شمبات أو «الحليلة شوحط»، من أقدم مدن العاصمة وتغنى الشعراء بجمالها في عصر الحقيبة وقبله، «في شمبات حليل مجلسنا.. الهوى والعفاف حارسنا». وعطر الكاشف الآذان ب«الجمعة في شمبات..».. (آخر لحظة) كانت هناك بناء على دعوة من «حاتم الزاكي» ليوصلنا إلى أستاذ الأجيال الفاتح محمد أحمد ولما دلفنا الى المنزل تفاجأنا بوجود أقدم «شجرة نيم» في السودان، والتي أخبرنا بأنها قد غرسها عمه الذي كان يعمل في الغابات عام 2291 وكانت من أول مجموعة نيم جيء بها من الهند، ليبدأ بها تاريخ شجرة النيم في السودان. سألنا الأستاذ الفاتح، ما قصة زجاجات البيبسي؟ قال كنت طالباً في كمبوني بحري عام 5591 وكانت هناك دعاية لمشروب جديد اسمه البيبسي نشاهد اعلانه يومياً في شاشة السينما لم ينزل الأسواق بعد فبينما انا وزملائي عائدون من المدرسة وفي المحطة الوسطى سمعنا جلبةً وموسيقى ولما اقتربنا وجدنا الموسيقار المرحوم «أحمد عبد الرازق» يتغنى بشعار البيبسي السينمائي وجنبه سيارة توزع البيبسي مجاناً تدشيناً له فمددت يدي مع زملائي وكانت الزجاجة بعد فتحها تفور وينسكب نصفها اما زجاجتي فوصلني ربعها فقط. فطلبت زجاجة أخرى، وجاءتني مقفولة فحملتها في جيبي لأريها أخوتي، ولما وصلت شمبات وجدت ضيوفاً في المنزل فوضعتها في المخزن ثم ضاعت وسط الأشياء وفي عام 65 وأنا في نفس المدرسة وتكرر نفس الحدث في المحطة الوسطى والبيبسي يوزع بمناسبة أعادة انتاج الشركة وهذه المرة شربت واحدة وحملت الثانية واحتفظت بها للتاريخ ولازلت احتفظ بهما.. وهما تحملان عبق التاريخ.