*كثيراً ما نسمع بان جثمان (فلان) قد حجز في المستوصف لعجز ذويه عن سداد مبالغ علاج مريضهم الذي فارق الحياة وتحت علاج هذه خطان , وكثيراً ما نشاهد مريضاً يتلوي من الألم داخل مستوصف ولا يسمح له بدخول غرفة العملية أو يتم اسعافه بالمستشفي لان المال الذي بطرف ذويه لايكفي لسداد الفاتورة العالية التي قدمتها المستشفي لهم قبل الاسعاف , ويتم ذلك في بلدنا المسلم ومن عاملين في مهنة تصنف بانها انسانية في المقام الاول وهو ما لايحدث في أي دولة مع مواطنيها ففي امريكا مثلاً هناك تبادر المستشفي أي مستشفي اولاً باسعاف المريض, ثم بعد ذلك تقدم فاتورتها , كما ان العلاج هناك في الحوادث يكون مجاناً في كل مجالات الخدمات الصحية , ونجد ان الحوادث هناك ترعاها شركات كبري أسوة بالرعايات التي تتم للبرامج التلفزيونية وغيرها من المناشط التي تتم رعايتها، اما نحن ففي المستوصفات فانك (حي تدفع .. ميت يدفع ذويك)، وقد حكي لي استاذنا المذيع الكبير عمر الجزلي انه فؤجئ عندما قام الايام الماضية بنقل والدته لاحدي المستوصفات الخاصة لاسعافها اثر الجلطة التي تعرضت لها , بتأخر ادخالها لغرفة الاسعاف بالمستشفي بحجة اكمال سداد الرسوم وتطاول الاجراءات مما يعرض المريض الذي يحتاج الي اسعاف عاجل الي مضاعفات ومخاطر كثيرة واذكر انه عندما قطع احد الاطفال اصبعه وتمزقت عروقه وتم نقله الي اقرب مستوصف لاسعافه عاجلاً باعادة الاصبع الي وضعه وحياكته، رفضت المستشفي الخاصة استقباله لان المبلغ كان ينقص (200 الف بالقديم ) , وقال موظف الاستقبال ان الطبيب لا ينظر في الحالة الا بعد اكمال المبلغ فاثر الوقت الذي بحث فيه ذوو الطفل عن مستوصف آخر علي عودة الاصبع الي حالته، وهكذا تتعدد المشاهد وتتنوع الحكايات وتلتقي في ان المهنة الانسانية قد تحولت الي تجارة بكل أسف. حاجه تانية *من الاشياء الغريبة عندنا ايضاً في مجال الطب ان من يعمل من الاخصائيين والاستشاريين في عيادته الخاصة يومي الخميس والجمعة يوصف وسط قبيلته المهنية بانه شرفان ومجنون قروش ، مما جعل العيادات في هذين اليومين تغلق أبوابها ولا يجد المرضي عيادة خاصة واحدة تستقبلهم برغم ان يوم الخميس معروف انه يوم عمل عادي في البلاد، إلا ان عقلية الاطباء جعلت منه يوم اجازة ، هذه واحدة اما الثانية فهي ان المراكز الصحية بولاية الخرطوم تغلق ابوابها يوم الجمعة كمان فلا تجد مركزاً واحداً مفتوحاً لتتعالج فيه ولا تجد بدً اذا مرضت يوم الخميس او الجمعة إلا ان تذهب للمستشفيات التعليمية (ام درمان - الخرطوم - بحري) فتجد من يتعلمون من اطباء الامتياز فلا اخصائيين يأتون في هذين اليومين خاصة الجمعة، فيضطر المرضي غير القادرين علي الذهاب للمستوصفات الخاصة 4 و5 نجوم للجلوس في صفوف العيادات التعليمية، في وقت لا نجد فيه منطقاً لغياب الاخصائيين عن العيادات يومي الخميس والجمعة أو إغلاق المراكز الصحية يوم الجمعة مما يتطلب ايجاد المعالجة من وزارة الصحة المنظمة للعمل الصحي لمعالجة هذه الظاهرة الغريبة التى لا اعتقد انها توجد في اية دولة.