ولاية وسط دارفور الولاية الوليدة، بقرار رئيس الجمهورية بتعيين الشرتاي جعفر عبد الحكم والياً عليها، وإعفاء واليها السابق يوسف تبن تدخل مرحلة جديدة في ترتيب تحديات الولاية ذات العمق السياسي الدارفوري والتاريخي، خاصة أنها ولاية تقاطعات ومحور مهم في عملية السلام والمصالحات المجتمعية، وبها مناطق وعرة ترتكز عليها حركة تحرير السودان (عبد الواحد) في أعالي جبل مرة، وتضم طريق نيالا / كاس / زالنجي المنفذ الوحيد الرابط بين غرب وجنوب ووسط دارفور، تمر به البضائع وحركة المواطنين من والى، كما أن الولاية تكتسب من منطقة جبل مرة البعد التاريخي لدارفور الكبرى وسلطنتها، بالإضافة الى زالنجي محلية الحراك السياسي ووادي صالح محلية التعايش والتمازج، وللشرتاي جعفر خبرات متراكمة في إدارة الولاية منذ أن كان معتمداً لمحلية قار سيلا مسقط رأسه، ثم والياً لغرب دارفور لفترتين كانت الولاية الوليدة جزءً منها، أما خبراته الإدارية فهو شرتاي دار (كلي) واحدة من الإداريات الأهلية لقبيلة الفور (وادي صالح)، ولديه قبول من شورى قبيلة الفور وشرتاي حواكير وسط دارفور ففي أعلى جبل مرة لديه صداقات مع الدمنقاوي (السيسي) وليس بعد الدمنقاوية إلا السلطان كرمز قبلي عند الفور. ولمعرفة أهمية وسط دارفور بالنسبة لقبيلة الفور أنها تقوم على حواكير وإدارات أهلية راسخة في تاريخ المنطقة والإقليم، هذه الحواكير قامت عليها المحليات السياسية للولاية مثلاً محلية نيرتتي تقوم على مناطق الدمنقاوي، ثم محلية قار سيلا وهي دار(كلي) رئيس الإدارة الأهلية فيها الشرتاي جعفر عبد الحكم،ثم محليتي مكجر وأم دخن شرتاوية دار(كبرى)، ومحلية بندس كذلك تقوم على شرتاوية (زامي بايا)، وقصدنا من هذا أن الشرتاي هم جزء من إدارة الولاية يشاركون المعتمدين في إدارة شؤون المواطن هناك، وأن هناك تحديات تواجه الوالي الجديد سياسية واجتماعية خلاف تحديات التنمية وبناء الولاية الجديدة، فعلى مستوى السياسي نجد أن معسكرات النازحين جزء من الحراك المجتمعي خلاف المعسكرات في الولاية الأخرى، وتعمل هذه المعسكرات بشيوخ يشكلون جسماً موازياً للإدارة الأهلية ولديهم حراك سياسي، أما على المستوى الاجتماعي هنالك تحديات الصراع القبلي الذي شهدته الولاية في أوقات سابقة وما تشهده الآن، ومن أبرزها صراع المسيرية والسلامات، الذي طال أمده وتأثرت به ثلاث محليات بالولاية ونتجت عنه حالة احتقان قبلي ربما تكون إحدى مبررات عملية الإعفاء والتعيين في منصب الوالي، وخطورة الصراع بين القبيلتين مسرحه تتعايش فيه قبائل أخرى يصيبها ما يصيب أطراف الصراع، فلذلك على الوالي الجديد القديم أن يسخر خبراته وإمكاناته لإدارة المصالحات القبلية بروح جديدة لإنهاء الصراعات غير المبررة من قبل الطرفين ومعالجة جذور المشكلة الاجتماعية بين قبائل الولاية، وإن لم يفعل الشرتاي جعفر بروح جديدة ومنهج جديد وحاسم في عمليات التصالح الاجتماعي ربما يهزم إن فشل في بيته، فأنت ابن الولاية وواحد من زعمائها وكبارها فإن لم تخرج بها من أزماتها فمن يفعل؟!. أن التحدي الأكبر الذي يواجه الوالي الجديد هو عملية التواصل والتحاور مع قاطني المعسكرات، خاصة أن معسكرات الولاية هي جزء من مدن الولاية، وفلا تستطيع أن تميز بين الأحياء والمعسكرات في بعض المدن والغالبية العظمي هم من أبناءالفور وجزء منهم لديه رؤى معارضة للنظام معلومة، فهذا الحوار على الأقل يقودهم الى الالتفاف حول النهوض بولايتهم، وتناسى تراكمات الحرب من أجل بناء المجتمع المحلي وإعادة الثقة في الإدارة الأهلية والتنفيذية، أما التحدي الاقتصادي فهو الدعوة الى العودة الى القرى وتجهيز الأرض للزراعة، وبها تحقق الاستقرار في الولاية. الى الوالي جعفر عبد الحكم: ينتظر عهد جديد تدير فيه الولاية في نسخة ثالثة معلوم دورك في التنازل عن السلطة من أجل السلام، فليس أمامك خيار سواء إدارة تكليفكم بعناصر جيدة تفرضها التحديات لا الموازنات، فأنت الآن تحكم (صرة دارفور) فإن صلحت صلح حال دارفور الكبرى، أعد ترتيب بيتك والتغيير ومنح المناصب للكفاءات وطرح البرامج والتنمية الطريق الى السلام المستدام، وإعادة المنطقة الى ما كانت عليه بوتقةً للتعايش ومنارة ومعلماً لسلطنة حكمت دارفور قروناً طويلة.