لا أتصور أن رحى الحرب سوف تتوقف بين السودان ودولة جنوب السودان ، ولا أتصور أن العلاقات بين البلدين ستكون في أحسن حالاتها على الأقل خلال العشرين سنة المقبلة ، إذن تعالوا نبحث عن أسباب التوتر بين الشقيقين التوأم ، وكيف يمكن إيقاف طبول الحرب والتي كان آخرها إعلان إيقاف ضخ بترول الجنوب عبر الأراضي السودانية ، لا شك أن في هذا السيناريو ضرر للحراك الإقتصادي للدولتين ، وستكون له تداعيات كبيرة على المدي القصير والطويل فالبنسبة لدولة الجنوب أتصور انها سوف تبحث عن مخرج لتصدير نفطها عبر موانئ شرقي أفريقيا وإن كان في ذلك كلفة ضخمة ، وبصراحة مطلقة فإن دولة جنوب السودان لن تعدم من يساعدها في ذلك ، خاصة إسرائيل والتي وجدت لها موطن قدم على إمتداد حوض النيل الأبيض وحتى مناطق جنوب السودان الشمالي أقصد كوستى والرنك وما جاورهما من مدن بلدات ، المهم يا جماعة الخير أن بذرة التوتر بدأت منذ توقيع إتفاقية السلام في نيفاشا وبعدها بدأت الكركبة ، للأسف كان أصحابنا ناس زعيط ومعيط من الواهمين ومن مشجعي الإنفصال يتشدقون علنا وخلف الكواليس أن إنفصال الجنوب سوف يريح السودان من تبعات كثيرة وتتوقف الحرب ويذهب كل « غريب لأهله « ، لكن بقدرة قادرة أصبحت الدولة المنفصلة شوكة حوت في حلق السودان من طرف ، وسيظل هذا الهم يطاردنا وربما لا يتوقف حتى يرث الله الأرض وماعليها ، فعملية الشحن النفسي لدى أخوتنا في الجنوب متوفرة بكثرة والإنسان الجنوبي حتى لدى أعلى المستويات والنخب يفكر بطريقة عاطفية ولا يمكنه إطلاق ماكينة العقل ، وحاليا أتحدى أي شمالي أن يسير في شوارع جوبا أو فاشودة أو ملكال أتحدى وأبصم بالعشرة أن الشحن النفسي وتراكمات الحروب الدامية بين الشمال والجنوب ستظل تطارد أخوتنا في الجنوب ، وسيظل الجنوب يدعم حراك المناهضين للحكومة بطريقة علنية ، طيب قول يا فهيم كيف يمكن إيقاف طبول الحرب والدماء بين الدولتين ، أتصور يا جماعة الخير أنه طالما أن حكومة الإنقاذ ممسكة بتلابيب الحكم في السودان وطالما أن أبطال سيناريو الإنفصال والذين يمسكون بزمام الحكم في الجنوب يتربعون على عرش الدولة الوليدة فإن الحرب ستظل مشتعلة ، إذن الضرورة تقتضي تغير دماء الحكم في الدولتين فاليذهب الإنقاذيون بمشروعهم الحضاري وغير الحضاري وليذهب سلفا كير ميادريت وباقان أموم وكل هذا الكورجة إلى دهليز التاريخ ، ليذهبوا حتى ينتهي الشحن النفسي بين الزعامات في الدولتين ، المهم أسال الله أن يأتي جيل جديد يحكم السودان ودولة جنوب ، جيل يا جماعة الخير ليس على شاكلة الترابي أوالصادق المهدي أو غيرهم من اللاهثين وراء كعكة الحكم والذي منه سترك يا رب .