طه النعمان يتابع تفاصيل مثيرة مع مريم وزوجها (واني) .. ما هي ردة فعل (مريم/أبرار)بعد قراءتها ل"الإضاءات"؟ هل تدخلت السفارة الأمريكية لحجب قلم (مريم/أبرار) من الكتابة ل(آخر لحظة)؟ ما لم يتوقعه صحفي سوداني في قضية المتهمة بالردة مريم/أبرار بعد أن تمت تبرئتها في تلك القضية من قبل محكمة الاستئناف، هو أن تتصل عليه هاتفياً ويحدث بينهما تواصل مستمر وحوار ممتد، وقد جاء ذلك بعد أن كتب الأستاذ طه النعمان الصحفي والكاتب البارز ب(آخر لحظة) مقالاً في يوم الاثنين الماضي وأعيد نشره بالخميس تحت عنوان: (قصة بايخة.. فضونا سيرة) .. بقلم/ المحرر السياسي ** تلقت سكرتارية آخر لحظة المركزية ممثلة في الآنسة أميرة خليل محادثة هاتفية مفاجئة من صوت نسائي عرف نفسه بأنه للدكتورة مريم يحيى وطلبت الحديث الى الأستاذ طه النعمان، فأخبرتها السكرتيرة أميرة بأن الأستاذ طه النعمان غير موجود، فطلبت من ثم رقم هاتفه الجوال، إلا أن السكرتيرة ترددت كثيراً وامتنعت وطلبت منها أن تزودها برقم هاتفها لتوصيله الى الأستاذ طه إن كان يرغب في التحدث معها، وقد فعلت مريم ذلك. السكرتيرة أميرة أجرت اتصالاً هاتفياً بالأستاذ طه في منزله وأبلغته بما جرى وقدمت له رقم الهاتف، فما كان منه إلا أن قام بالاتصال بها ليحصل منها على الكثير من المعلومات المستجدة، خاصة وأن تلك هي المرة الأولى التي تتحدث فيها مريم/أبرار الى اية صحيفة أو صحفي بعد التحايا والسلام وعبارات المجاملة أبلغها الأستاذ طه أنه تلقى اتصالاً من آخر لحظة يفيد برغبتك في التحدث اليه وها هو قد فعل فماذا لديك؟ صمتت أبرار قليلاً- ثم تنهدت كأنما تستجمع أفكاراً شاردة وقالت له: (لقد قرأت ما كتبت في إضاءاتك وأنا ممتنة لذلك، ولما ورد فيه من أفكار وهي المرة الأولى التي أجد فيها من ينظر الى حالتي بعين الانصاف والعدل والموضوعية). واصلت (مريم/أبرار) حديثها مؤكدة على رغبتها في الكتابة لآخر لحظة والتعبير عما يجيش في خاطرها ولتوضيح قصتها الحقيقية للرأي العام بعيداً عن المزايدات أو المبالغات أو المكايدات. من جانبه أبلغها الأستاذ طه النعمان أن صفحات آخر لحظة مفتوحة على الرحب والسعة لنشر كلما يعن لها من خواطر وأفكار وحقائق، ترى أنها معبرة عن وجهة نظرها كاملة، وأن لديها عنوان الصحيفة وعنوان البريد الالكتروني للأستاذ طه النعمان وبامكانها أن ترسل ما تكتبه على أي من العنوانين. الى هنا انتهى الاتصال الأول- مساء الخميس الماضي على وعد بالتواصل مجدداً وإرسال ما يخطه قلم السيدة (مريم/أبرار) وقد وعدت بإبلاغ الأستاذ طه فور ارسال المادة سواء كانت مكتوبة على ورق أو مرسلة على البريد الالكتروني، وأخذ الأستاذ طه ينتظر طوال صباح الجمعة ولكن لم يتلق رسالة مكتوبة أو الكترونية أو اتصالاً هاتفياً، فأقلقه ذلك الأمر ليعاود الاتصال بالسيدة (مريم/أبرار) من جديد مساء يوم الجمعة للاستفسار عما فعلت فأبلغته بأنها لم تجد مدخلا لشبكة الانترنت لإرسال ما تريد إرساله واقترح الأستاذ طه النعمان أن يتم الارسال يدوياً الى مقر الصحيفة وقدم لها تفاصيل العنوان والموقع والمقر، وظل ينتظر وصول الرسالة التي قالت إنها انجزتها وتتكون من ثلاث صفحات، مكتوبة بخط اليد تشرح من خلالها موقفها الحقيقي في القضية ووجهة نظرها في كل ما جرى لها ومعها، وظل الأستاذ طه النعمان يقف في محطة الانتظار ليتسلم مادة (مريم/أبرار) إلا أن انتظاره قد طال حتى الأحد، وخلال ذلك تم التشاور بينه وبين رئيس التحرير الأستاذ مصطفى أبو العزائم عدة مرات حول ما ينبغي فعله تجاه هذه القضية التي استمع فيها الرأي العام لكل الآراء إلا رأي المعنية بها. واستقر الرأي على أن يتم ارسال رسالة نصية قصيرة (SMS) الى هاتف (مريم/أبرار) وكان نصها كما يلي: الأخت د. مريم.. تحياتي.. لازلنا في انتظار ردك.. اتصلت مرات عديدة ولم يرد أحد.. هل لا زلت عند رأيك في النشر أم لا؟.. أرجو الإفادة مع الشكر الجزيل.. طه النعمان.. آخر لحظة. خلال فترة الانتظار لم تغمض عين الصحفي المثابر في روح الأستاذ طه النعمان، وظل يتابع الأمر بدقة متناهية وأجرى عشرات الاتصالات المتلاحقة طوال