انت متوقعة إلى حد كبير رغم أن البعض تمنى حدوث مفاجأة في الاختيار، وينتظر أن يتم اعتماد الرئيس اليوم عند انعقاد المؤتمر العام، لكن ينتظر الحزب الحاكم جولة تنافسية ساخنة سيتم من خلالها انتخاب عضوية المكتب القيادي والبالغة ثلاثين عضواً، يستكملون لاحقاً بخمسة عشر عضواً آخرين وهي المجموعة المتنفذة في الحزب وتمسك بمفاصل ومقاليد الأمور في الوطني.. وانتخابات المكتب القيادي تتم فيها عملية شورية عالية.. فالمرة الفائتة في أكتوبر 2009 جرى تنافس شرس وانتخابات حرة. ويوم الأحد سيتم انتخاب المكتب القيادي الجديد والذي لن يكون الدخول إليه بالأمر اليسير ويتوقع مع متغيرات الأحداث وسطوع نجومية قيادات جديدة في الخمس سنوات المنصرمة أن يشتد التنافس، ما قد يؤدي لحدوث مفاجآت يرجح أن تتسبب في إحراج الكبار وهو ليس بالأمر الجديد، ففي انتخابات الاختيار قبل خمس سنوات خسر نجوم كبار في الحزب مثل قطبي المهدي وأمين حسن عمر وأسامة عبد الله وكمال عبد اللطيف. وقبل الخوض في تفاصيل المكتب القيادي يستوجب الأمر أن نورد عضوية المكتب الذي تم انتخابه وفقاً لعدد الأصوات التي حصدوها وجاء على رأس القائمة علي عثمان محمد طه ومن بعده كل من نافع علي نافع، بروفيسور إبراهيم أحمد عمر، د.غازي صلاح الدين، بروفيسور إبراهيم غندور، رجاء حسن خليفة، أحمد إبراهيم الطاهر، سامية أحمد محمد، الزبير أحمد الحسن، د.مصطفى عثمان إسماعيل، د. مندور المهدي، د.رياك قاي كوك، بدرية سليمان، مهدي إبراهيم، بروفيسور أحمد علي الإمام، سمية أبوكشوة، د. عوض الجاز، د.سعاد البدوي، د. عائشة الغبشاوي، د.أزهري التجاني، بروفيسور عبدالرحيم علي، حليمة حسب الله، فتحي خليل، د.كمال عبيد، ألسون مناني مقايا، حسن رزق، د.عصام البشير، بروفيسور الأمين دفع الله، عبدالجليل الكاروري والشريف بدر. فيما جاء عبر قائمة الخمسة عشر «الاستكمال» كل من الشرتاي جعفر عبدالحكم، عبدالمنعم السني، سعيدة أبوهدية، سامية هباني، فدوى شواي، كامل مصطفى، صلاح ونسي، حسن أبوعائشة، علي تميم فرتاك، عبدالحميد موسى كاشا، د.عيسى بشري، د.التجاني مصطفى، محمد سرالختم، هيلينا ولير ومحمد مركزو كوكو. وعند تفحص الأسماء التي دخل منها نحو (19) المكتب القيادي لأول مرة وهو تغيير كبير صب في مصلحة الحزب، يلاحظ حدوث تغيير كبير في عضوية المكتب بأسباب الوفاة وانفصال الجنوب وتغيّر الولاء السياسي «غازي ورزق»، وتولي قيادات منصب الوالي، ما أدى لدخول أعضاء جدد بعد التعديلات الكبيرة في الحكومة في ديسمبر الماضي، أبرزهم بكري حسن صالح، حسبو محمد عبد الرحمن والحاج آدم يوسف وآخرون. قيادة الحزب تحاول إلى حد كبير إحداث موازنة من خلال الأمانات المختصة وهي المساحات القريبة من اتخاذ القرار وهي، نحو ثلاثين أمانة منها الخارجية، البرلمان، الاتصال التنظيمي، السياسية، المنظمات، الإعلام، العدل، العاملون