يئس السمسار من استلام عمولته، و«قيّض الله» للوزير شراء قصر المُستشار الجليل.. لكن السمسار أفلح في أن يجعلها قضية رأي عام، والنار ولّعتْ.. فهذا زمن الواتساب، ولو بِقيتْ كضّاب، ما تكون نسّاي، عشان النّاس ما بيحِتوا ليك القديم..! ولو غِنِيت، بعدْ دا الحالْ، فما تبقى غتيتْ أدفع حق السمسرة، وخُذْ نصيبك، وامسح خَشْمِكْ وأبقى مارق، لكن ما ترفع القزاز..! وأكان عَملْتِ ليك في زمن المسانِيح ديل، عمارة عمارتين، وداير تسوي التالتة، أو داير تشتري قصر جاهز، للزوجة الرابعة،»عديلي عليك«، لكن ما تكبِّرْ اللّفة»، وتعملْ فيها رايِح، زي وزير المالية الكيزاني..! السودانيين ديل ناس طيبين، لكن ساعة يقوموا، يمرقوا ليك «المدفون تِحت الهَبّودْ»..! تَعْرِف «الهَبّودْ»..؟! راي : عبدالله الشيخ عندنا واحد قريبنا، اغتَرب، وحالو إتْعدل.. لمّا جاء راجع عامل فيها «عشرة بي قِرشْ»، مع إنو ضاق المَغسة وجور الزمان، منذ تسعينيات القرن الماضي..! أهلوا من زمان كانوا ناس دهب، لمّا المسانيح ديل مسكوها، قالوا ما فرقت..! بي خاتراً طيِّب، طوالي قبلوها مناجِل وطواري وسكاكين..! الدّرافين، الشّال حيلو مِنّهُم، سوّا ليهو وِليدات وقعد في البلد، والْمَسْك درب القِراية، قالوا ما بيلقى فرصة توظيف، إلا يكون كوزْ..! لكن زولنا دا، طلع محظوظ وسافر على بركة الله، الى بِلاد الإغتِراب، وأمضى سنوات التمكين العِجاف، حتى نَسي نفخ الكير، وتوليع الفحم ورماد «الهبّودْ»، والذي مِنّو..! وروح يا زمان وتعال يا زمان، عاد صاحبنا جواً الى الخرطوم، لقضاء إجازته السنوية، فلم يمكث بها سوى ليلتين، حتى سافر الى بورتسودان، وجاء من ميناء السودان الأول- زمن موضة البوكس- بواحِدْ بوكس تويوتا أزهر اللّون، كرتْ كرتونة.. زولنا ياهو زولنا، «إتْعَدلْ في عضمو»، لكن سلامو بِقى مسيخ، وشايف روحو، ويعاين للناس بي فوق النضّارة، والريحة كيف كيف، والحِلاقة في الفُندق الكبير، زمن الناس الكُبارات بيحلقوا في الفُندق الكبير..! وهاك يا ضبايح، وتشوف القدلة كيف، والصنادِلْ، تحلِف تقول ما بيمشي فوق الواطة..! وغايتو زولك رِكب البوكس السنين، ونزل البلد.. في الحِلة، زولنا، شال ليهو يومين مِنْ المُقالدات، فانطبعت فوق جلاليبو النّاصِعات، رائحة العراريق، والجّبابيد، وطين البحر، حتى اشفقنا عليه، نحنُ المُراقبين..! والحقِ للهِ، قلنا إنّه قد أبلى بلاءاً حسناً، وإنْ كان على مضض.. لحدي ما جاء يوم السوق، إتكاملنا في البوكسْ، ومشينا معاهو سوق الأحد.. بمعرفتي اللّصيقة كنتُ اقرأ العيون وأراها تستنكر«الجخ»، وأقول زولي المنفوخ دا، الله يستُر عليهو، وأحسن ما أفارقو «لزوم التصوير والتوثيق»..! جال سيادته في البرندات، وأنا معه جائل.. وعدَ شباب النادي، بجوزين كوتشينة، وأنا شاهِد.. وهبط الى السهلة، وانكشح يتحدّث عن «آلام الغُربة»، والناس ينظرون الى الشّال، الذي كان «شِماخاً» لكل النجوم..! وأشوف ليك زولي يدخل هنا، ويمرُق من هناك، زاهداً في شراء أي شيء، حتى وصل الى شِويفِع مِنْ شُفّع الحِلة يبيع الليمون.. وقف وسأله عن التسعيرة.. الشِويفِع قال باستغناء «الدستة بي عشرة ألف»..! استنكر صاحِبنا- على ما يبدو- حالة الإهمال، التي جوبه بها، من قِبل الصّبي، وقال محتجاً: ليه الليمون بعشرة ألف..؟هسه العشرة ألف دي، لو أديتكْ ليها، بتقدر تعِدّها..؟! رفع الصّبي رأسه مُحدِّقاً في شِماخ النجوم، وقال:«الناسْ قِدْرتْ تَعِدْ سُنونْ المُنْجلْ، أنا ما أقدرْ أعِدْ القروشْ»..؟! الآن يا «أُخوان»، لو وزيركم دا دفع حق السمسرة، وبِقى مارِق، مش كان «الطّابِق مستور»..!؟