هاجمت قبيلة المسيرية بضراوة مواقف الحكومة والأحزاب السياسية في الشمال وحذرتها من التمادي في مواقفهم الضبابية وتراخيهم في التعامل مع تجاوزات حكومة دولة الجنوب بشأن أبيي، مشيرة إلى أن استمرار التراخي سيحول الإحباط الذي أصاب مكونات المنطقة الاجتماعية لقوة عنيفة وبركان يتفجر ضد النظام، مؤكدة أنها تحسبت لكافة الاحتمالات حتى لا تتفاجأ بمؤامرات جديدة من القوى الإقليمية والدولية، متهمة الجهات التي أوكل لها ملف أبيي بالفشل وأرجعت ذلك لما أسمته ضعف وهوان الحكومة والأحزاب الشمالية التي تركت لها الحبل على القارب حسب وصفها، لافتة النظر للحراك المجتمعي والحزبي والرسمي في الجنوب وأبانت أن ذاك الحراك قوبل بصمت مخجل وهوان مخزٍ في الشمال، وقال القيادي بالقبيلة محمد عبداللّه وددبوك ل(آخر لحظة) أمس إنهم جاهزون لكافة الاحتمالات ومتحسبون لأسوائها، قاطعاً بأن المسيرية لن يواجهوا دولة الجنوب حال تسببت الحكومة بتماطلها فيما لا تقبله المسيرية بضياع أرضهم، بل سيواجهون الحكومة نفسها لفشلها في حمايتهم، مشبهاً مواقفها تجاه أبيي (بالورل) لأنها ظلت تسكت على تجاوزات في قضايا لا تقبل القسمة على اثنين، مبيناً أنهم ما داموا أحياء فلن تستطيع أي جهة اغتصاب أرضهم، وزاد أن المسيرية يدعون للحلول السلمية التي تتفق عليها كافة الأطراف لكنهم مستعدون للوغى إذا تم دفعهم وحملهم حملاً للمواجهة وفي ذلك فإن الجميع يعلم أنهم رجال موت وليس فيهم من يولي الدبر وسيحولون حينها أبيي لبركان يحرق كل من يريد النيل من شعبه، داعياً القوى السياسية للاضطلاع بمسؤولياتها الوطنية والتحرك في قضية أبيي مماثلة مع أحزاب جوبا، وأوضح وودبوك أنهم يدركون أن الحكومة لا تسمح بالتحرك خارج جلبابها ولكن هذا لا يعني أن تصمت الأحزاب والبلاد مهددة بالانفجار، لأن ذلك سيقود الأوضاع للتفاقم خاصة وأن البلاد تعيش أزمات خطيرة تتطلب السعي الجاد لحلها وليس تجاهلها، مضيفاً أن كل الاتفاقية أقرت بشمالية أبيي إلى حين حسم أمرها بالاستفتاء ورغم ذلك لا يوجد الآن داخلها أي مظهر شمالي للغياب التام لأجهزة الدولة مما يجعلها منطقة جنوبية الملامح والوجود.