والفئات، الشباب، الطلاب، المرأة والاقتصادية. بالنسبة للمكتب الجديد فإن أسماء مهددة بالخروج أمثال عوض الجاز، وحتى من انضموا للمكتب لاحقاً أمثال قطبي المهدي وأمين حسن عمر والتجاني مصطفى الذي فشل أن يكون ضمن الخمسة المرشحين لمنصب الوالي في شمال دارفور. وحتى إذا تجاوزنا ذلك فإن التحدي الحقيقي يكمن في ضخ دماء جديدة وإحداث التوازن الجهوي بأن تجد قيادات من بعض ولايات السودان حظها خاصة المناطق المتأثرة من الحزب وبعض المشاكل، إذ أن الاختيار يجعل الحزب في مأمن، فالانتخاب السابق يعاب عليه أن عضوية الشورى تعاملت بشيء من اللامبالاة في الاختيار، وتعاملت مع بعض الأسماء كنجوم ربما تراها في شاشة التلفزيون أكثر من على أرض الواقع. حتى يعبر الحزب إلى بر الأمان فإن جديته في إحداث التغيير بمنح الشباب حصة مقدرة وقد سلك ذلك الاتجاه في الأمانات المتخصصة عندما سمي عمار باشري للمنظمات وقد حقق نجاحاً ملحوظاً، وياسر يوسف للإعلام الذي قوبل بحزمة تحديات منها التوقف المتكرر للصحف وإيجاد أرضية مشتركة بين الصحافة والحكومة بجانب الإسهام في خلق واقع جديد للصحافة، علاوة على تأخره في تغيير قيادات الأجهزة الإعلامية وهي الخطوة التي تأخرت بجانب التحدي الأكبر هو إنزال توصيات مؤتمر الإعلام لأرض الواقع وتفريط الأمانة في المحافظة على شخصية صحفية كانت تتولى دائرة الصحافة بأمانة الإعلام وهو رئيس تحرير الصيحة ياسر محجوب الذي يتردد طلبه للجوء السياسي ببريطانيا والمسألة قطعاً ليست في شخص محجوب وإنما تمثل الصحافة بكاملها.. ويتوقع بروز أسماء شبابية جديدة مثل الوزير عبيد الله محمد عبيد الله وقبيس أحمد المصطفى.. بينما من الأسماء التي لمعت في الآونة الأخيرة الوزيران عبد الواحد يوسف وصلاح ونسي. ويتوقع أن يضع الحزب في اعتباره إيجاد معالجات لقيادات بارزة ترشحت لمنصب الوالي ويتوقع عدم فوزها بالمنصب علاوة على منح المرأة حصتها كاملة وهي نحو (11) مقعداً مع منحهم أفضلية في مواقع مهمة، فعلى سبيل المثال من الممكن ترشيح أمينة أمانة آسيا الوزيرة السابقة أميرة الفاضل لأمانة العلاقات الخارجية وهي رسالة للخارج قبل الداخل، كما آن أوان مغادرة قيادات مثل سامية أحمد محمد - لطول الفترة - ودخول أسماء جديدة لها دور غير منكور مثل الوزيرات مشاعر الدولب وتهاني عطية وقمر هباني.. بينما من الأسماء المهم جداً وجودها الوزير الطيّب حسن بدوي، أما الفريق الاقتصادي للحزب فيتطلب مراجعة وتجديداً حقيقياً.. لأن الوطني مطالب أن يفكر في المرحلة المقبلة بعقلية فيها كثير من الابتكار وخلق المبادرات.. كما أن الأمانة السياسية تستدعي النظر بكل حال خاصة في ظل تقلبات المشهد السياسي. ومهما يكن من أمر فإن انتخاب المكتب القيادي واختيار أمناء الأمانات.. ذو صلة وثيقة بالتشكيل الوزاري ما يعضد إجراء تشكيل وزاري وشيك.