مدني على الخط : صلاح حاج بخيت : { مع اقتراب موعد انعقاد الجمعية العمومية لاتحاد الكرة بودمدني.. لانتخاب مجلس الإدارة الجديد.. تلقيت اتصالاً هاتفياً من أحد أبناء ودمدني المغتربين بالإمارات.. أبدى خلاله دهشته مما يجري في الساحة الرياضية بمدينته الحبيبة والجحود الذي وجده الهرم الرياضي العملاق عبد المنعم عبد العال بعد عودته إلى البلاد بعد غربة طويلة.. افتقدته خلالها ودمدني التي بنى مجدها الكروي طوبة طوبة.. ونسج عزها خيطاً خيطاً.. وأشعل قناديل ألقها ووهجها.. وكلها إنجازات مسجلة بأحرف من ذهب في ذاكرة التاريخ. { ومضى محدثي متسائلاً.. لم نصدق عودة عبد المنعم وعودة الزمن الجميل على يديه مرة أخرى.. بعد انهيار كل ما بناه بعد هجرته القسرية فتأرجحت أم المدائن في خارطة الكرة السودانية حتى بتنا اليوم «طيش» الولايات وسلمنا راية القيادة للحصاحيصا ورفاعة والمناقل. { وأضاف محدثي بحرقة لم نصدق عودة منعم فإذا بنا نفاجأ بأنه مواجه بحرب ضروس.. وأن البعض يضع في طريق عودته الأشواك والمتاريس فإذا عذرنا الإخوة في الاتحاد العام الذين يتخوفون بشدة من عودته لدرجة أنهم يتحسسون مقاعدهم كلما ذكر عبد المنعم عبد العال.. فما هو يا ترى عذر بعض أبناء هذه المدينة الذين ينحازون دون أن يدروا لصالح أجندة الاتحاد العام على حسب أحد فلذات أكبادهم. { واختتم محدثي ثورته الأثيرية قائلاً: نحن لا نخشى على ولدنا عبد المنعم من خوض المعركة الانتخابية لو سارت الأمور بنزاهة وديمقراطية حقيقية لا فيها شق ولا طق.. ولكننا نخشى عليه من ممارسات سبق وأطاحت بالعالم الكروي البروف شداد.. وإلا فقولوا لنا بالله ما هي علاقة النائب البرلماني بالرياضة حتى يقود الحملات ضد عبد المنعم وقائمته من نادٍ إلى آخر كما سمعنا. { ويقيني أنه لو كانت هناك مثقال ذرة من الوفاء في زمان الجحود هذا لاحتفلت ودمدني وأضاءت الثريات وزفت ابنها البار عبد المنعم عبد العال في موكب فرح مهيب تشارك فيه جميع أندية المدينة دون استثناء.. وأجلسته معززاً مكرماً في كابينة قيادة الاتحاد بالإجماع. قلت لمحدثي هون عليك يا صاحبي فأنت تتحدث عن مدني القديمة.. مدني الوفاء والعطاء.. مدني عاصمة الثقافة والرياضة ومهد الجمال وينبوع الفنون.. مدني الكاشف والمساح وود الأمين.. مدني أولاد سانتو وحموري أخوان وبادي وجلودي وسمير.. مدني أولاد كرار وأمين عبد الله الفكي وبهاء الدين.. مدني عابدين جلد وأولاد شنكل.. مدني سعد الطيب وكنده وسيد سليم وعبد العال ساتي.. مدني أبو سيف وبكري نور الدائم وهاشم المهدي.. مدني أحمد خير وشيخ العرب ومأمون بحيري.. مدني عثمان النور وعبد المنعم عبد العال وكاروري. { تلك هي مدني المعطرة بمسك الوفاء... أما مدني اليوم فقد تغيرت وتبدلت أحوالها تماماً.. بعد أن جار عليها الزمان وأفقرها فانصرف أبناؤها عن ساحات العمل الرياضي والثقافي.. فانهارت الرياضة واندثرت الثقافة وماتت الفنون.. ومن تبقى منهم في تلك السوح يكابد بعضهم لإعادة الزمن الجميل.. بينما أنجرف آخرون كالفراشات نحو بهرجة السلطة يحاربون بكل شراسة الرموز التاريخية أمثال عبد المنعم عبد العال تنفيذاً لأجندة محلية وتوجيهات عاصمية. { ورغم كل المحبطات التي تلقي بظلالها القاتمة على سير المعركة الانتخابية إلا أن الأمل لا زال أخضر.. والعشم في أندية مدني أن تمارس دورها التاريخي بكل حرية وديمقراطية وتنتخب الرجل المناسب في المكان المناسب لا أكثر.