بينما كنت في طريقي من أم درمان للخرطوم لفت نظري الكم الهائل من (البوسترات) الإعلانات الورقية التي حوت على إعلان لإفطارات رمضانية مصحوبة بحفلات كل يوم فنان أو فنانة «شكل» هذا غير الحفلات الفردية وعندما تفتح التلفاز تجد التسابق المحموم للقنوات الفضائية السودانية وغيرها لجذب المشاهدين عن طريق الغناء، والغريب أن هذه البرامج تبث بين صلاتي المغرب والعشاء وهي أفضل إن كانت للتعبد والدعاء، هذا غير التنافس على المسلسلات التي أصبحت أقرب للدراما الإباحية، بعد تحرر بعض المخرجين فما كان يعرض في السينما ويعترض عليه الناس أصبح وأقل كل منزل يشاهده الصغار قبل الكبار ينبهون من فاتتهم المشاهدة وهذه في حد ذاتها مشكلة سنعود لها في مقال آخر، ولكن ما يحدث في رمضان بعد واضح عن العبادة والشهر الذي ينتظره العباد سنوياً لحصد أكبر قدر من الحسنات تزيد رصيدهم ويمكنهم من حمل كتبهم بيمينهم يوم القيامة والغريب سادتي أن هذه البرامج والمسلسلات لم تأتي بجديد يضيف لها وكان هم القنوات التي فاجأها رمضان المنافسة فيما بينها فقط وظني أن هذا هو السبب الأساس الذي جعل مشاهدتها تتراجع عن السنوات الماضية.. المهم ما علينا في تراجع مشاهدتها أو زيادتها نحن نعدد إيجاد طريقة محددة لكسب الحسنات في هذا الشهر، ويجب على هذه القنوات أن تساعدنا على ذلك !!لا أن تبعدنا عن العبادة حتى وإن قال أحدكم إنهم يذهبون للتراويح بعدها وأنها في الوقت بين المغرب والعشاء فإنها أيضاً قد تخرج الكثيرين عن دائرة التعبد.. وهذا طبعاً ليس بعيداً عن ملء البطون أكثر من اللازم، ويبالغون في ذلك بعد أن حرفوا أموالاً طائلة على الموائد الأصناف المتنوعة والتي يظن الإنسان أنه صائم ليأكل كل ما ذكرته أنفاً وعادات أخرى تخرج الإنسان من مضامين هذا الشهر فرمضان لله وهو يجزي به، ولا يمكن أن يُضيع العباد فرصته، ويجب أن نحصد الحسنات حتى نكون جديرين بالرحمة والمغفرة ونظفر بالعتق من النار.