طلبت مني الأستاذة آمنة السيدح إعادة نشر هذه المادة وقالت إن حجم (البنط) قد يكون منع الكثيرين من القراءة ولذلك نعيدها وخصوصاً أنها قد صادفت الإعلانات وما أدراك ما الإعلانات التي تضغط على «الحرف» و«المساحة» ولكنها تريح جيب الجريدة في هذه الظروف العسيرة. ü أخشى أن تنهار دفاعاتي واستسلم لدنيا «الوتساب».. فالعبد لله لا زال صامداً أمام هذه التقنية الجديدة والتي تنتشر كالنار في الهشيم في ثنايا مجتمعنا السوداني والذي يبدو «هشاً ووديعاً» أمام أي «صرعة» قادمة من خارج الحدود!! ü أصدقائي يلحون عليّ في الدخول فأقول «لا»، وكلمة «لا» كما يقول صديقي «عبد الله الحاج» هي في البداية حارة جداً ولكنها بتريحك!! ü الأصدقاء يعرضون عليّ منتجاتهم «الواتسابية» من خلال شاشاتهم الملونة ومع ذلك أرفض في عناد ولا زلت أتمسك بهذا الموبايل العتيق!! قلت لهم: يا جماعة الوزيرة قالت: استخدموا الواتساب بأدب!! ونحن والله في غنى بعد هذا العمر من دخول الفصول من جديد!! ü قلت لهم والله نحن مع التقنية والتطور وفي حاجة لهذا العالم.. ومع ذلك فالممارسة «الواتسابية» الموجودة الآن لا تشجع أمثالي من «التقليديين» للاستسلام بسهولة لهذا الوافد الجديد!! ü الواتساب يخلق عالماً افتراضياً خطيراً.. وقد سمعت عالمنا السوداني «د.الزين عباس عمارة» في إحدى الفضائيات العربية يحذر من هذا العالم الذي يتيحه «الانترنت» فالإنسان سيجد نفسه وبسهولة شديدة يعيش غربة حقيقية في مجتمعه.. و نحن الحمد لله أصلاً ما ناقصين فالغربة الحقيقية في سوداننا الحبيب دخلتنا من «رأسنا لي كرعينا» ونقوم بعد ذلك و«نتم الناقصة»؟!! ü يا أخوانا.. السودانيون دائماً «يسودنون»!! و«يقلبون» كل شيء جميل.. فهذا الواتساب بدلاً من توجيهه للعلم المفيد والرأي السديد والفكر «الرشيد».. فإننا ببساطة شديدة نحوله «لعشرة ونسة» «مسيخة» و«بايخة» جداً وممعنة في السطحية.. وربما يمكن القول إنها تعبر عن ناس فارغين لا أكثر!! فما معنى أن يتفرج الناس لمدة أكثر من عشر دقائق على «غنماية» تشرب في «قزازة» بارد!! أو تتحلق مجموعة حول رجل بدوي يبكي بحرقة ناقته التي نفقت في قلب الصحراء!! والأمثلة على «مثل» تلك «البياخات» كثيرة!! ü قد يقول قائل: هناك أمثلة مغايرة هناك أناس جادون في استخدام هذه التقنيات وتحويلها لأمر نافع.. ونحن نقر بذلك.. ولكننا نقول إن الزمن عندنا أغلى وأقيم والله من هذه الساعات الطوال التي بات ينفقها السواد الأعظم من شبابنا وبعض «كهولنا» أمام هذا الفضاء الساحر!! ü يا أخونا ويا أختنا ويا ابننا لو كان عندك فائض زمن فليكن في التواصل الاجتماعي الحقيقي بصلة الأرحام وعيادة المرضى وتفقد المحتاجين!! نحن الآن لسنا في حاجة لهذه الأجهزة «الذكية» والتي ننفق فيها أموالاً طائلة بلا «ذكاء»!! نحن في حاجة لأفكار ذكية تردم هذه الفجوة السحيقة التي ضربت علاقاتنا الاجتماعية السودانية القديمة السمحة!! ü قالوا إن المرأة أهملت مطبخها وأضحت أسيرة للواتساب من الصباح وحتى «العشية» والرجل «يشيل» وينقل في الوجبات السريعة من الكافتريات والمطاعم!! وفي لحظة صفاء سألته من أين يأتي بالمال لهذه الوجبات الفاخرة؟! فرد عليها ضاحكاً!! «شوفي».. «آخر ظهور» لغويشاتك كان «متين» في الدولاب؟!!.. ü وكل «ظهور» في الواتساب والجميع في «عقل»..!!