الى صاحبة الحواف الأستاذة نازك هذه الرسالة نأمل أن تأخذ حقها في النشر عبر مساحتك المقروءة (حواف حادة).. في ظل انشغال الأحزاب والحكومة بالحوار الوطني تناسوا الانتباه الى أهم الأشياء التي تساعد في بناء عقلية الأبناء لكي تبني في المستقبل دولة عظمى تنافس مع الأخريات في العالم بأكمله... الصرح الأعظم المكتبات المدرسية التي- للأسف- نفقدها اليوم في مدارسنا بمختلف مراحلها، ولا شك أن فقدانها هو سبب جزء من افتقار الطلاب للغات والتاريخ السوداني، لأن الطالب يعتمد فقط على المقررات والمناهج الدراسية التي لا تلبي الاحتياجات المعرفية التي تناسب هذا العصر عصر انفجار المعرفة. المكتبات المدرسية ومن أهم أنواع المكتبات، وهي تلك التي تلحق بالمدارس في مختلف المراحل، ويشرف على إدارتها وتقديم خدماتها أمين لها.. وتهدف الى خدمة مجتمع المدرسة (المعلمين، الطلاب). تحدثنا كثيراً عن أهمية عودة المكتبة المدرسية لاسيما في الظروف التي نحن فيها، وهي الابتعاد عن القراءة والاهتمام الزائد من قبل هذا الجيل بالعولمة، ومايسمى بمواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت سلبياته أكثر من إيجابياتها. الجمعية السودانية للمكتبات والمعلومات جمعية مهنية طوعية تهدف الى الوعي المعلوماتي في المجتمع، ونشر المعرفة من خلال لجانه المختلفة والمتخصصة، إضافة الى ربط المهنيين ببعضهم البعض. ولعل في سبيل تحقيق أهدافها قامت الجمعية بعقد عدة مؤتمرات محلية وعربية وورش، لاسيما في المكتبات المدرسية التي هي محور مقالنا اليوم، مشروع قيام المكتبة المدرسية وإعادته من جديد لكنه مجهود ضخم يتطلب دعم الجميع من مؤسسات مجتمعية وحمله إعلامية لتحقيقه، إن المكتبة في حد ذاتها مهمة ويجب الالتفات لذلك، لأن البعض يعتبرها شيئاً ثانوياً وليس ضرورياً، والبعض يعتبرها شيئاً ثقيلاً على الطالب، لأن مافيه يكفيه من مقررات ومناهج . وما نريد للوصول اليه مكتبة مدرسية لكي ينهل منها الطالب المعرفة ويكونوا أصحاب عقول مفكرة تحافظ على السودان وتبنيه من جديد اقتصادياً اجتماعياً سياسياً. عمرحاتم اخصائي مكتبات ومعلومات من الكاتبة: أشكر الأخ عمر لاهتمامه بدور المكتبات في التنوير المعرفي وتثقيف الطلاب وتنمية عقولهم ونحن نضم صوتنا الى الأخ عمر ونثمن الجهود التي تسعى لإعادة المكتبات المدرسية التي كان لها دور بارز في بناء قدرات وعقول التلاميذ.