اختتم المشير عمر البشير رئيس الجمهورية والشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر أمس مباحثات ناجحة في قاعة الصداقة بالخرطوم، وقال أمير قطر الذي أنهى زيارة استغرقت (5) ساعات للبلاد، إن زيارته للسودان هدفت للتشاور وتعزير العلاقات بين البلدين.وأودعت قطر وديعة بلغت مليار دولار لدعم اقتصاد السودان.وأصدر رئيس الجمهورية أمس قراراً جمهورياً قضى بإعفاء كافة القطريين من تأشيرات الدخول للسودان كمبادرة من السودان، ومنح ضيف البلاد قلادة الشرف.وكشف علي كرتي وزير الخارجية أمس عن حوار مع المسؤولين بقطر بشأن تأشيرات للدخول لنظرائهم السودانيين، وقال إن المبادرة تهدف لفتح فرص الاستثمار وتسهيل فرص دخول القطريين للسودان، وأكد أن الخطوة تشمل كافة القطريين دون شروط «على أن تكون حاملاً للجواز القطري». وأنهى سمو الأمير زيارة رسمية للبلاد، وتوجه إلى الجزائر في إطار الجولة العربية التي يقوم بها.وعقد خلالها قمة ثنائية مع الرئيس البشير بقاعة الصداقة. وكشف وزير المالية بدرالدين محمود عن منح الحكومة القطرية وديعة استثمارية للبنك السودان المركزي لدعم احتياطات النقد الأجنبي، تبلغ قيمتها مليار دولار، وهي عبارة عن القسط الثاني بجانب اتفاق البشير - تميم على إنشاء مشروعين استثماريين للإنتاج والتصنيع الزراعي، مشيراً لإكمال دراسة الجدوى الخاصة بهما وسيتم تسليمهما لنظيره القطري على هامش الاجتماعات أمس، فضلاً عن توفير الدعم لمشروع لحفر ترعة مشروع كنانة. واتفق الجانبان على معالجة كافة المشاكل التي تواجه الاستثمارات القطرية القائمة بالبلاد. ودعا وزير الخارجية القطري خالد العطية كافة الحركات المسلحة خاصة التي لديها شكوك للانضمام للعملية السلمية، وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره كرتي بمطار الخرطوم أمس «نحن نشجع من لم ينضم إلى اتفاقية الدوحة»، مشيراً إلى أنها جاهزة للتوقيع لأي طرف. ووصف الزيارة بالموفقة، حيث التقى فيها سمو الأمير حفظه الله مع فخامة الرئيس، وتباحثا حول المواضيع المشتركة بين البلدين، وقدم شكره للسودان على حسن الاستقبال والوفادة، وتابع «رغم أن وقت الزيارة قصير إلا أننا تباحثنا في أمور كثيرة لاسيما العلاقات الثنائية والتعاون المشترك مع الإخوة في السودان، و تباحثنا أيضا في المشاريع القائمة وطريقة تسريع وتيرتها، وتكلمنا عن دارفور ومايمكن أن نقوم به سوياً فيما يتعلق بمشاريع تنموية». وأكد كرتي أن القمة المشتركة لم تبحث التوترات بين دول الخليج العربي، وقال إن «الزيارة معدة سلفاً وكان من المتوقع أن تتم في الأول من فبراير و تأخرت لأسبابها»، مشيراً إلى أن الزيارة في هذا الوقت يعني أنها مواصلة في طريق العلاقات الجيدة بين البلدين التي يسعي الرئيس البشير وسمو الأمير إلى تأكيدها وتطويرها للبحث عن مزيد من فرص التمدد لها في مجالات الاستثمار والتعاون الاقتصادي، وهذه الزيارة قامت لمناقشة موضوعاتها ولا علاقة لها بما جرى في الخليج مؤخراً». وأصدر الديوان الأميري الملكي بياناً صحفياً أدلى به سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر بمناسبة زيارته للسودان، وقال «يسعدني أن استهل وصولي إلى الخرطوم بتوجيه خالص تحياتي وتحيات الشعب القطرى إلى أخي فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير وإلى الشعب السوداني الشقيق متمنين له موفور الصحة والعافية ودوام التوفيق ولشعبه الشقيق المزيد من الرفعة والتقدم.. إن زيارتي هذه لجمهورية السودان تأتي تأكيداً لحرص بلدنا على التشاور والتنسيق المستمر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها تطورات الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية فضلاً عن سبل دعم وتعزيز علاقات الأخوة الوطيدة والتعاون بين قطر والسودان بما يعود بالنفع على شعبيهما الشقيقين.. أسال الله العلي القدير أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير ومصلحة شعبينا وأمتنا العربية والإسلامية».