الفضول في قمة تبرجه حكيته لقراء حكايات عن رسالة قصيرة.. ولما تكرر ذات الفضول مرة اخرى اثرت ان احكيه ربما لطرافته.. بينما كنت امتطي الحافلة.. في «كنبة» اتنين مع بعض.. واريح منها طبعاً الكرسي المنفرد لانه جنب الشباك وللخصوصية فيه.. كان الراكب بجانبي يتمايل «ويتحكك» رغبة في الحديث.. لم يجد مدخلاً سوى ان يسألني: الساعة كم بالله؟ فقلت: ما لابس ساعة؟ قال: لا مش عندك موبايل؟ انا هسع سمعت نغمة الرسالة.. جاتك رسالة شوف لي الساعة كم؟ فقلت له: الحقيقة انا ما بقرأ إلا بالنضارة فقال لي: وما عندك نضارة؟ انا عندي نضارة قراية وادخل يده في جيب جلبابه لاخراجها.. فقلت له: خلاص.. خلاص .. واخرجت النظارة واطلعت على الساعة .. واخبرته بانها الواحدة والنصف.. قال شكراً وحمدت الله على انه لم يقل لي: واحدة ونص بالليل ولا بالنهار؟ لكن فاجأني بقوله: يعني ما قريت الرسالة؟ :ياتو رسالة؟ : الرسالة الجاتك قبل شوية : بقراها بعدين! : لكن ما غلط؟ :شنو الغلط؟ : الغلط انك ما تقرأ الرسالة. : والغلط في كده شنو؟ : كييف؟ انصرفت عنه.. وانا اخفي ضيقي.. اغتظت اكثر حين لمحت ساعة كبيرة في مقدمة الحافلة تعلن عن الزمن ومظبوطة كمان! عاود الرجل.. تعرف لازم تقرأ الرسالة، هنا ثرت وصرخت فيه بصوت عالٍ: ياخ انت مالك ومالها.. انت انسان عجيب فقال ببرود: انت ما تزعل؟ الحاجة دي في مصلحتك؟ اوريك كيف؟ في واحد من معارفنا في الكلاكلة.. جاتو رسالة زي دي.. اتجاهلها لما وصل المكتب قراها لقى انو زوجتو عيت وودوها الاسبتالية! يعني لو قراها في لحظتا .. كانت الاسبتالية قريبة «عشان كدي اقراها» قلت: انا زوجتي ما عيانه.. فقال: بعد الشر عليها- لكن في واحد تاني في الواحد وعشرين.. ابا يقرأ رسالة في لحظتا.. بعد فترة لقاها اختو قالت ليهو في حرامي في البيت وانا حابسه روحي في الحمام خايفة اتكلم يسمعني.. قلت: ياخي حرامي بالنهار.. هنا بدأ ركاب الحافلة يتابعون في اهتمام الحديث بيننا.. عليك الله يالأخو اقرا الرسالة صمت فتدخلت حاجة كبرية.. ياخوي ما تقرا الرسالة وتبرد بطنو؟ وتدخلت شابة: يا استاذ ماتقرا الرسالة.. زفرت وقلت: الله يطولك يا روح أخرجت الموبايل وقرأت الرسالة.. قلت له: اها قريتا اها ارتحت.. فقال: اها فيها شنو؟ قلت: الله دخلك شنو؟ فقال اقصد ان شاء الله خير فقلت خير.. صمت برهة يعني خيراً كبير ولا خير صغير .. صمت. قالت الحاجة: اها قريتا؟ لقيت شنو فقلت: لا.. عادي.. قالت: الشابة: والله انت بتبالغ هسع استفدنا شنو من قرايتك ليها! طرقعت باصابعي للسائق ونزلت من الحافلة.. ياخي ما تورينا الرسالة فوقا شنو؟ قبال تنزل.. واصلت لم استجب الى رجاءاتهم بمعرفة مضمون الرسالة: واخرجت الموبايل وانا امشي الهويني وقرأت الرسالة مثنى وثلاث وهم ينظرون الى حتى تلاشت الحافلة واختفت عن ناظري.