(1) .التطبيع مع اسرائيل يبقى مرفوض في كل الاحوال (وهو ليس موضوع مزايدة او متاجرة الان) – كذلك يبقى مرفوض التطبيع مع الارهاب والتعصب والتشدد. .اسوأ من انك تتغزل في اسرائيل هو ان لا تشجب ما حدث لعثمان ميرغني ، او ان تحاول ان تجدد مبررات للمجموعة التى اعتدت على عثمان ميرغني بحجة ان اراء الاخير كانت مستفزة. (2) .البرلمان السوداني وفي الوقت الذي يرقد فيه عثمان ميرغني طريح الفراش في (العناية المركزة) قام اولا قبل ان يشجب الواقعة (وقبل معايدة المريض) – قام البرلمان السوداني باتهام اتحاد الصحافيين السودانيين بالتلكؤ في اتخاذ اجراءات محاسبة ضد رئيس تحرير صحيفة (التيار) عثمان ميرغني عقب تصريحاته الايجابية عن اسرائيل ، وقال البرلمان ان خطوة الاتحاد كانت ستكون رسالة لحماية ميرغني من الاعتداء ممن يرغبون في اخذ القانون بايديهم. .علما ان تصريحات ميرغني قيلت في التلفزيون ولم تكتب في الصحيفة ليحاسبه عليها اتحاد الصحفيين. .انظروا كيف يبحث البرلمان عن (الحماية) للصحفيين – وذلك بمعاقبتهم وملاحقتهم بالقانون...حماية بالعقاب. .عثمان ميرغني الذي دخل للعناية المركزة فاقدا للوعي بعد ان اوشك ان يفقد حياته تتنتظره محاسبة اخرى من جسم (صحفي) هو اتحاد الصحفيين...(لم يقدم له في مرضه هذا كيس فواكه). .كلهم لن يبحثوا عن محاسبة المجموعة التى ضربت عثمان ميرغني واعتدت عليه – وانما سوف يبحثون عن لماذا صرح عثمان ميرغني واخرج اراء ايجابية عن اسرائيل؟. .لا اعرف (يلقاها) عثمان ميرغني من مجموعة (جماعة حمزة لمحاربة الالحاد والزندقة) التى تبنت الواقعة ام يجدها من (البرلمان) ؟ ام من (اتحاد الصحفيين)؟. .اشعر ان البرلمان ارتكب ذنبا اخر في عثمان ميرغني الذي يرقد طريح الفراش – ولم يبق لهم غير ان (يتلثم) اعضاء البرلمان فتصريحات البرلمان عن الحادثة اشد على عثمان ميرغني من ضربات (الدبشك). (3) .جماعة تصل مباني صحيفة التيار في وضح النهار. .وتدخل الصحيفة بقوة. .والصحيفة كامنة في قلب قلب الخرطوم. .ثم تضرب هذه المجموعة عثمان ميرغني وتفقده الوعي. .وتجرد الصحفيين من هواتفهم واجهزة حاسوبهم. .وتخرج المجموعة بعد كل هذه الاحداث في سلام وطمأنينة. .ثم تتبني المجموعة التى اطلقت على نفسها (جماعة حمزة لمحاربة الالحاد والزندقة) الحادثة وتصدر بيانا بذلك. .مع ذلك مازالت تلك المجموعة تعرف على انها مجموعة (مجهولة). .مجهولة جدا!!. (4) .الذي يجب ان نتعلمه من (الدرس الاخير) ان الحوار اذا غاب حل بديلا عنه الضرب والتعدي والقتل. . كل مناطق الصراع والاسلحة هي مناطق ازدهر فيها (السلاح) وكان له الكلمة العليا فيها – لأن (الحوار) غايب. .اذا غاب (الحوار) سوف يحل التعصب والتشدد ، وسوف يصبح (الرأي الاخر) غايبا حتى في محادثتنا الهاتفية. .احترام (الرأي الاخر) هو الدواء الناجع لهذه الامراض التى بلغت (شارع البلدية). (5) .احتاج ان اصرخ وان اقول ان الضرب والنهب والقتل وصل شارع الجمهورية. .وان شارع الجمهورية هذا لا في بغداد ولا دمشق. .وان مقار الصحف اضحت غير آمنة. .امس الاول تعرض الزملاء في صحيفة (الاسياد) الى تهديد وترويع اخر. .لم يبق للصحفيين غير ان يلزموا بيوتهم. .لكن محمد طه محمد أحمد اخذ على حين غرة من (بيته). .بطلوا صحافة!!. (6) .انتهى.