الأخ الصديق والزميل العزيز هاشم الطيب سميري «أبو زهير» وجد نفسه وحيداً في مواجهة الحاجة زوجته بعدما «شال العيال حيلهم» واعتزل هو التحكيم.. وقاطع الكتابة الصحفية.. وعنوان هذا المقال هو عنوان عموده.. والرجل خبير تلغراف كبير.. يعرف أسرار «شفرة المورس» والتي تعتمد على تركيب «النقطة والشرطة».. في فقراتها على مفتاح المورس . فحرف الألف مثلاً نقطة ثم شرطة .. وستجد نقطتين وشرطة.. أو شرطتين ونقطة.. أو نقطة وشرطة ونقطة وهكذا.. والله أعلم.. فأنا لا أعرف هذه الأسرار!! ثم إن الGSM أحال إمبراطورية التلغراف إلى متحف التاريخ ومعه أصحاب هذه الأسرار.. وأضحى رواد الشبكة العنكبوتية وأعداؤهم من الهكرز يتبادلون الضربات واللكمات.. وقبيلة الأبهام من مستخدمي الهاتف النقّال يتبادلون الرسائل الSMS وقد بلغ عدد الرسائل اليومية في بلادنا أكثر من خمسة عشر مليون رسالة يومية!! تصدّق يا هاشم. أما الهواتف الذكية فإنّها تفعل الكثير المُثير الخطر من نقل الصورة واستخدامات الGBS وغير ذلك من المعجزات الكبيرة فإن الصوت أصبح يصل في سرعة الضوء.. فإذا تحدّث متحدّث في أمريكا فإن الصوت يحتاج بسرعته العادية والتي تقدّر بحوالي «700 ميل في الساعة» لكي يصلنا إلى «22 ساعة» لكن العلم الحديث تمكّن من تركيب الصوت أو «حشاهو كالساندويتش» في الضوء الذي تبلغ سرعته «186 ألف ميل في الثانية» أي حوالي ثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية.. لكي نسمع صافرة الحكم وهو يُطلقها في ذات اللحظة من أمريكا إلى بربر أو أي بقعة في العالم.. فالكون مادة وطاقة.. والمادة مرئية والطاقة غير مرئية «فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون» وما لا نبصره كثير كثير.. فمن أشعة الشمس تصدر قوى هائلة فألوان الطيف السبعة والأشعة الراديوية وفوق البنفسجية وإكس وألفا وغاما وبيتا.. فنحن لا نساوي ذره في خلق الله ولا نعلم إلا قليلاً في علم الله.. ثمّ ها نحن نتباهى بقبائلنا وأنسابنا وقد قال صلى الله عليه وسلّم «تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم» لذا فإنك تجدني شديد الحفاوة بالأنساب والتاريخ واللغة واللهجات من غير تعصب ولا حمية كحمية الجاهلية الأولى. * الله يجازيك يا هاشم من زمان عارفك «غتيت» فأنا لم أطلق على الفريق الهادي عبد الله «لقب مك من مكوك الجعليين» بل إن السيد رئيس الجمهورية هو الذي أطلق عليه «مك عموم الجعليين» والفرق واسع بين اللقبين وبين شخصية من نُسب إليهما القول كالفرق بين سرعة الصوت وسرعة الضوء والتي «قشرت» عليك بمعلوماتي عنهما والتحية للأستاذ الكبير جمال خبير وهذا موضوع آخر.. فالأرض هي ملك الله في العقيدة.. وهي ملك الدولة في النظم الحديثة.. أما دار بني فلان وبني فلان فهي نظام قبلي مُتخلّف وطريقة الحواكير هي أس البلاء وقضية دارفور أكبر مثال.. أما شكري للفريق الهادي عبد الله والذي لم يعجبك فمنطلقاتي فيه وطنية.. وعقدية.. ومهنية.. أما كونها وطنية فالرجل انتخب من أهل ولايته بأغلبية ساحقة وأنا مؤتمر وطني ملتزم.. أما كونها عقدية ففي ذلك طاعة لولي الأمر.. وإن من لا يشكر النّاس لا يشكر الله.. أما كونها مهنية فأنا رجل إعلامي مهمتي التنويه بالإنجازات.. والتبصير بالإخفاقات.. فالأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر واجب ديني.. ثم إنّ الرجل يستحق أكثر مما قيل فيه.. وهو مك حقيقي ووالي مودرن يعتمد على العمل الميداني أكثر من التقارير الباردة والمكاتب المُبرّدة.. وأهل ولايته أشاوس أخيار وأصحاب أنفة ولا يشتكون ولا يطلبون ولا يتبرمون إن كان واليهم من الشرق أو الغرب أو الوسط أو الشمال فضلاً عن أن يكون من ديارهم. والتحية مجدداً للمك الهادي مك عموم الجعليين.بمن فيهم السيد الرئيس. * والحمد لله فإن زوبعة شداد ذابت في فنجان وكفى الله المؤمنين شر القتال. * لم استحسن أن يُطلق صديقي على المؤتمر الوطني «ناس النادي الكاثوليكي» وهو يعلم أن ذلك من سقط القول واستميحك العذر.. فإنها مجرد طولة لسان اشتهر بها بعض أهلنا من بربر.. وأنت تذكر نيالا هل تذكر دكان حاج عابدين.. وجنينة علي خليفة.. وتجارة عبد الماجد الغبشاوي وعمك الحبوب الطاهر الحبوب.. والأرباب الصادق محمد مصطفى.. ومحمد ود رحمة.. واللواء عبد المنعم محمد صالح.. والشهيد فيصل عدلان.. وأبو القاسم كسباوي.. وغيرهم وغيرهم كلهم من بربر العريقة. * وكان أبو القاسم كسباوي «تلغرفجي» يعيش في منزله الحكومي وحيداً.. ومع ظرفه وأنسه وطيبة قلبه وكرم أصله.. يردد مقولته الأثيرة إلى نفسه «املأ بيتك طوب وما تملأه عرقوب».. نقطة وشرطة.. وهذا هو المفروض.. ولكن،،