مدينة القاهرة المصرية كعادتها مزدحمة في كل الفصول، وسكانها يعملون كالنحل ليل نهار،قررت أن أبحث عن دار السودانيين في القاهرة فلم أجد من يدلني عليها، توجهت إلى الأسكندرية وجدتها تستقبل الناس بكل ترحاب وتحنان، وتتوسط دار الجالية السودانية مدينة الأسكندرية السياحية والتاريخية الجميلة بأهلها. وكم كنا سعداء أن نتحدث مع أهلنا المحس والحلفاويين و بقية قبائل السودان حيث وجدناهم يقومون بعمل جبار خدمةً للجالية الكبيرة المقيمة هناك في مجالات تسهيل إجراءات الإقامة وتجديد الجوازات.. وهي تعد سنداً كبيراً لهم باعتبارها تقوم بعمل القنصلية التي كانت هناك سابقاً. بالإضافة إلى احتضانها للكثير من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والدينية. وخلال زيارتنا للدار لاحظنا أن ما يجمعهم هو حب السودان الوطن واضعين على بوابة الدار شعاراً ومنطلقاً لا يمكن تجاوزه «السودان أولاً لا حزبية ولا قبلية».. التقينا بأمين عام الجالية السودانية بمدينة الأسكندرية الأستاذ سمير محمد عبدالحليم أباظة ومدير الدار السيد جلال عثمان، حيث تحدثا إلينا عن العديد من المهام الموكلة للدار وعرجا بنا لتاريخ الدار والعلاقات الشعبية المتميزة بين البلدين، والمزيد في الحوار التالي.. متى تأسست الدار السودانية بالأسكندرية..؟ - تأسست الدار في عام 1939م في شارع زغلول باشا، ونريد أن نعرف أنفسنا بأننا سودانيون مهاجرون، جاء أجدادنا إلى شمال الوادي واشتغلوا بأشغال بسيطة واستقر بهم الحال في مدن مصر المختلفة، ونعتبر أنفسنا من الجيل الرابع. كيف تصف لنا علاقة الجالية السودانية بالأسكندرية ببعضها البعض..؟ - كما هو موضح على مدخل الدار شعارنا «السودان أولاً لا قبلية ولا حزبية»، كلنا جالية واحدة مترابطة ومتماسكة نجتمع مرتين على الأقل شهرياً، ونعد كعادتنا الأطعمة على حساب الدار بهدف جمع الأسر لتعزيز أواصل القربى وتفقد أحوال الجميع، ونتفهم مشكلات البعض لحلها. هل لديكم قنصلية سودانية بالأسكندرية؟ - كانت موجودة سابقاً ونحن الآن نقوم بمقامها في تسهيل إجراءات تجديد الجوازات لأفراد الجالية في السفارة السودانية في القاهرة مقابل مبلغ زهيد، ومن هنا وعبركم ندعو كافة المسؤولين في السودان بإعادة فتح القنصلية بالأسكندرية.. وهي رغبة الجميع. هل هناك من السودانيين من لعب في فرق الرياضة المصرية؟ - نعم هناك العديد منهم ،كما أريد أن أنوه على أن عدد السودانيين يفوق الثلاثة ألف أسرة، ومن اللاعبين كان نجم منتخب مصر والمدرب المشهور في مجال تنس الطاولة صالحين محمد صالحين، ونبيل شاهين لعب في السبعينات في فريقي القنا والأهلي المصريين وعز الدين يعقوب وأحمد يعقوب في نهاية الستينات، كما كانت لدينا فرقة من الكشافة السودانية وكانت الأولى على مستوى الجمهورية في الانضباط واللياقة وكانت تتصدر الجوائز، وتقوم باستعراض أنشطتها في شارعي فؤاد وطلعت فريد، وتليها الكشافة اليونانية. اذكر لنا بعضاً من السودانيين من كانت لهم بصمة في مجال الكوميديا والمسرح..؟ - على رأسهم المرحوم إبراهيم خان.. والمخرج سعيد حامد، وهناك فنانون يعسكون الأغنية السودانية بطريقة جميلة جداً، منهم الفنان الشاب المحترم عماد الشفيع، و نقدر فيه الروح العالية التي تميز بها حيث إنه لا يرضى أن يأخذ مقابلاً للحفلات التي يحييها في الدار السودانية. هناك من السودانيين لهم بصمات داخل الدار..؟ - نعم على سبيل المثال لا الحصر السفير أحمد عبدالحليم وهو من أبناء الدار السودانية، ونقيب المحامين العرب سابقاً فاروق أبو عيسى والمهندس محمد فتحي إبراهيم، وهناك الكثير من لم تسعفني ذاكرتي بذكرهم.. وكلهم من الخيرين وأياديهم بيضاء علينا جميعاً. ما تعليقكم في التطور الذي يشهده السودان..؟ - نحن نعيش في ظروف طيبة في ظل الحكومة الرشيدة بقيادة فخامة رئيس الجمهورية عمر البشير، ونقدر جهود التنمية في كافة القاطاعات. رسالة وكلمة توجهها عبر (آخرلحظة) للسودانيين داخل وخارج مصر..؟ ندعوهم للترابط والوحدة والوئام والتعايش السلمي، ونحن أبناء وطن واحد، وإن كنا بعيدين عنه إلا أنه يظل محفوظاً في قلوبنا وأعيننا.