ولم أسمع ولا رأيت حكومة في العالم تسجل أهدافاً عكسية في مرماها.. مثل حكومة الإنقاذ.. لست أدري هل هو ضعف وبؤس في قدرات خط الظهر أم هو سوء تقدير للكرات الطائشة العابرة لخط 18، والتي يصطادها متوسط الدفاع.. أو (الاستوبر) أو طرفي الدفاع من (مسَّاكين) و(قشاشين)، ليضعها أي من هؤلاء على الصدر ثم ينزلها أرضاً ويستدير ويواجه مرمى الانقاذ ليضعها قنبلة في الشباك وعلى يسار أو يمين حارس المرمى. كتبنا قبل ذلك عن العناصر التي تأمل وتتمنى وتعمل لتفكيك الإنقاذ وتسريح قادتها، وكنا ورغم أننا في الضفة الأخرى من الإنقاذ بل نحن أو (أنا) والإنقاذ خطان متوازيان لا يلتقيان إلا في كراسة (بليد) أو نلتقي هناك في يوم النشور لنقف وجهاً لوجه أمام (الميزان) ذاك الذي لا يظلم أحداً.. ثم رغم أننا والإنقاذ نقيضان إلا أني وفي تلك الأيام وعملاً لله والرسول كنت قد قدمت مخاوفي على الإنقاذ وما زلت أكررها.. انه لا المعارضة ولا الطابور الخامس ولا الحصار الامريكي ومعه الامبريالي والصهيوني ولا حتى(الناتو ذاتو) كل هؤلاء وأولئك ليسوا هم الخطر على الإنقاذ.. الخطر على الإنقاذ من داخل(تيم) الإنقاذ والخطر على الإنقاذ هو(عمايل) الإنقاذ نفسها. أكيد (عايزين) أمثلة وشواهد.. مثلاً ها هي مظلة مائلة قد انفرطت في سماء الوطن مكتوب عليها بأحرف بارزة وبألوان صارخة يقرأها حتى الأعمى تحمل كلمة واحدة اسمها (الفساد) راجعوا الأسماء راجعوا (الصور) التي تحتل وجه وظهر وأحشاء الصحف هل في كل تلك الأسماء.. في كل تلك الصور المتهمة بالفساد هل تجدون فيها اسماً واحداً.. شخصاً واحداً من غير أبناء الإنقاذ البررة.. وابتداء هل من مواطن سوداني واحد لايحمل «زمالة» الاخوان أو بطاقة المؤتمر الوطني، يستطيع أن يحتل مكاناً في تلك الدوائر الضيقة.. وهل تلك الدوائر مبذولة لغير أهل الجلد والرأس أو من أهل الثقة؟ وما زلنا نعدد المخاطر التي تحيط بالإنقاذ إحاطة عساكر «الصهاينة» بمقاتلي «تل الزعتر» والحكومة «تشيل أصبعها وتطبظ عينها» تفجر قضية بالغة الخطر شديدة الخطورة.. بل تمنح المجتمع الدولي فرصة عمره أو كعادة أفراد خط دفاعها تمريرة أشد روعة وأدق مقاساً من أي تمريرة يهديها دوماً «جيرارد» قائد ليفربول للقناص المرعب «سواريز» ها هو العالم بكل عنفه وعنفوانه يسمع بل يرى بعض من أفراده وليس عبر الفضائيات أو الوكالات أو الإذاعات.. بل من داخل قاعة المحكمة محاكمة المتهمة بالردة «أبرار»، أو «مريم»، وها هو مولانا رزق الذي «تحلل» بعض الجهات الدولية، خطبه الراتبة في مسجد الخرطوم لتعلم اتجاه الريح وإلى أين يسير الوطن.. ها هو مولانا رزق يطلق تصريحاً تحمله موجات الأثير ليعم فضاء الدنيا، وهو قوله: إن حكم الردة صحيح ولكن «المرتدة» مجنونة.. صحيح أن مولانا يعني أن حكم الإعدام على المرتد هو الصحيح، ولكن وبكل أسف فقد خرج التصريح أو الخطبة في صياغة توحي بأن مولانا رزق يؤيد حكم الإعدام رغم أن المتهمة بالردة مجنونة.. وحتى وإن لم يقصد مولانا ذلك أؤكد لكم أن بعض الجهات وغالباً هي جهات خارجية سوف تحاجج بالتصريح «الملخبط». الآن هل أدركتم كيف أن الحكومة تسجل الأهداف في مرماها المكشوف ليس أمام لاعبي المعارضة، بل إن المعارضة يمكنها الآن أن تنام ملء جفونها عن شواردها، لأن مهمة هزيمة الإنقاذ تقوم بها أقدام إنقاذية أصيلة وأصلية.. بالمناسبة أنا لست ختمياً ولا اتحادياً لا أصلياً ولا مسجل، ولكن هل يكون ماحلّ بالإنقاذ والأحبة في الإنقاذ هي دعوة صادقة ظللنا نسمعها في تنغيم من منشدى «الخلفاء» «اشغل أعداي بأنفسهم وابليهم ربي بالمرج».