:رأي: الصادق محمد سالم السنهوري من الضروري ربط الماضي بالحاضر. تغيرت المدن ولم تتغير أم درمان: أصالة ونبل وذكريات رطبة ندية انطوت في حنايا الدهور، عفة في المظهر وعظمة في الجوهر، حسناء غسلت وجهها بماء الجمال، وتدلت ضفائرها بطيب ورد الربيع الفواح، قائدة للرسن وهاتفة بحب الوطن، صولة وجولة وصحوة على وسائد الثقافة وليالي الشعر التي فاح أريجها طيباً.. ذكريات وأيام زاهيات، نسج زاهي الألوان.. مدينة لا تعرف البكاء، كلها حياة نابضة بالحب والعطاء والتقى.. طوت في أحشائها أسرار وحكايات وذكريات، أفق طليق، نيل وقمر منير، حلقت في الأفق النضير وليتنا عدنا وعادت الأيام.. لوحة إبداع ملتقى الشعراء بميدان المحطة الوسطى بأم درمان.. عنبر الحلاق ومركز المعلومات- عمنا جورج مشرقي- ملتقى الشعراء والأدباء والفنانين: عتيق وكرومة وزنقار. ظرفاء ودراويش قحف- والدخري- وحسن دوّر- وتيمان هوفل- وبت التور- وتامبله- وأبو طالب- وفك الدرب- ونمرة واحد- وود نفاش. منتديات وندوات وصالونات أدبية ومكتبات.. رجال رحلوا وتركوا لنا الأيام وذكريات رطبة ندية، لن ننسى مسجد أم درمان العتيق، وصوت المقريء الشيخ عوض عمر الإمام- طيب الله ثراه- وهم أصحاب دعوة وقبول.. وفي أيام الجفاف دعا الله سبحانه وتعالى لنزول المطر، فنزل المطر مدراراً بعد صلاة الاستسقاء خيراً وبركة ورخاء أم درمان مآذن وقبة تضوي الليل، تهدي الناس سلام وأمان، وضربات النوبة المجلجلة بقبة الشيخ حمد النيل، وليالي الذكر والذاكرين بمسيد الشيخ قريب الله، والراتب بقبة المهدي والبراق بمسجد السيد المحجوب، والترام برنينه كأجراس الفضة، ودقات ساعات البلدية، وإذاعة هنا أم درمان، وعصاري دار الرياضة، النكات الحلوة والمداعبة وخفة روح وحلاوة معشر ما بين عبد الكريم الزبير، وعلي أبو الجود، وجمال آفرو بمقدرته الفائقة على السخرية. صور مليئة بالفرح والمرح، مواكب للفرح يا عديلة يا بيضا ومجامر العطور وسبحة اليسر.. فتعالوا نؤرخ للرياضة، والفن، والبوابة، والطابية، والشعراء والأدباء، إنه الشوق والحنين لأم درمان،،، إنه الضروري والممكن.