تعرضت دولة جنوب السودان منذ انفصالها عن دولة السودان الأم لهزات سياسية كثيرة الا ان اخطرها مايشهده المسرح السياسي الان والذى وقع في الخامس عشر من هذا الشهر التي اوضحت بجلاء ان الصراعات سواء كانت سياسية او قبلية يدفع ثمنها المواطن فقط ورغم ان الرواية المتداولة حول حقيقة الصراع الذى صور على انه قبلي ا لا ان السفير ميان دوت رئيس بعثة دولة جنوب السودان في الخرطوم كشف حقائق جديدة حول ماحدث في بلاده والذى وصفه بانه صراع سياسي قبلي وعضدد حديثه في السياق ان حكومة جنوب السودان قامت بالقاء القبض على احد عشر من الانقلابيين مهم تسعة من ابناء الدينكا واثنان من قبيلة النوير واكد ان غالبية الذين انضموا لرياك مشار ليس من قبيلة النوير ونبه الى ان المصالح السياسية هي التي جمعت بينهم . و يحمل مراقبون كثر الدكتور رياك مشار تينج احد الاطراف الرئيسة في الصراع مسؤولية مايجرى الآن في دولة الجنوب باعتبار ان ماقام به مع حلفائه ليس الاول ويعود بالاذهان حادثة مجزرة النوير التي قادها في حق قبيلة الدينكا مما خلف اكثر من اثنين ألف قتيل ووفاة خمسة وعشرين ألفا بسبب المجاعات ويذكر انه في عهد الدكتور جون قرنق دي مابيور قاد انشقاق 1991 والذي كان ذا طابع قبلي حيث حدثت تصفيات للمواطنين لحقتها تصفيات لكبار قادة الجيش الشعبي آنئذاك ويشار الى ان ماحدث كان افظع من المواجهات التي وقعت بين الجيش الشعبي والقوات المسلحة السودانية التي قتل فيها مجموعة كبيرة حتي القادة الذين سجنوا لحقتهم التصفية ابرزهم اروب طونك.. مما اجبر مشار الاعتذار عما حدث من اخطاء الماضي لابناء وبنات جونقلي بمنزل زعيمنا الراحل قرنق من الذين نزحوا من الولاية. ولعل تلك المخاوف الدولية من تكرار ذات السيناريو جعلت المجتمع الدولي يقود وساطات دولية واقليمية للسيطرة علي الوضع في الجنوب ابرزها وساطة الايقاد برعاية اقليمية من الاتحاد الافريقي وذلك بمشاركة السودان الذي ولدت علي يديه اتفاقية السلام الشامل التي اعطت الجنوب حق الانفصال،وراى دبلوماسي رفض ذكر اسمه ان الايقاد توسطت في النزاع الاول بين البلدين الذى أعلن مبادي وعلى ضوئها تمخضت عنه اتفاقية السلام الشامل وقد تلقى وفد وزراء خارجية دول الايقاد الضوء الاخضر من الحكومة والرئيس سلفاكير ميارديت من اجل التوسط والحوار من اجل السلام بجانب الوساطة الأمريكية حيث اعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ابتعاثه مبعوثه الخاص السفير دونالد بيرث لجوبا لاجراء اتصالات ماكوكية مع المسؤولين بدولة الجنوب. وفد الإيقاد اجرى محادثات مع ربيكيا زوجة الراحل جون قرنق التي رحبت بمهمة الوفد الوسائطية والتي اكدت على مبدأ الحوار كوسيلة لحل الازمة،ويرى مراقبون اعلاميون ان دولة الجنوب لم تحقق الحد الادني لمقاييس الدولة وفي افتتاحية صحيفة القاردين الانجليزية امس الاول ( دولة الجنوب عبارة عن قبائل متباينة لا تستحق ان يطلق عليها دولة) لكن دوت يرى أن الجنوب دولة ذات سيادة وليست تورا بورا . و الشروط التي يضعها الانقلابيون والتي ابرزها تحويل مقر التفاوض خارج الجنوب مقترحا بانعقادها بالعاصمة الاثيوبية اديس ابا با بجانب اطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين؛وذلك ربما يقود لطول امد الازمة خاصة في ظل الظروف الانسانية التي يعيشها المواطنون هنالك،وابدى ميان دوت خلال موتمر صحفي عقده بمقر السفارة بالخرطوم امس تشاؤمه بشان مخرجات الحوار بين الاطراف المتصارعة وقال ( مافي زول يمكن ان يتوقع نتائج المفاوضات القادمة عند دخولها) معتبرا ان مايحدث الان من الصراع صراع منظومة واحدة واضاف لايستطيع احد ان يتوقع نتائج المفاوضات التي يمكن ان تحدث وقيادات الحركة الشعبية اجدي ان يعرفوا انني لا استطيع التنبؤ حول كيفية ادارة الحوار هل هي تقسيم سلطة ام فترة انتقالية واكد ان الهدف من اجراء الحوار العميق مع الانقلابين يهدف لتوصل الحلول للقضية حتي لاينسف الوضع الاجتماعي في دولة الجنوب معلومات كثيرة كان الاعلام يرغب باقتنائها الا ان دوت كان حديثه موجزا ومختصرا ويقول حتي الان لانعرف ارقام رسمية نحن كسفارة لايمكن ان نتحدث رسميا لأنه لاتوجد اعداد احصائية توضح بالضبط ماحدث في بور و بانتيووجوبا ورجح تمليك الاعلام حقائق حول الاحصائيات عقب استقرارالاوضاع وبشكل رسمي عبر وزارتي الخارجية والاعلام بدولة الجنوب واكد ان الاستقرار والهدوء بدأ يعود نسبيا في ولايات الوحدة وبانتيو وجونقلي وقال ان دواليب العمل في الوزارات مستمرة وقطع باستقرار سعر الدولار جنوب السودان ولاتغيرفي سعره وفي جوباالسعر الرسمي 2,96 جنيه والتجاري 3.16 ونفى تورط الخرطوم في المحاولة الانقلابية وقال لاتوجد اية تهمة ضدها بل العكس رئيس الجمهورية البشير هاتف سلفاكير اول ايام اندلاع الازمة نافيا وجود وساطة سودانية حتى بل عبر دول الايقاد وكشف دوت عن طلب تقدمت به قوى الاجماع الوطني بالاتصال بدولة الجنوب ولكن حتى الان لم ترد عليها الحكومة في جوبا والان الوساطة في اطار الايقاد بجانب وساطات اخرى 0