الاستاذة نهلة علي الشريف لك التحايا والاحترام.. وبالأمس تحليت بالشجاعة الكافية.. ونشرت هجومك الفطير والبائس على شخصي نشرته رغم بؤس لغته وفقر حروفه وجدب تعابيره واضطراب فقراته اليوم أحاول أن أرد عليك ولكن بأكثر الحروف نصاعة ونظافة وأروع العبارات أناقة وأفخم الكلمات روعة.. أرد عليك متسربلاً بأدب بالغ لأن أبي وأمي أدباني فاحسنا تأديبي. وقبل الخوض في ردنا عليك والذي لن يستغرق من الزمن اكثر من دقيقة ومن الحروف ليس أكثر من سطر يتيم.. قبل الخوض في ذلك دعيني أقول إني لست في حاجة أن اسأل عنها دول الخليج عامة والسعودية خاصة.. لسبب أنصع من ليلة اكتمل فيها القمر بدراً.. وهو اني أمدرماني ميلاداً ونشأة.. ومن قلب ود نوباوي الذي شهد وما زال يشهد كل أيامي.. أنا أعرف أمدرمان شبراً.. شبراً.. أعرف عراقة بيت الدكتورة سعاد وأرجله الراكزة في تربة الوطن العظيم.. أعرف بهاء وروعة اسهاماته في هذا الوطن «ديناً وتاريخاً».. أعرف أن من بين أفراده له صفحة مضيئة في تاريخ الوطن.. وتحديداً في أحشاء وقلب الدولة المهدية كان ممسكاً في جسارة براية العدل والعدالة في حكم المهدية وهل مثل هذه العائلة ومصابيحها المبهرة تغيب أنوارها عن عيوني.. اذاً أكون اعشى.. بل أعمى.. الآن نذهب إلى البروف سعاد.. ويكفي هذا القلم شرفاً وهذه المساحة ألقاً انها من ساند في جسارة مواقف سابقة اتت بها البروف سعاد.. ناصرتها في حزم وعزم وضراوة عندما استدارت يوماً لتواجه كل زملائها في المجلس الوطني وبعد أن اجازوا القرض الربوي ثم قالت كلمتها التي يسجلها لها التاريخ بمداد من ذهب مذاب «يخسي عليكم».. في كل مواقفها التي اطربتني وابهجتني وأدهشتني فقد كتبت فيها- في البروف سعاد- ما لم يكتبه البحتري في «المتوكل». الأستاذة نهلة.. يقول السيد المسيح.. «ماذا يفيد المرء اذا ربح العالم كله وخسر نفسه».. انا يا أستاذة.. ما خسرت نفسي يوماً ولن أخسر نفسي.. أكتب وكتبت عن البروف سعاد عند كل موقف مضيء ومشرق يملأ عيوني وصدري وعقلي بالأفراح وجماعتها بل أنا اصادم في ضراوة فكر وأفكار إخوانها.. ولكن ان يصمت قلمي عن الاشادة عند الاحسان وبديع المواقف أكون قد اندفعت تماماً في خيمة «الشيطان الأخرس». استاذة نهلة.. لو قالت البروف سعاد.. إن 3/4 المؤتمر الوطني «حرامية» أو لو قالت إن 3/4 حزب الأمة حرامية.. أو لو قالت إن 3/4 الاتحادي الديمقراطي «الأصل» حرامية بل دعيني أقسم لك بالشعب والأيام الصعبة انها حتى لو قالت إن 3/4 الحزب الشيوعي حرامية.. أقسم لك اني ما كنت قد كتبت حرفاً واحداً عن كل الأمر.. ولكن البروف قالت إن 3/4 الشعب السوداني حرامية حتى ان البروف لم تستثني حتى النساء.. هذا هو الذي جعلني اهب عاصفة ليست أقل من «صرصر» تلك العاتية.. تخيلي أن يكون 3/4 الشعب حرامية اذاً متى تقوم القيامة.. وأليس باطن الأرض خير من ظاهرها.. هاك مثالاً.. ووفقاً للقانون «قانون الرياضيات» التي ارست قواعده البروف إن 3/4 شعب السودان من الحرامية.. تكون أي أسرة مكونة من ثمانية أفراد حتماً ويقيناً وطبعاً هناك ستة من أفرادها حرامية.. ثم دعيني اسألك سؤالاً.. هل تتشرفين أنت- استاذة نهلة- بأن تكوني فرداً من شعب 3/4 حرامية؟ ختاماً لك الود.. واعلمي أني ومن فرط تكريمي واحتفائي وتقديري وتوقيري للمرأة عموماً وللبروف سعاد شخصياً.. طلبت وفي عريضة فتح البلاغ أن تكون المحاسبة تنظيمياً ومن رئيسها المباشر البروف غندور وكل المطلوب هو اعتذار لشعب احبه كثيراً وأفخر به دوماً وأجله أبداً.. مع السلامة