أربعون دقيقة للوصول من مدينة نيالا إلى محلية كاس، غير أن ساعة وربع الساعة قضاها وفد السلطة الإقليمية لدارفور في طريقه متحركاً من مدينة نيالا إلى محلية كاس برئاسة رئيس السلطة الإقليمية لدارفور دكتور التجاني سيسي وسط استقبالات عمت الطريق، فبين الفينة والأخرى يترجل دكتور التجاني من سيارته ليحيِّ شعب دارفور الذي خرج لاستقباله في الطريق المؤدي إلى محلية كاس وسط هتافات ترحيب تعبر عن فرحتهم بقدوم السيسي بلغات محلية وأغاني «بالرطانة»، وفي محلية كاس التي يزورها رئيس السلطة لأول مرة منذ تقلده المنصب احتشد المواطنون والنازحون من محلية كاس ومحلية شطاية، فقد كان من المفترض أن يزور الأخيرة غير أن ظروفاً منعت ذلك فسارع أهل شطايا لاستقباله، وكانت بمثابة مفاجأة للسيسي الذي أكد لهم رغم حضورهم لكاس إلا أنه سيزورهم بمناطقهم في مقبل الأيام.. والملاحظ في الحشد الجماهيري حضور عدد كبير من النساء والأطفال الذين أكدوا أنهم الشريحة الأكثر تضرراً من النزوح وعندما راء السيسي النساء والأطفال الذين حضروا لاستقباله لعكس معاناتهم أكد أن الحكومة مسؤولة مسؤولية تامة عن حل قضية النزوح وقال لا حياة لنا إن لم نعد النازحين واللاجئين، لافتاً إلى أن اتفاق الدوحة أولى قضية النزوح أهمية كبيرة أثناء المفاوضات، و شن هجوماً لاذعاً على الحركات المسلحة التي تعمل على تحريض النازحين بالمعسكرات والمتاجرة بقضاياهم ووصفهم بالكاذبين، منبهاً النازحين بعدم الانصياع إليهم والعمل على مواجهتهم وقطع لدى لقائه بنازحين محلية كاس وشطاية بمحلية كاس الجمعة الماضية أن الحكومة والقوات النظامية قادرة على حماية المواطنين وتوفير الأمن والخدمات لكل المواطنين، وقال: مسؤولية الحكومة أن توفر الأمن والخدمات وإذا لم تستطع فعل ذلك فيجب أن «تغادر»، وحث النازحين للمشاركة في الشرطة المجتمعية من أجل تأمين مناطق العودة الطوعية ودعا للمشاركة في مؤتمر العودة الطوعية بصورة فاعلة مشدداً على ضرورة طي ملف النزاعات القبلية والإثنية، ودعا نازحو مناطق شطاية وكركي و شمال وجنوب كاس البالغ عددهم(186)ألف نازح بولاية جنوب دارفور بتوفير الأمن والخدمات في مناطقهم حتى يتمكنوا من العودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها ونوه إلى أن المعسكرات أصبحت ظاهرة تعكس للمجتمع الدولي أن هنالك مشكلة مازالت قائمة، وقال إذا لم نعالج المشكلة فإن المجتمع الدولي سيضغط على البلاد لأن كثيراً من الدول تهدف لضرب السودان والتدخل في سيادته.. وحذر من وجود مجموعة تريد أن تضغط على البلاد، مشيراً إلى أن هذه المجموعات تحرض على البقاء في المعسكرات وترسل أشخاصاً لأخذ مساهمة من النازحين، وقطع بأن هذه المجموعات تستفيد من وضع النازحين. وحث المواطنين على المساهمة في حل قضية النزوح و بناء الثقة، وقال لا تسمحوا للفرقاء للدخول بيننا حتى لا يحدث ما حدث عند وضع حجر الأساس في قرية «أرارا»، و أضاف نحن لا نريدكم أن تكونوا في المعسكرات لأننا نعرف قيمتكم، وأكد عدم تعرض أي نازح أو نازحة للاعتقال من أجل التعبير عن رأيه، وقطع بالتعامل مع الآراء المختلفة، وطالب حاملي السلاح أن يحتكموا لصوت العقل ويلتحقوا بالسلام، ودعا إلى الصفح والتعاون من أجل الخروج من هذه الأوضاع، مشيراً إلى أن السودان واعد وسيكون من أفضل الدول في أفريقيا لافتاً إلى أن ولايات دارفور كانت مشاركة ب60% من الدخل القومي، وأبان أن سنة 2012م كانت سنة كبيسة واجهت السودان بسبب ذهاب البترول.. ومن جانبه أكد نائب والي جنوب دارفور موسى عبد الكريم أن حكومة جنوب دارفور ستكون عضداً وسنداً و ركيزة أساسية لوثيقة الدوحة، مشيراً إلى أن الوثيقة خاطبت أهل دارفور وجذور المشكلة و تواثق عليها المجتمع.. ومن ناحيته أكد معتمد محلية كاس محمد أحمد آدم بابكر عن استباب الأمن في المحلية وحث المواطنين للعودة غير أنه اشتكى من تردي الخدمات وضعف المياه والكهرباء و وجود مستشفى واحد بالمحلية تنقصه الكوادر الطبية، وطالب الحكومة بتوفير وابور للكهرباء سعة 3 ميغاواط والإسراع في تنفيذ سفلتة الطرق الداخلية.. من جهتها كشفت أمينة شؤون المرأة بمحلية كاس فاطمة سليمان أن أمانة المرأة لا دور لها، مشيرة إلى أن المراة بالمحلية أصبحت نازحة وفقدت أرضها الزراعية، وقالت «ليس لنا مال و السوق لم يعد فيه دخل وحتى غسيل الملابس في المنازل أصبحت الدستة ب3 جنيهات وهذا المبلغ لا يكفي قوت أسرة، و أضافت حزمة الحطب والفحم ب2 جنيه تعمل الفطور ولا تكفي للغداء»، وطالبت بخلق مصادر للدخل ونوهت إلى أن الأمن غير مستتب وطالبت بالاهتمام بمحلية شطاية مشيرة إلى أن كل المرافق الحكومية قد دمرت وانعدمت الخدمات، وفي ذات المنحى أكد محمد آدم من أعيان المنطقة أن محلية شطاية وكاس و شرق الجبل جنود للسلام، وطالب بمسح الدموع من الأيتام والأرامل.