تداولت وسائل الإعلام المحلية والخارجية خلال الأيام الماضية خبر زيارة مجموعة من الخبراء يعملون فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتقديم الرأى الفنى حول مضى السودان قدماً فى تنفيذ مشروع ودراسة الجدوى لإمتلاك السودان لمفاعل نووى بحثى يتدرب عليه إختصاصيون فى مجالات الطاقة بالإضافة الى الاستفادة منه فى برامج الفيزياء والكيمياء . وبالإضافة الى المفاعل النووى لأغراض البحث العلمى يقدم السودان عرضاً لإنشاء مفاعل آخر لتوليد الطاقة الكهربائية والذى بدأت الهيئة القومية للكهرباء فى الاعداد لدراسته بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية السودانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث يتوقع بناء أول محطة نووية عام 2020 م. المشروعات الكبيرة والبنى الأساسية القوية هى التى تضمن للدول مقعداً فى أندية التقدم والتطور والطاقة الكهربائية هى المحرك الرئيسى لأى مجال من المجالات الإنتاجية والسودان هذا البلد الكبير مهما تم إستغلال كل المساقط المائية على طول نهر النيل وفروعه فلن يكتفى خلال السنوات القريبة القادمة من مد الخدمات الكهربائية الى جميع ولاياته خاصة وأن فى كل ولاية إمكانات وافرة لاقامة مشروعات كبرى فى مجالات الانتاج المختلفة . نعم ان إمتلاك الطاقة النووية تحفه الكثير من المحاذير السياسية والبيئية والعلمية والإقتصادية والفنية إلا أن ذلك يجب ألا يضعف العزم وأن يتم التداول حول كل هذه المحاذير تداولاً علمياً مسئولاً مسنوداً بالرؤية السياسية المتجردة فى النهوض بالسودان الى مرافئ التقدم والصالح العام ورفاه مواطنيه . و وكالة الطاقة الذرية وهى منظمة حكومية مستقلة تعمل تحت إشراف الأممالمتحدة بغرض تشجيع الاستخدامات السلمية للطاقة النووية والحد من التسلح النووى وتقوم لأجل ذلك بأعمال الرقابة والتفتيش فى الدول التى لها منشآت نووية وهى تدخل فى مشروع السودان النووى منذ بدء التفكير فيه إلا أن ذلك يجب أن يكون مقروءاً مع هيمنة الولاياتالمتحدةالامريكية الدولية وكذلك الدول الكبار فى إجهاض مبادرات الدول الصغيرة بإمتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية وتوجيه قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بما يرضى صلفها وملاحقتها لاضعاف الدول التى تعارض سياستها . وأما المخاطر البيئية والفنية لإستخدامات الطاقة النووية فلن يكون السودان بدعاً بين الدول ولن تشيد محطة نووية دون أن تكتمل فيها اجراءات السلامة وتدريب فنييها التدريب المتقدم الذى يراعى سلامتهم اولاً ومن حولهم من بشر وموارد . البلاد فى حاجة الى المشروعات الكبيرة التى تسهم فى النهضة والتقدم وبالتالى نهاية الصراعات والحروب فكل حرب نبتت فى البلاد يشكل الجانب الإقتصادى عنصراً مؤججاً لها . التحية لهيئة الطاقة الذرية السودانية ولوزارة العلوم والتكنلوجيا التى نتوقع إعلانها القريب عن اطلاق القمر الإصطناعى السودانى وغيره من مشروعات النهضة والإنطلاق .