يا شعب مايو الوفي أن تنظيمكم (تحالف قوى الشعب العاملة) لا يملك غير شهادة ميلاد تسجيل لا تسمن ولا تغني من جوع، فهو يفتقد لكل آليات العمل السياسي القائم على المؤسسية، حيث تسيطر عليه فئة (تعك وتلت وتعجن تكذب) وتصدق كذبتها فئة غير مرغوب فيها لأنها لا تعترف بقيادات ولا بقواعد ولا بولايات ولا تؤمن بالرأي الآخر فئة متسلطة لا صوت لها ولا عطاء، تظهر وقت ما تشاء تثير القلاقل وتعمق الجراحات والخلافات، تخلق الفتن وتباعد بين الناس وتعادي المهتمين بأمر هذا التنظيم الذي أصبح لا وجود له إلا على خارطة مسجل التنظيمات والأحزاب السياسية.. وبالأمس صدر بيان خجول باسم ما يسمى بالأمانة العامة أشاروا فيه لأربعة مرتكزات أساسية ليست بجديدة لا على حزب المؤتمر الوطني ولا على بقية الأحزاب، كل القصد أن يدلوا بدلوهم (يا صابت يا خابت)، والمؤسف إنهم تجاهلوا مخاطبة قوى التحالف فلم يذكروها ولو من باب المجاملة رغم محاولاتهم المتكررة بالتسلق على أكتافها بمثل ما فعل السابقون أمثالهم، ولكن هيهات أن يلدغ المؤمن من جحر مرتين فكونوا لهم بالمرصاد ولكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات ثورة مايو وطمس هويتكم وتلويث تاريخكم الناصع، كونوا اليد التي تضرب بقوة على كل معتد اثيم وعلى هؤلاء أن يفيقوا ما دام للصبر حدود، فالمايويون لا يرهنون إرادتهم وسيسلكون الطريق الذي يؤدي لبناء هذا التنظيم وسيكرسوا جهدهم لتوحيد قبلتهم بمثل ما اجهضوا مخطط الاندماج مع حزب المؤتمر الوطني وسيتوحدون يوماً رغم أنف المكلفين وأصحاب المصالح الشخصية الضيقة أن همكم هو أن تخرجوا من هذا النفق المظلم نفق التكليف المحبط والمدمر، لأنه دون طموحاتكم، فأنتم من بنيتم هذا التنظيم بشق الأنفس والتف من حولكم كل من كان يؤمن بفكر مايو وبنهجها القويم.. إن المكلفين قد تجاوزا الآن كل الخطوط الحمراء لا تحكمهم لوائح ولا قوانين ولا ميثاق عمل ولا نظام أساسي تنظيم بلا مكتب سياسي ولا لجنة مركزية ولا أمانة عامة معترف بها، فكيف تسير الأمور بهذا الشكل الفوضوي والضبابي ثم ما فائدة النفخ في قربة مقدودة وما قيمة الحرث في البحر، سمعنا بالممتحنين من منازلهم، أما أن يدار تنظيم من منازلهم فهذا أمر يدعو للدهشة والاستغراب، فرئيس التنظيم مع احترامي له بعيد كل البعد عما يحاك من مؤامرات وإقصاء للآخرين، ويعلم يقينا غياب المؤسسية وهو يعتمد على ما ينقل اليه عبر الهاتف لا ترفع له تقارير ولا محاضر، لأن ما يقوم به هؤلاء لايرقى لهذا المستوى الرفيع من المعاملات (جبانة وهايصة)، فلماذا يا اخوتي تدفنون رؤوسكم في الرمال لماذا تتابعون هذه الفئة المضلة التي تسببت في شل حركتكم وأبعدتكم عن المسار الذي جاهدتم وناضلتم من أجله، يجب أن تنفضوا عنكم غبار السنين وتكونوا صادقين مع أنفسكم فأنتم تعيشون في عزلة وفي أزمة حقيقية ابعدتكم تماماً عن الساحة السياسية اضعتم السنين ودفعتم الثمن أضعافاً مضاعفة. إن صدور بيان لا يعني انكم صرتم انداداً لأحزاب ذات سيادة ومكانة وصوت عال وأرضية ثابتة ولها جذور ومستقبل واعد، أما ما يحدث في تنظيمكم فهي مجرد تخاريف ووهم كنت أتمنى أن تستفيدوا من التجارب المريرة التي أنهكت قواكم وتعون دوركم وتعملوا من أجل مبادئكم ولا تقصوا أحداً وأن تتحدوا وتتكاتفوا، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، فمات الأمل وخاب الظن وضاع الجهد وفتر الحماس، واتحدى من يقول غير ذلك أتحدى من يحاول تكذيب الواقع وتزييف الحقائق وتلميع اوجه مليئة بالغبار، أراد هؤلاء المكلفون قتل تنظيمكم عمداً ولا يهمهم أمركم بقدر ما تهمهم مصالحهم، هذا هو سر بقائهم ينهشون في لحم يخرج منه الدود وتفوح منه رائحة نتنة ومحرم مثل تحريم الميتة والدم. التحية لكل الشرفاء والأبطال الذين لم يتلوثوا ويوصموا بالعار والخيانة التحية لمن لم يصبغوا بصبغة الفساد ولم يضعوا السودان في قائمة الدول الراعية للارهاب، وأعدكم إن شاء الله بمقال قادم أاوضح لكم فيه عجز المكلفين من دفع أجرة مقر هو كالمقهى تحكى فيه الحكاوى والقصص والروايات المخزنة في الذاكرة يرويها رواة مزيفون ومدعون لملْ الفراغ الذي يعيشون فيه ولتضليل الرأي العام أن موقفكم في غاية الخطورة يجب أن تحددوا وجهتكم إما أن تكونوا أو لا تكونوا.