دائماً ما نسمع هذه العبارة أو نجدها مكتوبة في لافتات في الطرق السريعة ومعها عبارة اخرى لاتسرع اطفالك في انتظارك.. لكنها لا تفيد بعض السائقين الذين يعشقون السرعة والوصول في أوقات قياسية وكأنهم يريدون دخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية!! كأول سائق يعبر المسافة المحددة له في زمن قياسي .. لذا تقع الحوادث بسبب التخطي والسرعة الزائدة، وهذا ما أزهق أرواح اكثر من ثلاثين مواطناً يوم أمس الأول بطريق الخرطومعطبره.. وقد كان حادثاً مروعاً بمعنى الكلمة حتى أن غالبية الجثث كانت مشوهةً وصعب على أهلها معرفتها.. هذا بالإضافة للمصابين .. ورغم إيماننا بالقضاء والقدر، ورغم أن السائق قد توفى إلّا أن السرعة الزائدة والتخطي هي التي عجلت بالحادث، وكانت الشاحنة على موعد مع البص الذي دهسته تماماً .. فماذا يؤخر السائق اذا انتظر لدقائق أوثواني يتأكد بهامن امكانية نجاح عملية التخطي..؟إن معظم الحوادث بسبب استهتار بعض السائقين، وحتي الآن لم نسمع بمحاكمة أحدهم ولم نسمع حتي بتوبيخه.. أو ايقافه عن العمل ..فكثير من السائقين يخرجون سالمين في حوادث يروح ضحيتها أشخاص كثيرون!!!ويواصلون عملهم وكأن شيئاً لم يكن..وهذا أمر مرفوض، فيجب أن ينال بذلك العقاب المناسب والرادع، حتي نوقف فقداننا لاهلنا جماعات وأفراد .. وبالمناسبة ليس السائق وحدههو السبب فالطريق ايضاً فيه بعض المشاكل والسلبيات جعلت منه طريقاً للموت الثاني بعد طريق الخرطوم- مدني الذي حصد أرواح كثير من الناس وقضى على كثير من الآمال والأحلام .. ومنذ البداية وقبل أن تزيد أعداد ضحاياه للمئات، طالب الناس بتوسعته والتنبيه للمزلقانات التي تتخلله «لكن لاحياة لمن تنادي» فالطريق نفس الطريق،، والحوادث نفسها، ومن يريد الوصول سريعاً ما زال يتربص بحياة الناس .. بالمناسبه عندما تسافر في الطرق السريعة أو الطويلة تستغرب لحدوث مثل هذه الحوادث..! فقد تسير السيارة لاكثر من (10- 15) كيلو دون أن تجد سيارة اخرى على جانبيَّ الطريق، لذا يمكن للسائق ان يصبر حتى تنجح عملية تخطيه لمن هو أمامه لكن كما قلنا. ماذا يحدث الله أعلم .. والآن نحن لايسعنا إلا أن نترحم على الموتى ونسأل الله الشفاء للمرضى ونطالب المسؤولين بحسم مثل هذه الحوادث التي حصدت الأرواح،فقد فاقت معدلات ضحاياها معدلات الحروب..! فإذا كنا نبحث لها عن حل فالحوادث ايضاً تحتاج لحلول جذرية ..فالأموال التي تصرف في المفاوضات يمكن لنصفه أن يوسع الطرق التي لايحتاج اصلاحها لوسيط مشترك أو مبعوث خاص.. والى أن ينصلح الحال على كل سائق أن يتحمل مسؤولية الركاب بجدارة واقتدار، وأن يحسب حساب كل خطوةٍ واي فكرة تخطر بباله لأن اي خطأ يدفع ثمنه هو ومن معه.