طرائق الاخوان فى التحاور مع المعارضة ، تتشابه الى حد كبير،مع آليات العِشْق ، عند حاج قسم الله الرباطابي، المشهور بأنه «زول لِكّة»، وما عندو موضوع فى الونسة غير»العِرِسْ»، لكنه حتى رحل عن الدنيا، لم يتمكن من التدبيل..! السبب فى ذلك» لكاكته» ومداخله الخاطئة فى الطرح..! حاج قسم الله، الذي لم يحُج أبداً، له حكاوي كثيرة فى خشوم الناس،كلها تقريباً عن العِرسْ، و كيف أنه يعرض نفسه للعروس، قائلاً لها بأنه جاهز» موية وزيت»، وأنه صاحب أملاك.. بقر، وأطيان....! فى زمن السفر بالتصاريح، قطع حاج قسم الله تذكرة، وسافر بالقطار الى مدينة كوستي لزيارة إبنه التاجر هناك.. فى كوستي،عاش مع الغمام الذي كان يزحف وئيداً نحو الشمال..طاب له المقام ، فكان يمرُق عنقريب الهبّاب فى ضُل الضحى،، و» يِتْقَهْوَجْ» زين،على يد بنت أخيه، زوجة إبنه، ثم بعد ذلك ينطلق ليلحق الفطور مع إبنه في السوق... على ذلك قضى أيامه ، و دغدغه الرُشاش، و هاجت أشجانه المؤجلة كلها ،فازدرد حنيناً ، الى ألوان القرمصيص الخاطفة..! من مجلسه الصباحي شاهد دنيا باذخة ..كانت هناك أُنثى مديدة القوام فارعة المتن، تأتي كل صباح للمؤانسة مع بنت أخيه.. من هنا، بدأ صاحبنا» َشَمْشِمْ «أخبارها،، حتى جمع حصيلة كافية من سيرتها الذاتية..نما إلى علمه، أنّها مديرة مدرسة، و أنها زولة وحدانية، وأنّها تسكن الحوش المجاور... من يومها ، كان حاج قسم، يتمحرك فى ضُلّ الأرتيق ، منتظراً دخولها وخروجها،حتى يتأمل بمهل، لفحة ثوبها متنوِّعة المصادر...هكذا أصبح حاج قسم ،على غير العادة ، يقعُد بي ريقو، ويصل السوق متأخراً جدا عن موعد الفطور ...كان يقضى سحابة يومه فى تبريم أشنابه، متهندماً بالفاشري، وعمامة الساكوبيس.....! وكانت هي تدخل وتخرج أمام عينيه،مثل موفد رئاسي، لا تدري أنّه «رَنّقْ عليها»...! وغايتو الحكاية مشت، والحالة هاجت ، حتى تمكن ذات يوم ،من عرض أجندته كاملة ، عندما قنص لها عند الباب، وراح طارح نفسو.....!! لكن ، وعلى ما يبدو، من خشوم النّاس، أنه لم يسمع منها غير» سَجمْ خَشْمِي»..! يوم يومين، لاحظت بنت أخيه سِت البيت، أنّ جارتهم المديرة انقطعت عن الزيارة ، و لم تعُد تأتي كعادتها كل صباح..! ولاحظت أيضاً، أنّ عمها حاج قسِم، يطيل القعدة فى ضُل الأرتيق، وكيف أنه فوق الستين و لا يشكو من ضربة الرِّيق حتى منتصف النهار....... مرّت الأيام وجاء موسم حشْ التمُر فأصبحت الرجعة للبلد، واجبة على حاج قسم.. لازم يمشي لازم يمشي ، يشوف العقاب، ويحُش تمرو ويشوف ال « في الكِتَاب»..الولد مشى وحجز لأبوهو فى القطر، و زولك حاج قسم الله بِقى مارق..! أول ما مرق بي جاي، بنت أخوهو نادت زوجها وسردت له ماحدث..... :» والله عمي دا أحرجنا مع جارتنا... قال ليها، وقال ليها.. قال ليها إنو عندو جروف، وبهايم، وإنو دايرا على كتاب الله وسنة رسوله».......!! يا زول الولد إتَحقَنْ ، ربما من باب الحِرص على مستقبل أُمَه «الاكاديمي»، وربما لأنه لم يفهم حوجة أبيه الى النساء فى ذلك العمر ..! بعد شهر أو يزيد،اضطر الابن الى النزول للبلد للمشاركة فى احدى المواجبات..هناك جلس يتفاكر مع أبيه فى شئون الدنيا ،حتى جاءت اللحظة التى قال له ،أن جارتهم المُديرة فى كوستي، زعلانة من كلامو معاها، وأنها قطعت كُراعا من البيت.. وتابع الابن الحكاية ، حتى باغت أبيه بسؤال: عِرِسْ شُنو ليك، بعد العُمُر دَا، و لزومو شُنو يا أبوي، تقول لمُديرة مدرسة كلام زي دا...!؟ ردّ حاج قسم بنفس ايقاع الاُخوان، في»تعميم الفائدة»، قائلاً : والله يا ولدي، بس مي، قلت «كُلّنا» ، نستفيد منها ، فى التصاريح...!!