تقرير: اسامة عبد الماجد : صبري جبور : تفاجأ نائب رئيس المؤتمر الوطني البروفيسور إبراهيم غندور وهو يدلف إلى داخل القاعة المخصصة لمؤتمر صحفي مهم عقده أمس بالشهيد الزبير وبرفقته أمين الإعلام بالحزب الوزير ياسر يوسف ونائبه المهندس قبيس أحمد المصطفى، تفاجأ بالحضور الكثيف لوسائل الإعلام المختلفة حتى أنه قال (ما شاء الله)، وقد أغراه الأمر إلى إعلانه فتح باب الأسئلة في أي شأن رغم أن المؤتمر خصص لمؤتمر الحزب والذي ينطلق في الثالث والعشرين من الشهر المقبل والذي سيشهد حزمة من التغييرات منها اختيار مرشح الرئاسة، انتخاب ثلاثين قيادياً للمكتب القيادي وهي مسألة ستشهد تنافساً شرساً أقوى من انتخابات الولاة. وكان غندور كالعهد به، مرتباً وهادئاً ورحب الصدر، وذات الحال انطبق على ياسر يوسف وهو يدير المؤتمر باحترافية عالية وبتوزيع عادل للفرص. كان الحظ الأوفر في تساؤلات الزملاء حول المسألة الأكثر تداولاً في الوسائط ووسائل الإعلام والخاصة بالترشح لرئاسة الحزب والتي تعني الترشح لرئاسة الجمهورية، وقد طرح عدد من الزملاء أسئلة مختلفة في ذات الخصوص والتي قطع غندور بأن الباب مفتوح أمام قيادات الحزب للترشح حتى التي تنحت، وجاء ذلك رداً على حديث للقيادي د. نافع علي نافع الذي اعتبر ترشح القيادات التي تنحت ردة وضد التغيير، فسرها البعض بمحاولة منه لقطع الطريق أمام ترشح علي عثمان، وقال غندور أي شخص ما دام مؤهلاً له حق الترشح للرئاسة دون حجر، مشيراً لإمكانية ترشح المشير عمر البشير لدورة جديدة، نافياً وبشدة تعارض الخطوة مع الدستور، وأعلن تحديه لكل من يشكك في قانونية المسألة وقال ليس هناك ما يمنع ترشيح البشير، لكن ترشيح البشير يواجه بتحديات تبدو غير بائنة، كمجاهرة البعض بضرورة التجديد، منها حديث د. أمين حسن عمر الذي دعا لضرورة تجديد القيادة، الأمر الذي أدى لاستغراب غندور حتى أنه تجرأ ليرد مباشرة على أمين في إجابته على السؤال الذي طرحته عليه آخر لحظة، واصفاً حديث أمين بالرأي الشخصي، ومضى غندور لأمر أكثر أهمية وجد حظه في المؤتمر، وهو توقعات بوقوع انشقاقات بسبب اختيار الرئيس، ونفى عدم وجود إشكالات بالحزب أو تخوفهم من انشقاقات حتى لو ترشح ألف للرئاسة. أيضاً من القضايا التي كانت تشغل المسرح السياسي اختيار الولاة، ويبدو أن الوطني فطن إلى أن الأمر سيحدث حالة من الارتباك داخل صفوفه ولذلك أعلن عن تأجيل اختيار مرشحي الحزب للمنصب إلى نهاية نوفمبر المقبل، وبدا غندور أكثر ذكاءً وبرر التأجيل تفادياً للدخول في جدل إقالة بعضهم، وأماط اللثام عن كيفية اختيارهم بواسطة مجلس الشورى الذي ينعقد يوم (21) الجاري والذي سيصوت على المرشحين الخمسة، ويرفع الثلاثة الأوائل أصحاب أعلى الأصوات للمؤتمر العام، ولأن كثيراً من مؤتمرات الولايات دار حولها جدل وحديث هامس عن أموال تم دفعها تحت الطاولة واصطفاف قبلي، كشف غندور عن تلقيهم لأربعة طعون من الولايات منها جنوب كردفان ولم يذكر دوافع تلك الطعون، مشدداً على البت فيها بواسطة لجنة متخصصة. وسبق أن اعتبر والي نهر النيل الفريق الهادي عبد الله ما جرى بانتخابات ولايته، تآمراً ضد برنامجه وكذبه غندور بتأكيده أن المسألة تمت بديمقراطية وسلاسة، مشيراً لاكتمال الترتيبات للمؤتمر العام لحزبه بأرض المعارض، وقد زار غندور وبرفقته ياسر يوسف وقبيس أرض المعارض عدة مرات للاطمئنان على المكان. لكن من المتوقع أن يفتح الحزب الحاكم على نفسه جبهة انتقادات جديدة بعد أن كشف غندور عن اعتزامه استئجار سيارات فارهة من رئاسة الجمهورية لتقل ضيوف مؤتمره العام المقبل سيما وأن بينهم رؤساء ونواب رؤساء ووزراء، ودافع وبشدة عن مصادر تمويله للمؤتمر والبالغ خمسة ملايين جنيه، وقال إن تاجراً واحداً ينتمي للحزب يمكن أن يدفع مليون جنيه، وأشار نائب رئيس الحزب إبراهيم غندور إلى اجتماعه أمس باثنين من رجال الأعمال المنتمين للحزب ومطالبته لهما دعم المؤتمر المقبل، وأوضح دفعهم لثلاثمائة ألف جنيه لمؤتمر كل ولاية، بينما انعقدت مؤتمرات الأساس البالغة (29500) مؤتمر بمساهمات العضوية. وتناول غندور في المؤتمر قضايا مهمة جداً منها علاقات السودان الخارجية أبرزها مع دول الخليج، حيث أبدى قلقهم من سعي جهات لتعكير علاقة السودان بدول الخليج، وقال إن هناك من يحرص على ضرب علاقتنا بالخليج، وطالب الساعين لتشويش تلك العلائق بأن يتذكروا آلاف السودانيين الذين يعملون هناك، وقطع بأن السودان لن يكون جزءاً من أي تحالفات ضمنية، وأشار إلى عدم تعارض علاقتهم بإيران مع دول الخليج من خلال موافقتها على المشاركة في المؤتمر العام للحزب الذي يعقد بعد أيام بموافقة (48) دولة منها مصر، وكان لافتاً تجاوز الحزب الحاكم لتقديم الدعوة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، مما يفسر بأن الوطني نوى فتح صفحة جديدة مع النظام المصري. وكشف غندور في مؤتمر صحفي عقده أمس عن تأجيل زيارة الرئيس عمر البشير إلى مصر إلى يوم (28) من الشهر الجاري، وعزا ذلك لازدحام برنامجه بمشاركته في شورى الحركة الإسلامية يومي (17و18)، وشورى الحزب يوم (20) والمائدة المستديرة للحوار الوطني يوم (22) ثم المؤتمر العام حتى (26) أكتوبر الجاري. ولم يفت على غندور تناول الوثائق التي قيل إنها تسربت مؤخراً وأفاض بالحديث حولها لكن أهم ما قاله «ما بنكتب حاجة بتخجلنا وتلومنا»، وأشار إلى أن الهدف من تسريب الوثائق تخريب علاقات السودان داخلياً وخارجياً.