منذ نشر الأخبار الصحافية الأخيرة حول التنصير، التي بدأت بالفتاة التي تم اختطافها، وبعدها المنظمة التي تم ضبطها في شقة مفروشة تمارس من خلالها التنصير.. منذ ذلك الحين كثُر الحديث عن التنصير.. وأصبحت أجهزة الإعلام تتفنن في استضافة الاختصاصيين في المنظمات التي تقوم بالتنصير.. لكنني أطلعت على حديث مدير المركز الإسلامي للدعوة والدراسات المقارنة عمار صالح لبرنامج المحطة الوسطى، والذي لخصت الزميله «القرار» جزءاً منه حمل تحذير مدير المركز من عمليات التنصير التي تستهدف كل ولايات السودان من قبل منظمات تعمل تحت مظلة العمل الثقافي والإجتماعي والروحي وسط الشباب والطلاب، وتستهدف بصورة أكثر خصوصية الأسر المعروفة بوسائل مختلفة.. وإلى هنا يمكن أن يكون حديث الداعية عمار صالح منطقياً ومعقولاً.. فالإسلام مستهدف منذ نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، مروراً بكل ما حدث في فترة الإسلام الأولى، وقوفاً عند التشريق والمستشرقين والطرق التي سلكوها لتنصير أو تهديد المسلمين، وبعد فشلهم اتجهوا لطرق أخرى وهي إختراق المسلمين وخلخلتهم، وهذه الطريقة تسير حتى الآن، تتطور بتطور المجتمعات، ودونكم الإستلاب الثقافي.. وظني أنهم وجدوا أن الأجواء أصبحت مناسبة لتنصير المسلمين مباشرة، وقد نجحوا في بعض تحركاتهم.. المهم سادتي ذكرت آنفاً أن حديث الداعية عمار حول التنصير منطقي ومقبول، ولكن هناك جزئية في ظني أنها غير منطقية ولا مقبولة، حتى إذا كانت تحمل جزءاً من الصحة والحقيقة، وهي أن بعض الكنائس تتبع بعض الوسائل في التنصير تتمثل في السحر والدجل والشعوذه.. فالتنصير إذا أتخذ هذه الوسائل بصورة رسمية وأثبت نجاحها، فسيقوم بتنصير كل السودانيين، خاصة وأننا شعب يؤمن بالأديان السماوية وبالتسامح الديني وعلاقتنا طيبة مع المسيحيين، وبامكانهم سحرنا جميعاً بالطرق التي يختارونها، وظني أن يهتم المسلمون بالأسباب وينتبهوا جيداً، فالمعركة الحالية بين المسلمين والغرب واختراق معسكر للآخر يعد نجاجاً له.. لذا يجب على المسلمين أن يتركوا الخلافات بينهم والمكابرة ويتدارسوا كيف يتصدون للخطر القادم.. بدلاً من اسنادها للدجل والشعوذة والسحر.. فإذا كانت هذه تنفع لنفعت النصاري والمشركين عندما سحروا الرسول صلى الله عليه وسلم.