أشغالنا.. أقفل الباب ياولد.. تتحرك الحافلة.. والفتاة تستمر في البكاء.. _ أصبح النقاش بين الركاب ينحصر في من يقرر: أكيد البت حرامية.. سرقت الموبايل.. آخر ينبري لكين ماظاهر عليها.. شكلها طالبة وبت ناس.. أمرأة كبيرة أجي أجي.. هو البسرق منو بلا أولاد الناس.. _ كنت أتأمل النيل عبر جسر النيل الأزرق.. تاركاً الأسئلة الحيرى: هل حقاً سرقت الفتاة الموبايل؟.. هل هي طالبة جامعية حقاً؟.. انصرفت عن الأسئله حين تساءل أحد الركاب: هو الموبايل ذاتو ماركتو شنو؟ ضج الركاب بالضحك.. فأضاف الراكب: لأ ماعشان نعرف تمنو كم؟