كشفت مصادر موثوقة ل(آخرلحظة) أمس عن اجتماع سري إلتأم بين الشيخ الدكتور حسن عبدالله الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي والإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي. وقالت المصادر إن الاجتماع دعا له المرشح السابق لرئاسة الجمهورية الدكتور كامل إدريس بمنزله الأسبوع الماضي، وأشارت المصادر إلى أن مبادرة إدريس تهدف لبناء تحالف ثنائي بين الشعبي والأمة لقيادة أحزاب قوى الإجماع الوطني في المرحلة المقبلة باعتبارهما روح التحالف، وأوضحت أن المهدي شدد خلال الاجتماع على ضرورة التنسيق والتقارب بين الحزبين وفتح صفحة جديدة من التعاون والتقارب والتنسيق حول القضايا الوطنية. وطبقاً لذات المصادر اتفق الترابي مع المهدي على أهمية مناقشة التحالف الثنائي بينهما، ونادى بمناقشة الأمر عبر لجنة من المكاتب السياسية للحزبين تضم من جانب الشعبي كمال عمر عبدالسلام والأمين عبدالرازق ونجوى عبداللطيف، بينما لم يسمِ الصادق لجنة حزبه حتى الآن. من جهته شدد كامل إدريس على ضرورة إيجاد علاقة ثنائية بين الأمة والشعبي باعتبارهما الأكثر شعبية والأكثر تنظيماً ومقدرة على إسقاط النظام، وأشار كامل إلى أن البريطانيين والأمريكان أكدوا له خلال لقائه بهم على ضرورة ذهاب النظام القائم في الخرطوم، وزادت المصادر أن الترابي قال لمقربين منه إن المهدي يريد بهذا التقارب خدمة أجندة في إعادة هيكلة التحالف، وقال إن الصادق أكثر من هجومه على المعارضة ووصفها بالأحزاب (المزعمطة) وأضاف الترابي إن إدريس مدفوع من الأمريكان والبريطانيين لعلاقته القوية معهم، لأنه يريد أن يكون رئيساً للسودان للفترة الانتقالية القادمة باعتباره شخصية قومية لذلك أراد أن يضمن تأييد الأمة والشعبي، بينما يريد الصادق إعادة هيكلة التحالف وعزل فاروق أبو عيسى ليقود بنفسه المعارضة الداخلية. وقال المصادر من داخل الاجتماع إن المهدي بدأ في حالة معنوية سيئة الأمر الذي جعل الترابي يعلق ساخراً «لأول مرة أراك فيها بهذه الحالة من اليأس والإحباط السياسي».