التقت آخر لحظة في دردشة خفيفة مع الفنان الطيب عبد الله تحدث من خلالها عن ما يدور في الساحة الفنية، وآرائه حول الأصوات التي قامت بأداء أغنياته، الى جانب الحياة الفنية ببلاد الغربة والمواقف التي مر بها خلال مسيرته الابداعية فمعاً نطالع افاداته: *ولدت وترعرعت بمدينة شندي العريقة وأكملت بها مراحلي الدراسية الى أن التحقت بالجامعة كلية التربية، بعدها عملت بوزارة الإعلام والهيئة القومية للاذاعة والتلفزيون ثم جريدة الجزيرة السعودية ? الرياض *لست ضد فكرة ترديد البعض لأعمالي، إلا أنني أفضل من يغني لي أن تتوفر لديه القدرة على الأداء.. أي أن يكون فناناً موهوباً، وقبل ذلك عليه الاستئذان والالتزام بالنص واللحن دون تشويه، وأن لايستمر ذلك بغرض الانتفاع. *أجمل الأصوات التي تغنت بأعمالي الفنان فيصل عبد اللطيف (الصحافة) لالتزامه بكل ما قدمت من ألحان وهو الأقرب من ناحية الصوت والأداء. -في غيابي ظهرت الكثير من الأصوات التي لم أجد فارقاً فيما بينها لمحاكاة بعضهم البعض، وطريقة تمرين الصوت التي يصعب من خلالها التميز.. رغم ذلك توجد أصوات جميلة بالجنسين مثل الفنانين محمود عبد العزيز، وعصام محمد نور، وشكر الله عز الدين. -المملكة العربية السعودية بلاد عمل لا يجد بها الفنان الوافد متسعاً للابداع بمجال الفن، وكل الجهود كانت محصورة بمناسبات معينة بحضور السودانيين الموجودين هناك، وكل الأعمال التي أنجزتها هناك كانت لتقديمها عند رجوعي الى أرض الوطن. -الأماكن والأزمنة ليست مهمة لانتاج الأعمال الجيدة لأن الفنان المبدع يحتاج الى صحة ومزاج ومناخ ملائم ليقوم بعمله ليس إلا. -السودان بالنسبة لي كله جميل، لكن تظل بذاكرتي مدن ومناطق عالقة لا تنسى مثل مدينة شندي، وود مدني، والأبيض، لتذوق أهلها للفن بكل صوره وذكائهم الاجتماعي- أجمل الحفلات التي أقمتها كانت بمدينة سنار، وشندي، والأبيض، ومدينة ود مدني، والعاصمة لتجاوب الناس وحبهم لأغنياتي واحساسهم بالشيء الذي قدمته ومخاطبته لوجدانهم وتشكيله، وهذه هي قيمة الفنان عند الناس لهذا أنبه كل الجيل الذي أتى من بعدنا أن يعمل لترك ما يخلد اسمه ويُحترم من أجله، سواء كان موجوداً أو خارج السودان أو انتقل عن هذه الدنيا. -في السابق كنت أمارس كرة القدم ومشجع لنادي المريخ، وعندما تلعب الفرق خارجياً اشجع السودان- بعيداً عن الوطن استمعت لكثير من الزملاء الذين عاصرتهم ومن سبقوني في هذا المجال، ومن أتى بعدي بقليل أمثال الذين غابوا عنا عثمان حسين- ومحمد وردي- وابراهيم عوض- وزيدان ابراهيم- وخوجلي عثمان- وللفنانين عبد الكريم الكابلي- وصلاح بن البادية- ومحمد ميرغني- وعبد العزيز المبارك- وخارجياً لعبد الحليم حافظ- ومحمد ثروت- ومحمد عبد الوهاب- ونجاة الصغيرة- وفائزة أحمد- وطلال المداح لهم التقدير والاحترام. -قرأت لكثير من الأدباء الذين كتبوا أشياء جميلة مثل الطيب صالح، وأشعار المحجوب، وكل أشعار اسماعيل حسن، وتاريخ حياته، ولطه حسين، والعقاد، والمازني، واحسان عبد القدوس ? أشاهد برامج قناة النيل الأزرق والشروق وأم درمان الفضائية، واستمع للاذاعات من حين لآخر عند الأحداث المهمة أو لفنان أحبه أو تسجيل خاص بي. -أغنية الشيخ ود بدر قصة حب فاشلة، ذكرت لي من قِبل شاب فقير من إحدى القرى تقدم لخطبة فتاة ميسورة وحالت الفوارق المادية دون القبول به بحجة اتمام عقد قرانها على آخر، وتأثر الشاب بعد رفضه وقمت بصياغة القصة في أغنية. -إنني من محبي الأجواء الأسرية وأكره الازدحام وأضواء الشهرة ?المواقف داخل الوسط الفني عديدة منها ذات مرة ذهبت لأحيي حفل تخريج بجامعة الخرطوم وأثناء صعودي لخشبة المسرح هوى بي السلم، فبدأ الضحك والتشنيعات من قبل الطلاب وأشاعوا بأن الفنان ثمل وهكذا أقاويل. -استقبالي من قبل المحبين والمعجبين بعد فترة غياب شعور جميل ملئ بالحب الكبير والعرفان للقاء الإنسان السعيد بأهله، وهذا الاستقبال الهائل والرائع الذي لا تقابله مادة أو ثناء بقدر الشكر والعرفان والجميل، وإن دل على شيء يدل على أصالة الشعب السوداني وحبه الكبير للمبدعين وأهل الفن.