مصطفى أبو العزائم : رغم أن «أغسطس» من أشهر الصيف القائظ في ساحل البحر الأحمر، وتحديداً في مدينة «بورتسودان»، إلا أنه لم يخصم من جمال المدينة شيئاً.. «بورتسودان» قبل سنوات كانت طاردة، حتى أن بعض قاطنيها من غير أهلها الأصليين، تخلصوا من منازلهم بالبيع، وهجروا الثغر إلى الداخل- في «الخرطوم» أو غيرها، لكن غالبية أهل الميناء صمدوا.. قويَّ إيمانهم، وعظمت أحلامهم، فبعد تردٍ كبير في صحة البيئة، وانقطاع شبه تام للتيار الكهربائي، ودمار وتآكل ضرب شوارع المدينة الأسفلتية القديمة، وجفاف أوشك أن يضرب كل بيوت المدينة بسبب انقطاع المياه المستمر.. خلال نهايات العقد التاسع من القرن الماضي؛.. بعد كل ذلك أخذت المدينة تسترد عافيتها شيئاً فشيئاً.. أخذت في النمو من جديد، وأضاءت بيوتها وشوارعها وميادينها وأرصفة الميناء فيها من الشبكة القومية، بعد أن كانت تعتمد على عدد من المولدات ضعيفة الإنتاج، متهالكة.. لحظة وصولنا إلى مطار بورتسودان الدولي عصر الأربعاء الماضي الثالث عشر من أغسطس الجاري- وكنا مجموعة من أهل الصحافة والإعلام نلبي دعوة كريمة من الدكتور عبد الرحمن ضرار وزير الدولة بوزارة المالية والاقتصاد الوطني بصفته رئيساً لمجلس إدارة هيئة الموانيء البحرية- للمشاركة في عدد من الأنشطة والفعاليات في كل من بورتسودان، وسواكن، لحظة وصولنا لفحتنا نسمة هواء جافة، غابت عنها الرطوبة المتوقعة معلنة عن أن بورتسودان تعيش فصل صيفها الخاص، بعيداً عن المركز وبقية الولايات (!) السيد نائب والي ولاية البحر الأحمر ووزير المالية السيد صلاح سر الختم كنة، كان على رأس مستقبلي السيدين وزير الدولة بالمالية الدكتور عبد الرحمن ضرار، ووزير الدولة بوزارة النقل السيد سراج الدين حامد، وبقية أعضاء الوفد، وكان إلى جانب السيد نائب والي ولاية البحر الأحمر، عدد من قيادات العمل السياسي والتشريعي والتنفيذي والأمني في الولاية، يتوسطهم الدكتور جلال الدين محمد أحمد شليه، مدير عام هيئة الموانيء البحرية.. حيث بدأت رحلتنا للتوغل في برنامج الزيارة. ٭ البداية في نادي الموانيء كانت بداية البرنامج في نادي الموانيء في مساء ذات يوم الوصول- الأربعاء- للإحتفال بتكريم مجلس الإدارة الدكتور جلال الدين محمد أحمد شليه المدير العام لهيئة الموانيء البحرية بمناسبة حصوله على درجة الدكتوراة من جامعة البحر الأحمر، في يونيو الماضي، وقد جاءت أطروحته بعنوان (المنظور اللوجستي العالمي الحديث وأثره على إدارة الموانيء- دراسة حالة محطة الحاويات - هيئة الموانيء البحرية). أما الجزء الثاني من البرنامج فقد كان تكريم أول الشهادة السودانية على مستوى الولاية، وهو الطالب عبد الله مالك عبد الله، الذي أحرز نسبة (95.3%) في المساق العلمي، ليدخل قائمة الشرف والمائة الأوائل في المركز العشرين على مستوى السودان. حفل التكريم كان حيّاً ومشهوداً، أقيم تحت شعار (القومة ليك يا وطني)، واشتمل على كلمة من ممثل الهيئة النقابية الفرعية لعمال الهيئة، وفواصل غنائية من شرق السودان، على أنغام الربابة الآسرة، الأمر الذي دفع صديقنا وزميلنا الأستاذ يوسف سيد أحمد خليفة رئيس مجلس إدارة صحيفة (الوطن) الغراء إلى أن (يهز) و(يعرض) بالسيف و(القلم) مع أغنيات الدكتور محمد سعيد باللهجة البجاوية، وقد زعم الأستاذ يوسف أن تلك الألحان والايقاعات أقرب لايقاعات الدليب التي تقوم عليها أغنيات الشايقية، بينما اكتفى الزملاء الأساتذة فتح الرحمن النحاس من صحيفة « ألوان» الغراء ، ومحمد أحمد عبد القادر من مكتب إعلام الهيئة في الخرطوم، ومحمد كامل من صحيفة (الانتباهة) الغراء، والفاضل إبراهيم من صحيفة (الوطن) الغراء، بالتصفيق الحاد والمتابعة الدقيقة، في الوقت الذي أخذ فيه فريقا قناتي (النيل الأزرق)، و(أم درمان) الفضائيتين، تسّجلان المشهد الكبير لقطة فلقطة.. وبدأ تكريم الطالب عبد الله مالك، وتلى فقرة التكريم كلمة لممثل المجلس الاستشاري لتسهيل إجراءات الصادر والوارد بالموانيء، ليتم بعد ذلك تكريم الدكتور جلال الدين محمد أحمد شليه، وقد تحدث عقب التكريم الدكتور عبد الرحمن ضرار وزير الدولة بالمالية رئيس مجلس إدارة الهيئة، مشيداً بجهود وقدرات المحتفى به، الذي كان قد تحدث قبل أن يعتلي الوزير المنصة، وقد أشاد الدكتور شليه بمن أسماهم (قبيلة الموانيء) وأرجع إليهم الفضل في كل انجاز تم على المستوى العام، أو على المستوى الشخصي، داعياً إلى مزيد من البذل والعطاء من أجل رفعة الوطن. وفي ختام الحفل تحدث الأستاذ صلاح سر الختم كنة نائب والي ولاية البحر الأحمر ووزير المالية الذي أشاد بهيئة الموانيء البحرية وبمجلس إدارتها ومديرها العام وبكل العاملين بها. غداً يوم جديد على ساحل البحر الأحمر.