مدخل أول.. أقول شأنك يا ابن آدم في الدنيا.. (سويعات) وترحل.. شأنك في الدنيا رضاء الله عنك لعلك تدنو ثم توصل.. ولا تعمد على المخلوق جرم ولا تبخس حصاد القوم تؤثم.. ولا تسلب حقوق الغير ظلماً تعلم ثم أعلم.. ولا تنوي بترفيع العيون ولا تعلو علواً في تباهي ثم يأتي اليوم تندم.. هناك سعيد (يلازمه الحميم فلا تدري بأن الوقت يجري في ثوانٍ مصيرك يا أخي في زوال).. عليك بتقوى الله أبسم.. دع الأعمال حمداً لا انقطاعاً وخلق الله تدعو اليك بالآية أرحم.. وأبقى على الحسنات نهجاً صفاء القلب عنوان معظم.. أصدق كي تصدق جواز مرورك لا شك حتماً . أقول من هنا يتضح جلياً مقولة مأثورة في خاطري، استمعت اليها من رجل مشى بين الناس صادقاً ومصدقاً ورحل من الدنيا وهو باسم.. كان إذا تحدث اليك تمهل.. يتفقد الأحوال ويقيم الأفعال ويعشق الأطفال ويحترم الكبار.. لا تشغله هموم الدنيا ومحدثات العصر يتقرر بحب صادق ولا يرجى غير رضاء الحق وسنة الحبيب المصطفى. قال لي ذات مرة.. في لحظة صفاء.. أصدق تصدق قلت له كيف يكون ذلك.. قال لي الصدق من صدر الإيمان.. فإن تحدثت كان ميزانك المعتدل وسط القوم وإذا رميت وعداً وأوفيت نلت مساحة من القبول.. وإذا توفر فيك الصدق كنت معتدلاً في جل معاملاتك.. لتنال موضع النبل والعدل في أقصى درجاته.. وجلست بين الناس محبوباً ومرغوباً ومهاباً.. فكن صادقاً تجثو عندك كل المقامات.. فالصدق حقوق الغير.. ويضعك في مصاف الإئتمان.. فإذا أرتقيت لا تصاب بفخر الدنيا وإذا انتهيت أي نقص عندك المال لم تهتز أو تصاب بوجل. أقول الصدق هو ريحانة القلب يحس صاحبها بأنفاسها كنسمات تزاوره ليلاً ونهاراً، وتجعله في إضاءات يلتمسها الآخرون من خلال نظراتهم إليه. الصدق إشارات مضيئة صاحبها لا يصاب بوهن ونزاع داخلي، ولا يختل ولا يتوارى فجراً، تراه دائماً يمشي بثقة ويتحدث دون أن يهاب أمراً ما.. كل الأمور عنده بمرئيات تعكس المسائل على شاكلتها دون حذف أو تعديل فتكون الرؤية لديه معتدلة ومقنعة ليكتسب الأريحية فتذوب عنده كل المعتقدات السالبة.. لأنه نشأ في أجواء معافاة مبدأها تواصع الحياة وصدق القول.. أحذركم ونفسي بالصدق فإنه عنوان الإنسان المؤمن، وخير معين للنجاح في الدنيا والآخرة.. والمؤسف في زماننا هذا اهتزت الثقة وباتت الأمور مهزوزة في أركانها تحتويها الشكوك في كل أوجه المعاملات.. وغابت عناصر العرفان واختلت دوافع الإنفتاح.. وانفض وجه التعامل.. وأضحت الضمائر تلاحقها الشكك.. كل ذلك لأن الصدق شح تماماً.. فتوقف دوران المعاملات. حكى لي رجل وهو تاجر قديم أقعده الزمن.. ولكن تحس في نبراته صدق الحديث... قال لي في عهدنا كنا نتعامل بأعراف السوق.. القول الصادق والوفاء بالوعد.. كانت الأمور والمعاملات تمشي على نسق، والحياة تبتسم للجميع والأنفاس تستنشق الهواء العليل والقول الجميل، وديارنا يعمها الخير الوفير لا ضجر يلازمنا ولا نفاق يتابعنا، تتحسس الحياة بسعادة مطلقة ونتذوق الطعام بشهية.. ولا أداء يرهقنا ولا ضوضاء تزعجنا، ننام بهدوء ونصحو على شمس يوم هادئ في كل خصائصه المتزنة. من هنا تبدو المسائل واضحة في جدولتها الزمانية والمكانية، فكلما تلاقت الأنفس بصدق كلما أدركنا أوجه الاستقرار في كل ضروب الحياة.. فصدق التعامل يؤدي إلى روح التواصل بقناعات ترضي الجميع. أقول الذي يحدث الآن تلازمه الخصومات وتهزمه الخيانة ونحبسه في دائرة الاحتدام والقهر، وكم هائل من الظلم والمظالم فتطل في الحياة أكثر من خطيئة أو سمها قبحاً، كل أنواع الإجرام قتل ونهب واحتراب.. فتضيق الحياة والإنسان هو صانعها، لأنه وقع في دائرة النفاق، وضاعت الجماليات وضاقت عنده الحياة.. فاتخذ مسلك دروبه على الشقاء لتضيع جماليات الحياة كان من المفترض أن تكون رسالة من صفاء وصدق وإيمان. عضو إتحاد الصحفيين السودانيين