تابعت بالأمس ردود الأفعال الناتجة عن أول ظهور لسيدة الصين الأولى الجديدة (ينغ لي يوان) على الساحة الدولية، وكيف أنها أثارت الإعجاب بابتسامتها وملابسها الأنيقة، وكانت محور تعليقات الصينيين على شبكة الانترنت.... وهم حسب مركز المعلومات الخاص بشبكة الصين للانترنت الى (835) مليون مستخدم وفق آخر إحصائية. قطعاً ستشغل السيدة الصينية الأولى أبناء جلدتها لفترة طويلة مثلما شغلت نساء كثيرات الناس في بلادهن وفي العالم منذ عهد أمنا حواء الى يومنا هذا، والأمثلة والنماذج كثيرة من فترات ما قبل الميلاد وما بعده، مثل الملكات الفرعونيات وأشهرهن (كليوباترا) التي ارتبطت بقصة حب مع يوليوس قيصر، لكنها تزوجت أحد قادة جيشه، وهو(انطونيو) وكانت قصتها مقررة علينا باللغة الانجليزية في المرحلة الثانوية عندما درسنا رواية قيصر وكيلوباترا للكاتب الانجليزي الأشهر برنارد شو. وفي السودان لنا ملكات وأميرات وسيدات، كن رموزاً وظللن كذلك مثل الملكة أماني ريناس قوري وكنداكي، التي حكمت مملكة كوش بعد وفاة زوجها الملك (ترتيقاس) ويعرفها العامة باسم (الكنداكة)، وهي مدفونة الآن في المقابر التاريخية بجبل البركل في الولاية الشمالية. لمعت أسماء نساء كثيرات في بلادنا، وكان لبعضهن سطوة من خلف ستار، ولكن التقاليد والأعراف منعت نساء كثيرات من أن تلمع أسماؤهن رغم تفوقهن في مجالات كانت تعتبر حكراً على الرجال، ولكن أكبر بروز للمرأة السودانية الحديثة كان قبل عقود قليلة، عندما أخذت تحتل المواقع والمراكز المتقدمة في نتائج امتحانات الشهادة السودانية، والتي بدأت جلساتها لهذا العام قبل أيام قليلة.. قبل نحو نصف قرن أو يزيد تقريباً كان إقبال الأسر على تعليم البنات ضعيفاً، وكانت نسبة الأمية عالية وسط النساء، ولكن مع ارتفاع نسبة الوعي أخذت دائرة الأمية تضيق شيئاً فشيئاً، وأخذت النساء في مزاحمة الرجال عن جدارة واستحقاق رغم الفروقات الجوهرية والطبيعية بين الجنسين حتى في الأعمال التي كانت قاصرة على الرجال، مع القيام بالأعباء والمسؤوليات المنزلية والزوجية، وتربية الأطفال، وهو ما لا يستطيعه شاب في مثل سن تلك الفتاة. الآن دخلت السيدة الفضلى اشراقة سيد محمود في قائمة النساء المتصديات للفساد في السودان بمواقفها الصلبة، ومضاء عزيمتها وقوة شكيمتها وصبرها على الأذى، ونحسب أنها الآن أخذت تنحت اسمها في صخر التاريخ.