في غمرة أخبار الإضطرابات وسيل الأحداث المحزنة حملت لنا الوسائط الإعلامية خبراً مفرحاً يتعلق بشريحة مهمة من مجتمعنا ، أعني بلا مراء شريحة المغتربين التي باتت تتعاظم طردياً مع ضيق الأحلام في بلاد المليون ميل إلا ربعاً ، مفاده أن جهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج قد وقّع مذكرة تفاهم مع شركة شيكان للتأمين حيث وقع عنها صلاح الدين موسى محمد العضو المنتدب للشركة في مقابل توقيع السفير حاج ماجد سوار الأمين العام للجهاز عن المغتربين وبتشريف السيد جمال محمود إبراهيم وزير الدولة بوزارة مجلس الوزراء والفريق الركن يحي محمد خير وزير الدولة بوزارة الدفاع والفريق الدكتور محمد عثمان الركابي رئيس مجلس إدارة شركة شيكان وممثل عن هيئة الرقابة على التأمين وقيادات العمل في شركة شيكان وجهاز شؤون السودانيين بالخارج وحضور مميز من الصحفيين والاعلاميين . وقد أكد السيد صلاح الدين موسى محمد العضو المنتدب للشركة أن هذا المشروع يجيء في سياق رد الدين ولو على نحو جزئي لما ظل يقدمه المغترب السوداني من إسهام حقيقي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي انتظمت البلاد مؤخراً حيث يمثل هذا المشروع في أعلى مراتبه إعتراف بهذا الجميل الذي يطوّق أعناق الدولة والمجتمع وقد عملت شركة شيكان مع إدارة الجهاز منذ أكتوبر 2012م على بلورة هذا المشروع ومنح المغترب السوداني ميزة تفضيلية عبر حزمة متكاملة من المنتجات التكافلية والتأمين الطبي ، مؤمناً على إلتزام الشركة بشرح أبعاد الخدمة وحدود التغطية التأمينية والوصول إلى أماكن تجمعات المغتربين في دول المهجر المختلفة. معتبراً الخطوة على أهميتها تمثل ضربة البداية في مشروع طويل وشراكة ممتدة مع جهاز شؤون السودانيين بالخارج سيجني ثمارها المغترب في نهاية المطاف . السفير حاج ماجد محمد أحمد السوار الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج أبدى سعادة غامرة بهذا التوقيع الذي يمثل إضافة حقيقية للمغترب السوداني ويخاطب همومه الأساسية عبر التأمين العلاجي و تكافل تعليم الأبناء، معدداً في الوقت نفسه الأسباب التي دفعت الجهاز لإختيار شركة شيكان للتأمين بوصفها أكبر شركات التأمين في السودان وأكثرها تنوعاً على صعيد المحفظة التأمينية، وبالتالي أقدرها على إدارة المخاطر التي تكتنف المشروع. مؤكداً على أن المرحلة القادمة ستشهد تنفيذ المشروع والتبشير به في مجامع الإغتراب. وقد أعلن إلتزام الجهاز بالقيام بكل ما من شأنه أن يعزز الوعي التأميني والإحاطة بأبعاد الخدمات المقدمة موجهاً اللجان المشتركة بالاستعداد للمراحل العملية والتصدي لكافة المهام. وتقدم الوثيقة منظومة متكاملة من الخدمات التأمينية تشمل التأمين الطبي لأسرة المغترب المقيمة بالسودان ووالديه وأبنائه المقيمين بغرض الدراسة، كما تشمل أطياف مميزة من خدمات التكافل تشمل حماية الدخل من مخاطر الوفاة والعجز والأمراض الخطرة، كما تشمل أيضاً تقديم خدمة مضاربات التكافل للإدخار والإستثمار لتكوين رأسمال يفي بمقابلة الإحتياجات التي تفرضها متطلبات الحياة أوالمساعدة في إنفاذ المشروعات الإستثمارية التي يتطلع لها المغترب سيما عند قرار العودة. زبدة هذه الخدمات في نظري هي وثيقة تعليم الأبناء التي توفر رسوم التعليم العالي عبر تكوين أقساط دورية حسب المستويات المطلوبة حيث يتم إعفاء الأقساط المتبقية عند وفاة المشترك أو عجزه بما يضمن الوصول للمبلغ المستهدف، تغطية أخرى لاتقل أهمية عمّا سبق وهي تكافل حماية الرهن التي تشمل متبقي السلفيات للمؤسسات التمويلية عند وفاة المشترك أو عجزه صحياً عن مزاولة أي عمل يدر عليه دخلاً، وذلك بغرض حماية الأسر والحفاظ على مكتسباتها. وفي المقابل يتم منح المغترب ميزة تفضيلية نظير اشتراكه في هذه الخدمات عبر تخفيض قيمة تأمين ممتلكاته ضد مخاطر الحريق أو السرقة وتأمين سيارته . هذا المشروع بكل المقاييس هو كسب كبير لكل المغتربين وقد ظل أحد هواجسهم المؤرقة يتضح ذلك من خلال الطرق الكثيف عليه في المنتديات والمؤتمرات وبروزوه كتوصية عالقة في كل ملتقى إلى أن تجسدت أخيراً بفضل توافر الإرادة المتوكلة عن تعقل والتي تبلورت بالطبع بعد دراسات مستفيضة وتصميم مضني للضوابط الفنية والإدارية والتسويقية. تبقى شيء واحد أن تسارع الجهات ذات الصلة من الجهاز وشيكان إلى محطة الإنفاذ بعد انجاز الخطوة الأولى وإيلائه أكبر قدر من الإهتمام سيما في مرحلة التبشير والتنوير، وعلى كل النواظم والأطر المؤثرة في المشروع أن تبذل قصارى جهدها وعصارة فعلها من أجل إتمام الأمر، لتنعم هذه الشريحة المنتجة بخدمة حقيقية لا غرر فيها ولا ضرر .. خدمة تساهم في تحمل قسط من مسؤوليات المغترب إزاء وطنه ومجتمعه وأسرته، وتمنحه الأمان في عالم محفوف بالمخاطر .