يا ناس القروش..فيكم زولاً يدُقْ صَدْرُو، ويمشي أبو حراز، ويبني مسجد الشيخ دفع الله المصوبن على أحدث طراز..؟! فلهذا المسجد حكاية رواها ود ضيف الله في الطبقات.... قال:إن الشيخ ادريس ود الأرباب رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يأمره بابلاغ الحاج سعيد الجليلابي وكان من كبار الأثرياء الأتقياء، أن يبني مسجداً للشيخ دفع الله في أبو حراز..الشيخ المصوبن هو، الشيخ دفع الله بن الشيخ محمد أبو ادريس بن السيد دفع الله بن السيد مقبل، (911 1003م ) .. بلَغ الشيخ إدريس ود الأرباب الرسالة ، وأخبر الشيخ سعيد بن عبد الجليل بأمر الرؤيا ، لكن الشيح سعيد الجليلابي رفض تنفيذ الأمر، إلا إذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم يُوَجِّه له الأمر مباشرة، وقال للشيخ إدريس: «عليَّ الطلاق ما أبنيهو..أنا كافر، ما يَجِيني».!؟ ولم يتأخر عنه خير الأنام ، فبعد ليلة واحدة من حليفَته أمام الشيخ ادريس ، رأى النبي صلى الله عليه وسلم ، ووجه له الأمر مباشرة ببناء المسجد، فامتثل الأمر ،وحمَّل سبع مراكب من الطوب وتوجه بها من الغرب نحو أبوحراز، وقام بتشييد المسجد.. ويقول بعض أهل الخير والصلاح، إن قبلة مسجد الشيخ دفع الله بأبي حراز، هي قبلة تحقيق لأن وضع أساس المسجد كان بحضور اربعين رجلاً من أهل الكشف.. ومنذ تأسيسه في سنة (941م ، 1024 هجرية) ، و المسجد يؤدي رسالته الدينية، داراً للعبادة وجامعة كبرى للتراث العلمي الاسلامي ، وتخرَّج فيه رجال ، منهم الشيخ محمد بن الشيخ عبد الله الطريفي ، والشيخ محمد بن مدني السني، والشيخ حمد ود الترابي، والشيخ فرح بن تكتوك ، والشيخ مكي الدقلاشي، والشيخ عبدالله الحلنقي، والشيخ أحمد أبو فلج، والشيخ أبو الفتح السواكني ، وغيرهم ،، من العلماء الأجلاء والصوفية الناسكين المحققين .. ولم تقطع منه الجمعة والجماعة ، ودراسة القرآن و العلم ، إلا في فترة وجيزة من تاريخه في زمن الخليفة عبدالله التعايشي في سنة 1304 هجرية ،أي قبل مجاعة سنة ستة بعامين..! وذلك عندما أمر التعايشي المواطنين بالهجرة الى امدرمان. وعندما مرَّ القائد المهدوي الزاكي طمل على مدينة أبوحراز في طريقه الى القلابات لحرب الأحباش ، وجد المسجد قائماً، فأمر بهدمه مع بقية المنازل الخالية بحجة انه يخشى أن يتخذها جيش الأتراك سواتر يحتمي بها، ويوجه ضرباته من داخلها على جيشه، لأنه اتخذ أبوحراز منطقة تجمع لجيشه واقام بها شهرين.. و بعد زوال حكم الخليفة عبدالله التعايشي ، ورجوع الناس إلى أوطانهم ، عمُرَ المسجد من جديد فوق أثاثه القديم، في عهد الخليفة الشيخ حمد الناجي، وعُقِدت فيه الجمعة واقيمت فيه الجماعة، ودُرِّس فيه القران والعلم ، وقام بتجديده في العام 1936 الخليفة الشيخ الحسن الناجي. وفي ثمانينيات القرن الماضي أضاف اليه الخليفة دفع الله الشيخ حمد الناجي العقودات والمئذنة ومصلى النساء، وفي عهد خليفته الحالي الخليفة عبدالرحمن الشيخ دفع الله ، تمت إضافة الجزء الشمالي للمسجد.. يا ناس القروش..من يبني مسجد الشيخ دفع الله المصوبن، على أحدث طراز وأجره على الله..؟ ناس الله في خير، والخير في السودان كتير ،وأحفاد الشيخ دفع الله ومريدوه وأحبابه يسدون عين الشمس، وجزى الله السَّادة العركيين خيرالجزاء، لقد علَّمُوا النَّاسَ، و حَفَظوا المكتوم ... و « دَفَنواْ السِرْ، في عَقَبةْ وْ صَيّْ»....!