تكرار الرئيس البشير لعدم الترشح للرئاسة في الانتخابات المزمع عقدها في العام 2015م دليل على الوعي والمعرفة المبكرة بما يجب أن يفعله المؤتمر الوطني، لأن تغيير الرئيس يعني استمرار التداول السلمي للسلطة من داخل المؤتمر الوطني والدولة، وهذا يعطي إشارات إيجابية خاصة للمعارضة التي دائماً ما تمتدح الرئيس البشير وكثيراً ما وصفته بابن البلد، ولكنها في نفس الوقت تذم حزبه وقيادات حزبه. وربما تنحي البشير يفتح الباب واسعاً للمعارضة للمنافسة في المنصب الرئاسي، فالكارزما التي يتمتع بها البشير كمرشح للوطني قد تنعدم في غيره من قيادات الوطني.. وفي هذا الصدد يرى المراقبون أن صبر الشعب السوداني على المؤتمر الوطني طيلة هذه السنوات وتعاطفهم معه يرجع إلى حبهم للبشير، والكارزما التي يتمتع بها والبساطة التي يتعامل بها مع عامة الشعب وخطاباته الجماهيرية التي تتميز باللغة المفهومة والموجهة التي يستطيع بها الدخول إلى قلوب وعقول الجماهير، مشيرين إلى أنه يتحدث ببساطة وبلغة الشعب المفهومة دون تعالٍ.. منوهين أن هذه الصفات قد تنعدم في غيره من قيادات الحزب.. إلا أن البشير أكد أن الخبرات موجودة كما أنه أيضاً مدرك بأن القيادات التي عملت بجانبه مثل نائبه الأول الأستاذ علي عثمان ومساعده دكتور نافع علي نافع ودكتور عوض الجاز وغيرهم كلها مؤهلة لملء الفراق.. وتمهيداً لتسمية مرشح رئيس المؤتمر الوطني والذي سيكون قطعاً مرشحه للرئاسة تم تأجيل المؤتمر العام للحزب بعد أن أدخل تعديلات واسعة طالت عدداً من اللوائح منها لائحة اختيار مرشح الحزب للرئاسة، غير أن دوائر مقربة من صنع القرار أشارت إلى أن أقرب المرشحين للرئاسة المهندس أسامة عبد الله، لافتين أن الرئيس نفسه أعلن من قبل أن خليفته شاب، وأوضحوا أن الرئيس البشير غالباً ما يجري مشاوراته مع الأستاذ علي عثمان محمد طه والبروفيسور إبراهيم أحمد عمر والبروفيسور عبد الرحيم علي ودكتور نافع علي نافع ومن ثم تتم مشاورة أسامة عبد الله، وإذا تطابقت الآراء يعمل بها وإذا لم تتطابق يتم البحث من جديد.. وفي ذات السياق استبعدت مصادر أن يكون أسامة عبد الله أحد المرشحين مستدلين بحديث البشير في حواره مع صحيفة الشرق القطرية الذي أكد فيه وجود خبرات. وقالت المصادر إن أسامة لا يمتلك الخبرات التي تؤهله لقيادة الدولة. وأضحوا أن الخبرات التي أشار إليها البشير توجد في النائب الأول علي عثمان ومساعد الرئيس دكتور نافع علي نافع الذين تمرسا على العمل السياسي والتنظيمي والقيادي.. ولكنهم استبعدوا أن يكون أحد هؤلاء من المرشحين، لافتين إلى أن الأستاذ علي عثمان قد تمنعه ظروفه الصحية من المنصب الرئاسي، بينما دكتور نافع ليس له قبول وسط الشعب والمعارضة لما يطلقه من كلمات وعبارات جارحة ومستفزة.. فيما أكدت مصادر مقربة من الدوائر العسكرية أن المرشح الأقرب لخلافة البشير من المؤسسة العسكرية هو بكري حسن صالح لامتلاكه الخبرات وهو من المؤسسة العسكرية وشخص وسطي وليس له مواقف حادة مع المعارضة ولم يصرح ضدها ولم تصرح ضده، كما أنه عرف بأنه كاتم الأسرار كونه مرافق الرئيس في جميع رحلاته الداخلية والخارجية، كما تم ترفيعه ليشغل نائب الأمين العام للحركة الإسلامية.. وأكد المحللون أنه القادر على تسيير البلاد في هذه المرحلة نسبة للخبرات والقبول الذي يحظى به. فيما كشفت مصادر أن هنالك رأياً غالباً داخل المؤتمر الوطني بالتجديد مرة أخرى للبشير لتولي رئاسة الحزب والترشيح لرئاسة الجمهورية نسبة للكارزما التي يتمتع بها وقبول بعض الأحزاب له.. وأبانوا أن مطالبة المحكمة الجنائية له ستلاحقه مؤكدين أن البشير في منصبه كرئيس يمثل سيادة الدولة ومن الصعب إلقاء القبض عليه، ولكن في حال تنحيه قد تطاله كما طالت بحر إدريس ابو قردة وأشاروا إلى أن حزب المؤتمر الوطني الآن في حالة شد وجذب يمكن أن تحدث خلافاً يقود إلى صراع و يؤدي بدوره إلى تشتيت وتشرذم الحزب ويضعفه ويجعله غير قادر على المنافسة في الانتخابات القادمة.