قراء آخر لحظة الأعزاء أكتب لكم وفي نفسي كثير من الوجع والألم الذي يعتصرني فقد كثر الإهمال الطبي وأصبح منتشراً وشائعاً لكن إذا وصل الي الحد الذي سأرويه فعلى الطب في السودان السلام..! فقد حدث لي ولم يحدث لغيري ،أي أن القصة لا يوجد بها أي إضافة أو حذف لإنني عشتها لحظة بلحظة ، وسأرويها كما حدثت أنصفوني إن كنت محقة أو عاتبوني إن أخطأت ،، في يوم الخميس الذي وافق 13/مارس2014م كانت لدي عملية جراحية الساعة الثانية عشر ، حضرت برفقة أختي العاشرة صباحاً لتكملة الإجراءات.. إنتظرنا الساعة الثانية عشر بفارق الصبر ، مرت الساعتان ولم يأتي الطبيب الساعة تلو الساعة حتي أتت الرابعة ظهراً ، جاء الطبيب المنتظر ، تم إلباسي زي العمليات تجهيزاً لتلك العملية، ومازلت بهذا اللبس حتي التاسعة مساءاً، بعد كل ساعات الإنتظار تلك إكتشفنا أن الطبيب قد خرج ولم يتم حتى إخطارنا بذلك ،ماهذه المهزلة والفوضى العجيبة ؟،فرغت جام غضبي عليهم ! كيف يذهب الطبيب ونحن ننتظره من العاشرة صباحاً ..؟ هل هو عدم إحترام للزمن أم عدم إحترام للمرضى..؟ فقد يأمرك الطبيب بالصيام من 9 مساءاً حتي الصباح..! ويأتيك الرابعة عصراً وإذا كان المريض لديه سكري هل يستطيع الصمود أمام عشرون ساعة من الصيام(أتقوا الله ) الغريب جداً في الموضوع أننا إتصلنا بالطبيب من إدارة المستشفى ، رد وأقسم أنه لا يدري بوجود عملية أخرى ، حينما هاجمنا «السيسترات» جاء ردهن بتزمر وضيق إن هذا ليس من صميم عملهن فقط عليهن أن يجهزن المريض للعملية، وهذا من صميم عمل الطبيب المباشر ، توجهنا الي الطبيبة المسؤلة قالت هذا ليس من صميم عملي فقط علي أن أكشف على حالة المريض وأقيس ضغطه، إذا كانت حالته لا تسمح بإجراء العملية أرفع تقرير للجراح بذلك ،سألناها مهمة من إذاً ؟ ردت إنها مهمة الإدارة ،أما الإدارة فقد رمت اللوم علي الطبيبة ،إذًا هذا الفشل الذريع فشل الإدارة أم السيسترات أم الطبيبة أم فشل الجراح المشهور ، أم لإن نجاح الطبيب وثقته في مهارته العالية يعطيه الحق أن لا يأبه للزمن يأتي وقت مايشاء! ويخرج وقت مايشاء!! دون مراجعة جدول العمليات، علي إدارة المستشفى أن تضبط تلك المهازل التي تحدث وبصور أفظع فهذا مجرد مثال بسيط ناهيك عن الأخطاء المتوالية التي تحدث ويموت فيها أبرياء لا ذنب لهم ولا نحاسب من اخطأ بل ندع له متسعاً من الحرية ليتعلم في ضحية أخرى ،،تتوالى الأيام وتتفاقم المشاكل ولاندري الي أين تتجه بنا هذه البلد التي أصبحت غريبة عنَّا ، فالقضية ليست قضية مريض أو أثنين بل قضية كل المرضى داخل هذا البلد.. سؤال أخير- هل الطب مهنة إنسانية أم مجزرة مادية؟؟