الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى وبعد: رحم الله الشيخين العالمين محمد الطيب قمر الدين الكتيابي (خريج معهد أم درمان العلمي (1924) والذي ملأ مدينة كوستي بالعلم، تارة مختصر خليل وتارة أصول الفقه وتارة مصطلح الحديث وتارة ألفية ابن مالك في النحو والجلالين في التفسير وغيرها من الفنون. والعلامة الراحل الشيخ الطاهر محمد سليمان الذي جمع بين العلم والعمل وخلف بمدينة كوستي أكثر من عشرين فقيهاً لهم حلقات علمية مرورًا بالخليفة محمد آدم والشيخ رمضان إدريس والشيخ عبد الله محمد صالح والشيخ كمال جمعة وآخرين من العلماء، وقد انتظموا في رابطة علماء أهل السنة، ودأبوا على تخريج طلبة يدرسون في حلقات علمية ، وإقامة أسابيع علمية بحضور علماء آخرين، فرحم الله الدينمو المحرك الذي لا يهدأ له بال ويسهر الليالي لإخراج الأسبوع في ثوب علمي رصين، الشيخ عبد الله التاج والعلامة رمضان إدريس والشيخ مبارك سعيد والشيخ محمود بلك، وبالفعل في الجمعة السابقة 3/5 افتتح الأسبوع العلمي تحت شعار(محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)، في زفة فيها الآلاف من الطلاب وأهل النيل الأبيض وفيهم معتمد كوستي، وقيادات الشرطة، ورئيس الجهاز القضائي وآخرين، واصل العلماء لمسائل الصحابة رضوان الله عليهم وردوا الشبه، وفي اليوم الواحد وبميدان الحرية تقام ثلاث محاضرات واحدة نهارية واثنين بالمساء بواقع (21) محاضرة في الأسبوع وتفتح الأسئلة ويجيب العلماء. وفي وجهة نظري أرى أن أهداف الأسبوع تتلخص في الآتي:_ 1- تأصيل ورد للشبه التي يسوِّقها خوارج العصر الروافض والمجسمة في الأصول والفروع. 2- تنشيط العمل الدعوي بالولاية ورفع همم الطلاب. 3- إظهار وجوه علمية أخرى من خارج الولاية كعلماء جمعية الإمام الأشعري (العلامة الشيخ / فتح الرحمن أبو الحسن والشيخ / البدوي التجاني فارس المسائل والمكتبة المتحركة با بكر المحاسبي). 4- ثورة علمية فكرية تأصيلية في منهج التصوف، وتجديد لمنهجه الأصيل (العلم قبل العمل) ومحاربة لأدعياء التصوف (صوفية الأرزاق والرسم والشكل). 5- مشاركة مجتمع الولاية والسودان ككل في هموم وقضايا أرْقت الخاص والعام ، والغرض ربط النسيج الإجتماعي في القواسم المشتركة، ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم ومنهجه وأصحابه بما يحقق الأمن الفكري والسلام الاجتماعي. فالتحية للشيخين العالمين عبد الله التاج ورمضان إدريس والتحية لتلميذ الشيخ الطاهر محمد سليمان وخريجه الأخ الوزير بالنيل الأبيض طارق بريقع صاحب المهنية العالية والحكمة والأدب الجم. وأخيرًا يا ولاة الأمر بولاية النيل الأبيض وفي السودان سخروا أكبرالإمكانيات لدعم رابطة علماء أهل السنة بالإهتمام بالعلماء وحلقاتهم وطلابهم ومطلوباتهم، لأنهم هم من يحفظ الأمن الفكري بالولاية لمحاربة التطرف التكفير والتفجير والغلو (شتم الصحابة).