غمرت مياه الأمطار التي هطلت مساء أمس بولاية الخرطوم موقف المواصلات الجديد بصورة كاملة مما أدى لإعاقة حركة المواطنين وتكدسهم داخل الموقف، بجانب انعدام المركبات العامة. وشكا عدد من المواطنين ل (آخر لحظة) من انعدام المواصلات المؤدية لأطراف وأحياء الخرطوم المختلفة، وأشاروا إلى أن ذلك تسبب في تناول العديدين لإفطارهم بالشوارع العامة لعدم وجود مواصلات تنقلهم لذويهم، وطالبوا السلطات المختصة بمعالجة مشكلة تصريف المياه بالموقف الجديد والتي قالوا إنها تسبب شللاً تاماً لحركة المواصلات عند هطول الأمطار بالخرطوم.وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية بمطار الخرطوم أن يحافظ الفاصل المداري على موقعه الحالي الأسبوع المقبل ويمر بالأطراف الشمالية للبلاد. وقال الأستاذ موسى أحمد فوتة رئيس قسم التوقعات الجوية بمطار الخرطوم ل (آخر لحظة) أمس إن وضع الفاصل المداري يجعل معظم السودان تحت تأثير الرياح الجنوبية الربطة وتكوُن السحب والمطر، مشيراً إلى أن ظهور التيار النفاذ في الشرق يساعد على حركة السحب من الشرق إلى الغرب لتغطي مساحات واسعة للأمطار وتوقع أن توالي الأمطار الهطول في الهضبة الأثيوبية مما يساعد علي ارتفاع منسوب النيل أما شمال البلاد وساحل البحر الأحمر فيسوده طقس حار إلى حار جداً مع احتمال هطول أمطار في أجزاء متفرقة من تلك المناطق. فيما أعلنت اللجنة العليا للفيضان بوزارة الري امس أن البيانات الواردة فى المحطات الرئيسية تشير الى أن المناسيب ستشهد ارتفاعا طفيفا في جميع الأحباس خاصة الحبس القربة عطبرة سيشهد ارتفاعا ملحوظا علماً بأن المناسيب مازالت فيضانية ودعت اللجنة سكان المحلية والمواطنين القاطنين على ضفاف النيل والمناطق المنخفضة لأخذ الحيطة والحذر حفاظاً على ممتلكاتهم وأرواحهم. وسجل المنسوب عند محطة الديم أمس 12.88 مترا مقارنة ب 12.20 عن أمس الأول بينما بلغ فى نفس اليوم فى العام الماضي 11.51 مترا مقارنة ب 11.82 مترا لنفس اليوم في العام 1988. كما انخفض المنسوب عند الخرطوم مسجلا 16.71 مترا مقارنة ب 16.74 أمس وفي العام الماضي سجل 15.98مترا بينما كان في العام 1988 لنفس اليوم 16.94مترا. وارتفع المنسوب عند ود الحليو (الستيت) وسجل 14.12 مترا مقارنة ب 13.69 عن منسوب أمس الأول وفي نفس اليوم من العام الماضي سجل 12.84 مترا وفي العام 1988 بلغ المنسوب 12.27 وفى عطبرة سجل المنسوب 15.49 مترا مقارنة ب 15.62 مترا وارتفع المنسوب عند مروي وسجل 16.70 مترا مقارنة ب 16.63 مترا عن أمس الاول وفي العام الماضي بلغ 16.58. صمدت بنايات وسط الخرطوم والسوق العربي أمام أمطار الأمس التي ضربت أجزاء من العاصمة القومية، إلا أن مياه الأمطار التي لم تستمر لأكثر من نصف ساعة سالت إلى شوارع الأسفلت والشوارع الردمية حيث لم تجد لها منفذاً فوصلت المياه (للركب) كما يقول المصطلح الشعبي ووصل منسوب المياه إلى أعلى ارتفاع له بسبب سوء التصريف. (آخر لحظة) شهدت (الربكة) التي أحدثتها أمطار الأمس (الخفيفة) ومرّ محررها بصعوبة في الشوارع الرئيسية والفرعية بسبب المياه وظل المشاة يسيرون وهم يحملون أحذيتهم في أيديهم و(يكفّون) البناطلين إلى حدود الركبة ويحزمون الجلاليب في وسطهم.. بينما تجد النساء حرجاً شديداً عند محاولتهن السير في الشوارع الغارقة لأن ذلك يضطرهن إلى أن يظهرن أجزاء من سيقانهن. ظلت الخرطوم بالأمس تستغيث بالوالي الدكتور عبد الرحمن الخضر وتصرخ شوارعها: (إني أغرق.. أغرق.. أغرق) ومع ذلك ظل شرطي المرور الأشهر (بريش) يقوم بعمله عند تقاطع (القصر) مع (السيد عبد الرحمن) متحملاً كامل المسؤولية موصلاً بنطلونه الأبيض إلى حد الركبة ويحرك يديه ذات اليمين وذات الشمال مطلقاً صافرة قوية داوية إذا ما تعطل المرور.