بعبقرية يحسد عليها اكتشف الاتحاد المحلي لكرة القدم بود مدني أخيراً إن الحل الجذري لمشكلة ارضية استاد ود مدني يتمثل في فرش الملعب بالعشب الصناعي وكفى الله مسؤولي الاتحاد وعثاء الصيانة والترقيع السنوي وسياط الانتقادات الاعلامية التي انهالت على ظهورهم مؤخراً. وقال معتصم عبد السلام سكرتير الاتحاد في تصريحات صحفية انهم دفعوا بطلب للاتحاد العام لتحويل دعم الفيفا للاتحاد السوداني عبر مشروع الهدف لتنجيل استاد ود مدني بالعشب الصناعي أسوة باستادات الخرطوم وعطبرة وبورتسودان وما فيش حد أحسن من حد والعبارة الأخيرة من عندي ولم يقلها السكرتير. بالله عليكم سادتي ألا تبدو رغبة اتحاد مدني شبيهة بمقطع الدوبيت الشهير (زي ابل الرحيل شايلة السقا وعطشانة) فكيف لاتحاد يحتل موقعاً مميزاً في خارطة أكبر الولايات الزراعية بالبلاد تنعم بالمياه والأرض البكر وتحفها الحواشات والحقول الخضراء وتضم اكبر المشاريع الزراعية في افريقيا والعالم العربي وهو مشروع الجزيرة وعلى بعد مئات الأمتار من الاستاد تربض هيئة البحوث الزراعية بعلمائها وخبرائها ومهندسيها الزراعيين وحقولها البحثية والتجريبية. كيف لهذا الاتحاد وهو ينعم بكل هذه الامكانيات الضخمة المتاحة في متناول يده والتي يمكن استثمارها لتحيل ملعب ود مدني الى تحفة سندسية خضراء تتراقص خصلات نجيلها وتتمايل غنجا فيطرب لها اللاعبون ويستمتع الجمهور ويشيل الاتحاد (الشبال) وكيف له مع هذا أن يفكر مجرد تفكير في الاستعانة بالعشب الصناعي مع كل سوءاته المعلومة. عموماً نأمل أن يتراجع الاتحاد عن فكرته ويسارع بتعديل طلبه بحيث يخصص دعم الفيفا لاعادة تنجيل ملعب ود مدني بالعشب الطبيعي بعد اقتلاع النجيل الحالي الذي غرسته لجنة (الشان) وما أدراك ما (الشان) مع مراعاة تجديد التربة باشراف خبراء زراعيين متخصصين. عزيزي معتصم عبد السلام نرجوكم انسوا حكاية النجيل الصناعي.. فهذه فكرة شينة في حقكم كاتحاد وفي حق كل مواطن في ولاية الجزيرة . مدني لم ينجح أحد حزنت والله واتكسفت وأنا أطالع قائمة لاعبي المنتخب الوطني التي تم اختيارها مؤخراً من أندية العاصمة وعطبرة وشندي والفاشر وكادقلي والحصاحيصا بينما خلت تماما من اسم أي لاعب من ام المدائن ود مدني. ليس من حقنا بالطبع أن نلوم الجهاز الفني للمنتخب او نكيل الاتهامات لمدربه مازدا لأننا على قناعة ببؤس حالنا الكروي و(رحم الله امرئ عرف قدر نفسه) لأنني شخصياً وعلى سبيل المثال لو طلبوا مني ترشيح لاعب واحد فقط من مدني للمنتخب لفشلت في المهمة و(قبضت الريح) كما يشدو مبدعنا الراحل وردي. ولعل الذاكرة تعود بنا للوراء أيام الزمن الجميل في نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات عندما كان يشرف على تدريب منتخبنا الوطني الألماني سيزر الذي كان معجبا للغاية بكورة مدني وكان يتحين الفرص للهروب من العاصمة متوجها نحو ود مدني وهو يقول للمقربين منه انا ذاهب لمشاهدة مباراة اوربية بين الأهلي والاتحاد. ومن فرط اعجابه بلاعبي ود مدني اختار منهم عشرة للمنتخب فقامت عليه قيامة ناس العاصمة وأطاحوا به على الفور. فانظروا بالله عليكم سادتي اين نحن اليوم بواقعنا البائس مقارنة مع امسنا الجميل الزاهر.. حقيقة الدنيا ما دوامة.