ساعات اليوم، وكان يندهش دائماً عندما يستقبل (نغمة) الهاتف وهي عبارة عن أغنية مشهورة للمطرب الأثيوبي (افريم تامور)، وحتى ذلك الوقت لم يكن يعرف مقراً سكنياً ل (مريم/أبرار) وزوجها وطفليها. بعض المحادثات لم يكن يجد رداً عليها، وأخريات كان يفاجأ بأن الذي يرد عليه هو صوت رجل قال إنه زوج السيدة (مريم/أبرار) وكثيراً ما كان يبلغه بأنها منشغلة بطفليها داخل الدار أو نائمة بعد سهر طويل مع مولودها الجديد. وبدا واضحاً من نبرات صوت الزوج واهتمامه بالمحادثات أنه على درجة عالية من التعاطف مع ما جرى لمريم وما عاشته من ظروف استثنائية جراء الارتباط به، وأبدى حرصاً واضحاً على قيام (مريم) بالتعبير عن وجهة نظرها في ما عاشته من أحداث متداخلة ومعقدة. هنا اقترح عليه الأستاذ طه النعمان ارسال سيارة وسائق من قبل الصحيفة لاستلام الرسالة من العنوان الذي يحدده فكانت المفاجأة رد زوجها السيد (دانيال واني) إنه وأفراد أسرته يقيمون حالياً داخل مجمع السفارة الأمريكيةجنوبالخرطوم، وقدّر أنه من الصعب الوصول الى حيث هم أو السماح للصحيفة أو اي مندوب عنها يتلقى اي مكتوبات أو رسائل بسبب الاجراءات الأمنية المعروفة. الأستاذ طه النعمان سأل السيد (دانيال واني) عن أحواله الخاصة فذكر الأخير بأنه (مقعد) ويعاني من شلل في نصفه الأسفل فسأله الأستاذ طه:(متى كانت هذه الإصابة يا أخي واني)؟ فرد بأنها منذ أيام الدراسة الجامعية. هنا توفرت للأستاذ طه النعمان ولآخر لحظة معلومة جديدة تماماً وهي أن الدكتورة (مريم/أبرار) قد ارتبطت بعلاقة الزواج مع السيد (واني) على الرغم من كونه يصنف ضمن ذوي الاحتياجات الخاصة وهذا ما يستحق التأمل في حد ذاته. ظل الصحفي يقظاً في داخل الأستاذ طه النعمان، وأراد استثمار التواصل لمعرفة المزيد من الحقائق والمعلومات وركز على سؤال جوهري عن الأسباب التي دعتها الى إنكار أسرتها إن كانت بالفعل تنتمي اليها! (مريم/أبرار) أنكرت بصورة قاطعة وحاسمة أية صلة بتلك الأسرة التي ادعت عليها في المحاكم بأنها ابنتهم، وذكرت أنها لم تتعرف على الأسرة إلا من خلال المحكمة، سارع الأستاذ طه بسؤالها: (لماذا تعتقدين أن أسرة ابراهيم لجأت الى المحاكم من أجل اثبات نسبك اليها وأنك ابنتهم؟) .. أجابت (مريم/أبرار) بمفردة ماخوذة عن مقال الأستاذ طه النعمان وقالت (إنها مجرد جرجرة) ثم أضافت أن المدعي الأول بأنه أخيها والذي شرع في اجراءات القضية قد ترك الأمر بعد فترة وتقدم للقضية بديلاً عنه أخ آخر تولى متابعة جلسات المحكمة حتى صدر الحكم. سألها الأستاذ طه إن كانت هناك أية معرفة أو صلة أو علاقة أو جيرة تربط بينك وبين هذه الأسرة، خاصة وأنكم جميعاً من مدينة القضارف؟ نفت (مريم/أبرار) نفياً باتاً وقالت إنها ووالدتها كانتا تسكنان غرب القضارف، بينما تسكن الأسرة المدعية - كما علمت لاحقاً- في شرق القضارف وأنها أصلاً ابنة لسيدة اثيوبية قالتها (حبشية)، تعمل في بعض البيوت بالقضارف، وأنها تزوجت في وقت لاحق من والدها السيد يحيي القادم من دارفور، والذي فارق الحياة قبل سنوات، لتواصل هي العيش في كنف والدتها والأسر التي تعمل لديها، مشيرة الى أن والدتها تكفلت برعايتها وتعليمها الى أن وصلت الى ما وصلت اليه. هل انتهت القصة عند هذا الحد بعد أن صمت هاتف (مريم/أبرار) ولم يعد يرد على اتصالات الأستاذ طه النعمان (؟) وما هي الدوافع التي حالت بين مريم/أبرار وبين حقها في التعبير وهل هناك ضغوط مورست عليها من قبل الجهات التي تؤويها، حيث حظرت عليها الحديث للصحف والتواصل مع الإعلام؟ القضية لم تنته بعد.. وما زال الملف مفتوحاً رغم أنها قضية جعلت بلادنا (فرجة بين العالمين) رغم أن الإسلام لن يزيد باضافة أبرار ولن ينقص بذهاب (مريم).. كما ختم الأستاذ طه النعمان إضاءته يوم الخميس الماضي والتي أدارها البعض على أساس ديني لتفتح الباب أمام (المتنطعين) الماضويين الهوى الذين ينصبون أنفسهم حراساً على اختيارات الناس ومشيئتهم في قضايا الاعتقاد، رغم أن الإسلام لم يترك أمر تلك الحرية المتصلة بالاعتقاد لاجتهاد البشر من علماء وفقهاء (راسخين) أو غير راسخين أئمة أو أصحاب مذاهب.