لا أحد ينكر أن الاتحادات العمالية هي الكيانات الأقوى في العالم.. ولا أحد يستطيع تجاوزها.. ولعل أهميتها تأتي من قربها من عضويتها واستطاعتها لتحريكهم في أي وقت تراه.. لذا دائماً ما تعمل لها الحكومات الف حساب، وقد وضع الاتحاد العام لنقابات عمال السودان بصماته واضحة في تاريخ السودان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.. فهو الذي يدافع بلسان «سنين» ويد «قوية» عن حقوق العمال ولايتهاون فيها.. وإنه يحافظ على ذلك من خلال قانونه القوي.. كما أن ثقة منسوبيه فيه تسنده و تزيده شراسة.. ولعل مواقفه التي نشهد عليها، وقد كنت أحد الصحافيين الذين يقومون بتغطية(دائرة) اتحاد العمال منذ أن كان يجلس عليه شيخ النقابيين تاج السر عابدون ورفاقه.. وقد كان يتعامل بحيوية وشفافية وقوة في وقت كانت فيه قبضة الانقاذ قوية جداً ولعله كان سبباً في حل مشكلة (مرتبات المعلمين) وتم تحويلها من المحليات لوزارة المالية الولائية.. وبعدها توقفت الإضرابات، واستقر التعليم وغيرها من المشاكل التي تم حلها في كل مراحل الحل، ولعل تبني اتحاد العمل لكل المجالات جعله لا يغفل جانب الثقافة!! ومعروف أن غالبية المبدعين في بلادي من هذه الشريحة، لذا أعلن الباشمهندس يوسف علي عبد الكريم رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال السودان ورئيس لجنة المهرجان انطلاقة المهرجان الثقافي العمالي الأول الذي يقام بالتعاون مع وزارة الثقافة وإشراف وزيرها الشاب الطيب حسن بدوي، ولعل عظم الاهتمام به جعل رئيس الجمهورية يقوم برعايته رعاية مباشرة، وكما أن هناك إشادة أخرى تؤكد أهمية المهرجان وهو شعاره (الثقافة طريقنا للإنتاج والجودة الشاملة).. ولمن يعرف الثقافة جيداً ويعرف ضروبها يعرف أنها بالفعل الطريق للجودة الشاملة.. ولعل غيابها من كل المجهودات التي تقوم بها يجعل أعمالنا مبتورة لأننا نحصر الثقافة في مجالات محدودة.. وحتى المجالات الشعرية والفنية والغنائية التي نحصر أهتمامنا بها لا تعطيها مكانتها التي يجب أن تنالها.. ولعل المبدعين في هذه المجالات لا يجدون حظهم الكافي من التقدير الاجتماعي، ولعل اهتمام العمال بالجانب الثقافي قد ينزل على الثقافة برداً وسلاماً على المثقفين والمبدعين من العمال، الذين هم جزءاً كبيراً ومؤثراً في المجتمع.. وبما أن هذا المهرجان خاص بالعمال وسيعم كل ولايات السودان- فسيكون له التأثير الأكبر في المجتمع.. وطالما أن هذا المهرجان الثقافي الأول فأننا موعودين باستمرار المهرجان في السنوات القادمة الشيء الذي سيؤدي لحراك ثقافي قوي في كل الولايات.. ولن ننسى هذه الرسالة وهي- اهتمام الدولة بها على مستوى رئاسة الجمهورية من مراتب التهميش الوزاري إلى مراتب الاهتمام الحكومي.. لذا نحن سنتابع المهرجان وسنتابع زيادة الانتاج والإنتاجية وتجويد الأداء.. فالثقافة هي وقود أي عمل.