الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى وبعد: قدمت لي دعوة من المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي للمشاركة في اجتماع بقاعة الإعلام بعنوان دور القطاع الأهلي (الطرق الصوفية والإدارة الأهلية) في الحوار الوطني، وذهبت، وحضر جمع من المشايخ وعمد وزعماء قبائل من دارفور والشرق، وافتتحت الجلسة بالقرآن العظيم ثم كلمة من الأستاذ أحمد حسب الرسول بدر، طالب فيها بإرجاع الحقوق المسلوبة من الإدارة الأهلية إداريا وقضائياً، ثم تحدث بعده وزير الإعلام الاتحادي د/ أحمد بلال عثمان في كلمة صادقة ومعبرة خرجت من قلبه ونور إيمانه بالله تعالى، حيث ذكر أن البلاد الإسلامية فتحت بالجهاد ما عدا السودان الذي لم يفتح، لأن اتفاقية البقط صلح، وإنما فتح عن طريق علماء وشيوخ التصوف وانتشر الإسلام، وذكر أن التأثير على أرض الواقع إنما هو للصالحين أهل المسيد، وثمن دور أهل التصوف، وبشفافيته المعروفة ذكر أن الإدارة الأهلية والطرق الصوفية أضعفتا بفعل الساسة والسياسة، وأن أزمة السودان الآن تحتاج لدور هاتين الشريحتين وهم السواد الأعظم، ثم ذكر أن من أسباب ضعف الطرق الصوفية أن الجيل المعاصر بعضهم لا كلهم يتعامل تعامل الأنداد والزعماء بسبب الخلافات (وهو يشير إلى البعد من المنهج ولبس جلباب التصوف من غير أهله)، ويصعب إدارة الزعماء والأنداد، ثم تلاه الأستاذ السماني الوسيلة الشيخ السماني وهو وزير اتحادي سابق وتحدث أن من إشكاليات الإدارة الأهلية التدخل فيها بالتعيين، وأن هذا خطأ بل الكفاءة هي المعيار، وأن من أسباب ضعف دور الطرق الصوفية تدخل السياسيين في تعيين الخليفة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ونوه الى أن هناك شيوخ تصوف لا يملكون من المقومات إلا التردد على مكاتب الحكومة لطلب العون والمال وليس لهم أي دور (وهو يشير لما أذكره في محاضراتي دائماً صوفية أرزاق، صوفية رسم وشكل، أهل الحق صوفية الحقائق والمعرفة) وعضد ماذكره وزير الإعلام أن هاتين المؤسستين هما من يحلا مشكلة السودان على أرض الواقع بصورة أكبر. وجاء د/ عباس كورنيا الأمين العام للمجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي وأصّل للحوار وذكر أن أعلى قيمة للسياسيين هي الشورى، أعلى قيمة للصوفية القدوة الحسنة، وأن إنسان السودان يتأثر بالقدوة الحسنة والأخلاق، لأن التصوف خُلق من زاد عليك في الأخلاق زاد عليك في التصوف، وذكر أن أهل التصوف والإدارة الأهلية هم الركيزة الأساسية في حل مشكلة السودان، وحصلت مداخلات من زعماء القبائل فجاء(أبو سن) ناظر الشكرية وقال لماذا لا يشكل وفد من شيوخ الطرق الصوفية والإدارة الأهلية للجلوس مع الحركات المسلحة، ويعتبر هذا عدم عدل. في الشورى من الدولة، وأنها غيبت هاتين الشريحتين، وقال (أمبيكي) أحاورهم ونحن لا؟؟ وفي كلمتي قلت: الأمن الفكري في خلل، لأن الدولة تصدق دور ومراكز للشيعة وفيها يوزع كتب ومنشورات سب الصحابة، ووجود الجماعات التكفيرية تحت مسميات مقبولة وظواهر قتل شيخ موسى الصابونابي وذبح رجل في قبة بالأبيض، وذبح آخر بأم ضواً بان، ومحاولات اغتيال أزرق طيبة وحرق القباب، والإعتداءات بالأسلحة البيضاء وغيرها على عصري الشيخ حمد النيل بأم درمان، ومقتل الدبلوماسي الأمريكي ومعسكر السلفيين الجهادييين بالدندر، ومسائل المناهج الدراسية، وظهور المتشددين في تلفزيون السودان (فتنة التكفير والتفجير) وتغييب علماء التصوف من إدارة مؤسسات الفتوى بالبلاد (مجمع الفقه وهيئة علماء السودان)، طالبنا مع التحديات الأمنية والإقتصادية والفكرية إشراك علماء التصوف في إدارة الحوار، وعقد مؤتمر عاجل لأهل التصوف بالسودان واستئصال الأيادي المتطرفة من مؤسسات الدولة والعودة للشريعة الإسلامية. وخرجت التوصيات بعقد مؤتمر عاجل وإعادة الإدارة الأهلية بكل سلطاتها، وتمكين الطرق الصوفية إعلامياً وفي المناهج، وفي السلطة التنفيذية اتحادياً وولائياً، فنحن مع الحوار والبناء بأيادي أهل السودان مجتمعة دون إقصاء أحد، وعلى من يحمل السلاح الاقتناع بهذه المبادئ. üخادم العلم الشريف بالسودان