٭ اقترب أوان الحسم للمعركة الانتخابية لاتحاد كرة القدم المحلي بود مدني.. والتي اشتعل فتيلها قبل عدة أشهر.. وشهدت ساحتها العديد من عمليات الاستقطاب هنا وهناك واجتماعات سرية وعلنية وتحالفات وإغراءات ووعود براقة. ٭ إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه على هامش هذه «الحرابة».. هو هل ستجرى الانتخابات يا ترى وفق ممارسة ديمقراطية تعبر حقيقة عن طموحات وتطلعات أندية ود مدني التي يفترض أن تطرح شعار وضع الرجل المناسب في المكان المناسب؟ ٭ وقبل الإجابة على هذا السؤال.. يقفز على الملأ سؤال آخر أكثر أهمية وهو هل يا ترى مارست إدارات أندية مدني النهج الديمقراطي في دورها ابتداءً فاجتمعت ووضعت البرنامج الانتخابي للقائمتين المتنافستين أمامها على الطاولة.. ودراستهما بدقة وتمحيص ومن ثم توصلت أخيراً لاختيار القائمة التي ستلبي طموحاتها وتحقق آمالها وتسهم في نهضة كرة القدم بهذه المدينة؟ ٭ أم أن الاختيار يتم كالعادة وفق العلاقات والصداقات والمحاور والشلليات وكوتات الأسمنت وحاجات تانية حامياني حسب تعبير الأستاذ البوني؟ ٭ ومع معايشتنا الدقيقة لأحداث الانتخابات فإني أكاد أجزم بأن العديد من الإدارات لم تلقِ بالاً أو تبدِ اهتماماً للبرامج المطروحة.. بل انحصر جل همها في شخصنة الانتخابات ومحورتها فقط في دعم فلان وإسقاط علان.. أما البرامج والأطروحات فلا مكان لها وسط هذه «الهيصة». ٭ وأمام هذا الواقع المأزوم فإننا لا نملك إلا وأن نأسى ونأسف ونتحسر على ما آلت إليه ديمقراطية الحركة الرياضية التي يتمشدق بها الرياضيون ويمضغونها كالعلكة في وسائل الإعلام والندوات.. وعندما تحين ساعة التطبيق يلفظونها من أفواههم ليملكوا ديمقراطية وهمية كذوبة تدار بالريموت كنترول من قبل بعض المتخفين وراء ستار خلف الكواليس من جماعة اختصاصيي اجهاض الديمقراطية المعروفين. ٭ الممتاز.. عدالة مؤودة ٭ من أبسط مقومات العدالة في وسطنا الرياضي.. أن تحظى جميع أندية الممتاز دون فرز.. برعاية ودعم متساوٍ من قبل مؤسسات الدولة التي يفترض أن تسلك نهجاً قومياً في تعاملها مع جميع الأندية على حد سواء.. طالما أن منسوبيها سودانيون شحماً ولحماً ودماً.. ٭ اللهم إلا إذا كانت أندية مدني وبورتسودان وعطبرة تتبع لجمهورية أزبكستان.. وعندها يحق لمسؤولينا في المؤسسات المعنية أن يقتصر دعمهم ورعايتهم على الأهلي العاصمي والخرطوم الوطني اللذين يسيطران حالياً على ساحة التسجيلات بفضل الدعم والأموال المنسكبة عليهما.. الأمر الذي مكنهما من حصد ألمع نجوم التسجيلات من محليين ومحترفين.. بينما لا تجد الأندية الغلبانة الأخرى ما تقتاته سوى الفتات الذي لا يغني أو يسمن من جوع. ٭ فأي عدالة عرجاء هذه بالله عليكم وكيف لا تكون إفرازاتها ارتفاع أسهم بعض الأندية على حساب أخرى تتجرع حنظل الهبوط في بورتسودان وتترنح في مدني وتحتضر في الحصاحيصا وتشيّع وسط الدموع في كسلا.