قال محدثي إننا النساء نعيش في مرحلة الموت الإكلينكي.. للشعور..؟ وإننا أصبحنا آلات صماء خالية من العواطف.. وأن الرجل في حياتنا ما عاد ذاك الفارس الوسيم الذي يسبب الخفقان والارتعاش..؟ يا سيدي سأكسر طوق الصمت.. وأحرر العواطف من رق عبودية التقاليد.. وأهاجر بعيون الدهشة المتأملة في تفاصيلك الندية.. الآسرة الرجولة والوسامة.. وأنا أحدق في الجاكت المعلق على المشجب الذي يهفو ليتسق على عارضيك.. إن حبر الأنثى لا يتدفق لرجل إلا في حالة الإنهزام.. رجل.. تسأل عن «فريم نظارته».. وتتابع ألوان قمصانه.. وتعرف شكل أصابعه.. ونوع عطره.. رجل كالقدر ينسيك الحذر.. حذر الأنثى التي تعيش في مجتمع يعد الأنفاس.. لماذا نمارس صمت المشاعر.. ولماذا يموت الحب بعد الزواج؟.. ربما لأن جُل الحب خيال وتمني.. وما أن يكون واقع حتى.. تتناقص تدريجياً تلك النار المتقدة المتوهجة بلهيب الحرمان.. ستصبح العيون عادية.. والإبتسامة الساحرة.. مجرد حركة اتوماتيكية.. تصبح الأنثى الحلم.. معايشة يومية.. والرجل الفارس.. الأنيق.. الزوج الذي يجب أن يحقق الطموحات.. وينزوي الشعور في ركن قصي.. بعد أن تطغي عليه الحياة الأسرية.. الأطفال والاحتياجات.. ويرتفع حاجز الصمت..! عندما يخجل الرجل من أن يقول لزوجته «أحبك» رغم أنه كان يرددها في اليوم ألف مرة قبل الزواج.. ورغم أنه لا يستغنى عنها.. ويعرف كل حسناتها.. لكنه يفضل أن يخنق المشاعر ويرى في الإعتراف منقصة.. والمرأة.. تخلع ثوب الدلال والرقة والحب والشوق بمجرد أن وصلت إلى غايتها.. وأن المأذون الذي يوقع قسيمة الزواج.. يوقع أيضاً على موت الحب.. زاوية أخيرة: قلْ لي بربك عن وصفة سحرية تخلصني من أوجاع الظهر.. وهيمنتك على مشاعري.. عذراً إذا استباح صمتي الإستفزاز عذري أني أحدثك بلغة الصمت..!!