نفذت الإدارة العامة للمرور إجراءات تعديل خط سير العودة للبصات السفرية والحافلات بطريق مدني الخرطوم الغربي، وألزمتها أمس باستغلال طريق مدني الخرطوم الشرقي في العودة وذلك للسفريات القادمة من ولايات كسلا والقضارف وسنار والجزيرة والنيل الأزرق، على أن تستغله الشاحنات والدفارات واللواري في حالتي الذهاب والإياب، ويتم في الوقت ذاته استغلال طريق مدني الخرطوم الغربي فقط من قبل البصات والحافلات السفرية عند التوجه من الخرطوم إلى بقية الولايات، ودشنت الإدارة العامة للمرور ودائرة المرور السريع أمس سير العودة للسفريات التجريبي بدائرة المرور السريع بمنطقة (الكرنوس) بشرق النيل، وكشفت أن تعديل سير السفريات بالطريق جاء على خلفية الحادث المفجع الأخير الذي وقع بطريق مدني وأودى بحياة (43) شخصاً وإصابة (42) آخرين إصابات خطيرة. وأكد اللواء عبد الرحمن حسن عبد الرحمن مدير الإدارة العامة للمرور السريع على أن تجربة استغلال الطريق الشرقي الذي يبلغ طوله (081) كيلومتراً مقارنة مع الطريق الآخر الذي يبلغ (681)، الهدف منها تحقيق السلامة المرورية للتقليل من حوادث الموت والاهتمام بالإنسان كقيمة. وقلل مدير المرور من الأضرار التي أعلن عدد من المواطنين الذين استطلعتهم (آخر لحظة) بأنها لحقت بهم جراء تغيير اتجاه العودة إلى ولاية الخرطوم باعتبار أنهم يقصدون عدداً من القرى بولاية الجزيرة تقع على جنبات الطريق واضطروا أمس للوصول إلى الخرطوم ومن ثم استغلال مركبات أخرى إلى قراهم، وقال إن المواطنين الذين يستغلون البصات من ولايات أخرى ويسلكون طريق مدني قاصدين قرى يتسنى لهم استغلال مركبات أخرى داخلية من مدينة ود مدني إلى قراهم، منوهاً إلى أن جميع المعوقات التي قد تعترض الطريق الشرقي مرصودة وتعمل إدارة المرور مع الجهات ذات الصلة لتلافيها خلال العمل التجريبي. من جهته عزا اللواء د. الطيب عبد الجليل تدشين سير السفريات القادمة من مدني إلى الخرطوم عبر الطريق الشرقي للتقليل من حوادث المرور التي تقع بالطريق الغربي والتي باتت تمثل هاجساً لإدارة المرور على حد وصفه، كاشفاً عن ارتفاع التكلفة الزائدة للتفويج باستخدام الطريق الغربي في مناسبات الأعياد، مبيناً أن مجلس السلامة المرورية في اجتماعه الأخير ببرج كورنثيا بالخرطوم أوصى بالاستفادة من الطريق في النقل، وأشار إلى افتتاح (5) مواقع رئيسية للمرور السريع لرصد ومراقبة مستخدمي الطريق ورصد الأخطاء، وأوضح أن البصات السفرية التي تستغل الطريق أمامها أكثر من خيار لاستغلال عدد من الطرق المؤدية إلى الميناء البري بالخرطوم ومنها شارع الستين ومنه إلى شارع عبيد ختم، وقطع بأن قانون المرور يحتاج إلى تعديل في جانب توسيع مظلة العقوبات فيما يتعلق بالتراخيص والمخالفات. واعتبر يوسف الزبير معتمد محلية الكاملين أن تدشين سير العودة للسفريات بالطريق الشرقي يخرج المحلية من عنق الزجاجة بسبب الزحام الذي يعتريها بعبور جميع المركبات بها ذهاباً وإياباً، مشيراً إلى أن المنطقة فقدت كثيراً من الأرواح وممتلكات المواطنين خلال الفترة الماضية، لافتاً إلى أن الحق الحقيقي في أن يكون طريق مدني الخرطوم مسارين. وتباينت آراء المواطنين الذين تحدثوا ل(آخر لحظة) حول انطلاقة التجربة ما بين مؤيد ورافض لها وأرجع البعض اعتراضهم بسبب المسار الجديد بأخذ وقت أكثر لبلوغ الخرطوم، فيما استبشر آخرون ومنهم سائقو البصات بالتجربة وأنها قد تسهم بصورة مباشرة في الحد من حوادث المرور وأن تفتح أبواب رزق جديدة لمواطنين يقومون بتأسيس مشاريع خدمية بالطريق الشرقي.